تركيا تستضيف قمة المناخ COP31 بعد انسحاب أستراليا من السباق أخبار أزمة المناخ

رئيس وزراء أستراليا يعلن التوصل إلى اتفاق لاستضافة اجتماعات تمهيدية مع دول المحيط الهادئ بينما تستضيف توركيا القمة الرئيسية

أعلنت تركيا رسمياً أنها ستحتضن قمة مؤتمر الأطراف الـ31 التابعة للأمم المتحدة للمناخ العام المقبل في مدينة أنتاليا، منهيةً خلافاً طويلاً مع أستراليا حول موقع أهم لقاء دولي بشأن تغير المناخ.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، صباح الخميس، إن أستراليا توصلت إلى تسوية مع تركيا تنص على استضافة جولة من المفاوضات التحضيرية المشتركة مع دول جزر المحيط الهادئ قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في 2026، بينما تتولى تركيا رئاسة الاجتماع الرسمي. وأضاف ألبانيز في تصريح لإذاعة ABC بيرث: «ما توصلنا إليه هو انتصار كبير لكل من أستراليا وتركيا».

يأتي هذا الإعلان مع اختتام قمة COP30 هذا العام في مدينة بيليم البرازيلية، المقرر أن تنتهي فعالياتها يوم الجمعة. كانت أستراليا تسعى لأن تُقام COP31 بصيغتها «قمة المحيط الهادئ»، جنباً إلى جنب مع دول جنوب المحيط الهادئ المنخفضة الارتفاع التي تهددها موجات ارتفاع سطح البحر والكوارث المرتبطة بالمناخ بشكل متزايد.

رغم جهود أستراليا، رفضت تركيا التراجع عن طموحها استضافة القمة، مؤكدة أنها بصفتها اقتصاداً ناشئاً تسعى لتعزيز التضامن بين دول الشمال والجنوب، وأن قمتها ستتسم بمدى عالمي أكثر من كونها إقليمية.

وسيتاح لتركيا فترة لا تتجاوز 12 شهراً فقط للتحضير للقاء في مركز معارض أنطاليا إكسبو، نتيجة للإجراءات الطويلة غير المألوفة التي رافقت ملف الترشيح ونقص الآليات المتفق عليها للتعامل مع حالة تنافس فيها دولتان على الاستضافة في الوقت ذاته.

تقليدياً، تتناوب رئاسة مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بين خمس مناطق: أفريقيا، آسيا، أمريكا اللاتينية والكاريبي، أوروبا الوسطى والشرقية، وغرب أوروبا والدول الأخرى. وتنتمي كل من أستراليا وتركيا إلى فئة «غرب أوروبا والدول الأخرى»، ما يعني أن أستراليا ستضطر للانتظار خمس سنوات أخرى قبل أن تتمكن من الترشح لاستضافة المؤتمر مجدداً.

يقرأ  مَعْرِضٌ لِلْفَنِّ الْمُعَاصِرِ فِي مَنْزِلٍ تَارِيخِيٍّ مِنَ القَرْنِ الثَّامِنِ عَشَرَ

من جهة أخرى، أعلنت وزيرة التخطيط والتنمية الإثيوبية فيتسوم أسيفا أدلا الأسبوع الماضي أن بلادها حصلت على دعم المفاوضين الأفارقة لاستضافة COP32 في عام 2027.

«خيبة أمل» من شركاء المحيط الهادئ

أعربت بابوا غينيا الجديدة سريعاً عن استيائها من انسحاب أستراليا من محاولة استضافة القمة بشكل مشترك مع دول جزرها. وقال وزير الخارجية جاستين تكاتشنكو لوكالة فرانس برس: «كلنا غير سعداء ومسرورين—أقصد، حزينون—ولأن الأمر انتهى بهذا الشكل». وأضاف بتجهم: «ماذا حقق المؤتمر على مرّ السنين؟ لا شيء. إنه مجرد مهرجان كلامي ولا يضع الملوثين الكبار أمام المساءلة».

واعتبرت السيناتورة من حزب الخضر الأسترالي ستيف هودجينز-ماي أن انسحاب بلادها من الاستضافة يعكس سياسة الحكومة العمالية الحالية في «الموافقة المستمرة على مشاريع الفحم والغاز»، بينما تواصل أستراليا زيادة صادراتها من الوقود الأحفوري. وقالت: «هذا مخيب للغاية، لكنه يبرز دور أستراليا الكبير في تفاقم مخاطر تغير المناخ».

وبحسب وكالة الطاقة الدولية، تعتمد كل من أستراليا وتركيا بشكل كبير على الفحم والنفط والغاز في قطاع الطاقة، وبينما لا يزال الاعتماد كبيراً هناك تقدّم كلا البلدين في مجال الطاقة المتجددة. وكانت حكومة حزب العمل الاتحادية تأمل في إبراز تقدم الطاقة المتجددة في ولاية جنوب أستراليا عبر استضافة المؤتمر في عاصمة الولاية، أديلايد.

إلا أن المقترح تعقّد بسبب معاناة المدينة من ازدهار طحلبي سام كبير مستمر منذ نحو ثمانية أشهر قبالة سواحلها. تشكّل اندفاعات الطحالب إحدى تبعات الاحترار البحري، وهي ظاهرة مرتبطة بتغير المناخ يرى العلماء وخبراء البيئة أنها لا تُعالج إلا بتقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري بسرعة.

صورة: سمكة نافقة تُلقى على شاطئ غلينلج في 13 يوليو 2025، بأديلايد، خلال ازدهار طحلبي سام.

أضف تعليق