في صباح السبت الماضي استضاف المعرض عرضًا تمهيديًا مرتجلًا ليوم واحد لأعمال ماركوس بروتوس تحت عنوان «En Focus»، الذي افتتح رسميًا في الثالث عشر من نوفمبر في هاربرز تشلسي 512. في اليوم السابق رتّبنا اللوحات على الأرض لعرض خاص أمام عميل مميز، أحد أكثر مؤيدي ماركوس ولاءً. كانت الأعمال، ما تزال داخل صناديق الظل، مصطفة بحسب الأحجام تحت جناحنا الحالي لأيريا لاينو. لم تُبذل أي محاولة تنسيقية لحساب مواقع القطع؛ كنت أعتزم إعادتها إلى المخزون فور انتهاء اللقاء.
بينما وصل العميل دخل إلى المعرض شخصٌ بارزٌ من عالم الفن ليتفقد عرض لاينو. لحسن الحظ لم أتعرف عليه فورًا؛ لو كنت عرفته لربما اندفعت لأعتذر عن الفوضى على الأرض. وإلى دهشتي افترض أن لوحات ماركوس جزء من تركيب لاينو، وتحمس لقراءة تلك النسق الظاهر كعمل تنظيمي مُقصود، حتى أن صناديق الظل ـ التي خصصت للنقل فحسب ـ قُرئت على أنها عناصر من التثبيت. الزوار الآخرون الذين مرّوا عبّروا عن انطباع مماثل، وفجأة أدركت أنني عثرت على حادثة سعيدة.
ماركوس بروتوس رسّام سينمائي وساحر للمشاعر. كثير من أعماله تحمل خلفيات سردية أو جذورًا تاريخية واضحة، لكن رؤيتها صفًا واحدًا على الأرض كشفت إطارًا قصصيًا كان سيختفي في تعليق تقليدي. السرد كان دائمًا في صميم ممارسته. معرضه الأول «The Uhmericans» الذي عُرض في شقة هاربرز عام 2018 كان استجابة لكتاب روبرت فران «The Americans»، الذي يُعد واحدًا من أهم كتب التصوير الروائي في القرن العشرين. آنذاك خشيت جرأة الاستدعاء، لكن بمراجعة الأمور بدا ذلك الظهور الأول – والمونوغراف المرافق له – مقدمة موفقة لفنانٍ غير معروف ومتعلم ذاتيًا، صار اليوم له أعمال في مجموعات ومؤسسات كبرى وتعاونات مع علامات ومطبوعات مرموقة.
أسأل نفسي بلا انقطاع ما الذي يجعل لوحة عظيمة، ولماذا نقع في الحب. لا توجد إجابة صحيحة وحيدة، لكن بالنسبة لي الخلاصة دائمًا تتلخص في الإحساس والعاطفة والطاقة. الزوار الذين توقفوا يوم السبت نالوا حظًّا وافرًا من هذه الثلاثة. رؤية أعمال ماركوس الجديدة متعاقبة، كلها بمقاييس حميمة متعمدة، كانت كأنك تلتقي به من جديد. وجوهه دراسات في الحالة الإنسانية؛ لديه موهبة لا تقاوم في تصوير البهجة والوجدان معًا—سواء في لوحات الراقصين أو الرياضيين أو عازفي الكمان، وفي عمله «معمودية نوفا سكوشا» يظهر شخصان في تبادل روحي، مستندًا إلى مشهد من فيلم وثائقي عن مجتمع السود في نوفا سكوشا. وفوق كل ذلك، يمتلك ماركوس قدرة نادرة على إعادة سياق الحواف المهمّشة من التاريخ الثقافي، يمنحها حياة جديدة وبصيرة مسبقة، وهو ما يمكن أن نطلق عليه «الاستعارة الشعرية».
«En Focus» هو العرض الفردي السادس لماركوس مع المعرض. عرضه «Maiden Voyage» افتتح مكاننا الرئيسي في تشيلسي. كررت هذه القصة كثيرًا، لكن لن أنساها: المرة الأولى التي رأيت فيها عمل ماركوس كانت على إنستغرام جين جيدي؛ قفزت اللوحات من الشاشة، وساعاتٌ بعدها كانت هناك خطط لمعرض. حديث لوحاته كان يشبه ما أشعر به عند قراءة الأدب أو الاستماع إلى الموسيقى أو مشاهدة الرياضة. وربما، في المحصلة، كل شيء يعود إلى روبرت فران. في النهاية، ما يجعل أي شيء عظيمًا هو الحب.
— هاربر ليفين، 30 أكتوبر 2025