الرئيس الأميركي دونالد ترامب ينأى بنفسه عن الممول المشين السمعة جيفري ابستين، مؤكداً أن علاقته به قُطعت قبل أكثر من عقد من توقيفه عام 2019 بتهم الاتجار الجنسي على مستوى فيدرالي.
مع ذلك، استغل نائب ديمقراطي وثائق جديدة صادرة عن تركة إبستين ليؤكد أن الصداقة بين الرجلين استمرت بعد تولي ترامب الرئاسة في 2016. النائب شون كاستان من إلينوي أبرز تبادلاً بريدياً ونشر على منصة “إكس” بتاريخ 12 نوفمبر منشوراً قال فيه: «ترامب قضى عيد الشكر الأول له بعد انتخابه مع جيفري إبستين. 2017.»
أرفق كاستان صورة لرسائل إلكترونية مؤرخة في 23 نوفمبر 2017 — يوم عيد الشكر — بين إبستين ومؤسسة NEXT Management فيث كايتس، ورد فيها ما يلي:
– إبستين: أتمنى أن يكون اليوم ممتعاً لك.
– كايتس: ممتع!!! متى ستعود إلى نيويورك؟
– إبستين: طوال الأسبوع المقبل.
– كايتس: حسناً، ديلان سيرغب برؤيتك، أنا دائماً أرغب برؤيتك. أين ستحتفل بعيد الشكر؟
– إبستين: إيفا.
– فيث كايتس: هذا يعني غلين، انظر إلى شعره الأحمر!!!
– إبستين: ألوان التوت للمناسبة.
– كايتس: إنه ممل، من غيره موجود هناك؟
– إبستين: ديفيد فيزل. هانسون. ترامب.
– كايتس: استمتع!!!
لم يرد كاستان على طلب للتعليق. وقالت متحدثة البيت الأبيض أبيغيل جاكسون في رسالة إلكترونية إن «تلك الرسائل لا تثبت شيئاً حرفياً».
تقارير إخبارية، وصور، وفيديوهات، وإصدارات للبيت الأبيض تُظهر أن ترامب قضى عيد الشكر عام 2017 في مارا لاجو. مع ذلك، لم تجد مؤسسة PolitiFact أي دليل يثبت لقاءه بإبستين في ذلك اليوم.
تتباين الروايات حول موعد الخلاف بين ترامب وإبستين، مع تقديرات تتراوح بين 2004 و2007. وأفاد صحيفــة Miami Herald أن ترامب منع إبستين من دخول مارا لاجو في أكتوبر 2007، أي قبل عيد الشكر المعني بعقد من الزمن.
في عام 2008 أعترف إبستين بالتهم الولائية المتعلقة بالتحريض على البغايا والتحريض على بغايا قصر.
اثنان من بين الثلاثة الذين ذكرهم إبستين في رسالته عام 2017 كـ«متواجدين هناك» كانا يمتلكان عقارات في جنوب فلوريدا آنذاك. ومن غير الواضح إلى من كان يقصد باسم «هانسون». من الممكن أن إبستين لم يكن يخطط ليوم عيد شكر محدد، بل كان يجيب على سؤال نيويوركي آخر عن من من دائرتهم الاجتماعية سيَتواجد أيضاً في فلوريدا آنذاك.
وصل ترامب إلى ويست بالم بيتش بفلوريدا في 21 نوفمبر 2017 وبقي هناك لعدة أيام، وفق جداول الرئيس المنشورة في قاعدة بيانات Roll Call’s FactBase. صباح يوم عيد الشكر تحدث عبر مؤتمر فيديو مع عناصر الجيش وزار أفراد خفر السواحل في محطة مصب لايك وورث بريفيريا بيتش. نشر البيت الأبيض نصوص تصريحات ترامب لكلا الفريقين. كما وجّه رسالة عيد شكر إلى البلاد وزار نادي ترامب الدولي للغولف في ويست بالم بيتش.
صوّر مصورو وكالات أسوشيتد برس وذا بالم بيتش بوست وغيتي إيماجز، من بين آخرين، نشاطات ترامب في تلك الفترة. وأوردت CNN أن ترامب أقام عشاءً «فاخرًا» في مارا لاجو لم تُدرج أسماء الحضور فيه، بينما قال البيت الأبيض لـCNN إن الأسرة الأولى ستقضي «عشاء عيد شكر لطيف مع جميع أفراد العائلة».
كان ترامب نشطاً أيضاً على وسائل التواصل؛ ففي منشور بتاريخ 22 نوفمبر 2017 قال إنه «سيعقد اجتماعات ويعمل عبر الهاتف من البيت الأبيض الشتوي في فلوريدا [مارا لاجو]» ولم يحدد من سيقابل. وفي صباح عيد الشكر نشر تحية قال فيها إن البلاد بدأت تسير على ما يرام.
غادر ترامب مارا لاجو وعاد إلى البيت الأبيض يوم الأحد الموافق 26 نوفمبر 2017.