أكّد زوهران ممداني، العمدة المنتخب لمدينة نيويورك، أنه لا يشعر بالقلق من احتمال احتكاك سياسي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل لقائهما المقرر في البيت الابيض يوم الجمعة ــ مؤكداً بأن أولويته هي دفع أجندة القدرة على المعيشة لسكان أكبر مدن الولايات المتحدة.
وقال ممداني، الذي سيتسلّم مهامه في مطلع عام 2026، إنه مستعد للتفاوض مع الرئاسة وكل من يمكن أن يسهم في تحقيق أهدافه الاقتصادية والاجتماعية للمدينة. وأضاف أن محور حملته وحملة ترامب كانا منصبّين على أزمة غلاء المعيشة، لذلك “كل الأمور تعود إلى ضرورة الدفاع عن برنامج يركز على القدرة على التحمل.”
وحاول ممداني طمأنة الصحافيين بالقول: “سأجتمع مع أي أحد. سأتحدث مع الجميع ما دام في ذلك منفعة لخطّة اقتصادية تصبّ في مصلحة سكان نيويورك. وهذا ما سأستمرّ في الدفاع عنه.”
وامتدح المتحدّثون هذا الموقف باعتباره محاولة لوضع مصلحة المدينة فوق الحسابات السياسية، وسط توترات حادة سادت خلال الحملة الانتخابية. فقد شنّ ترامب هجمات حادة على ممداني، ووصفه مراراً بتوصيفات مغلوطة مثل “شيوعي” واقترحت دوائر مقربة من البيت الأبيض حتى احتمال سحب جنسيته الأمريكية ــ رهانٌ اعتبره معارضون مسيسة ومبالغاً فيه.
كما توالى تحامل حلفاء ترامب على نحو يتّسم بخطاب إسلاموفوبي صريح، إذ وصفته بعض الناشطات والسياسيات بألفاظ تحريضية، وراح آخرون يروّجون ادعاءات كاذبة عن نية فرض قوانين دينية في المدينة. ومع ذلك، وبعد فوزه في الانتخابات، بدا ترامب أقل تشدُّداً، بل أعلن لاحقاً استعداده لاستقبال ممداني بهدف “جعل المدينة ناجحة.”
وكانت تغريدات ترامب وتصريحات حملته قد صاحبتها نبرة استهزائية بمحاولة التقليل من اسم ممداني الأوسط، لكن الأخير تعامل مع اللقاء باعتباره فرصة لعرض رؤيته شخصياً للرئيس، لا ساحة لمناكفات تجريدية. وعندما سئل عما إذا كان سيتصرف كما فعل مع ضيوف سابقين في المكتب البيضاوي، قال ممداني ببساطة: “سأدافع عن أهل نيويورك كل يوم.”
ممداني، البالغ من العمر 34 عاماً ونائب في مجلس ولاية نيويورك سابقاً، لم يكن معروفاً على نطاق واسع قبل انطلاق حملته في أواخر العام الماضي، لكنه صعد سريعاً في استطلاعات الرأي بفضل رسالة مركّزة على خفض كلفة المعيشة ودعمه الحقوق الفلسطينية.
وفي السباق الانتخابي تمكّن ممداني من هزيمة الحاكم السابق أندرو كومو مرتين: أولاً في الحسم الأولي للحزب الديمقراطي، ثم في الاقتراع العام في نوفمبر، على الرغم من دعم ترامب لكومو الذي ترشّح لاحقاً كمستقل.
ومن المرتقب أن يؤدي اليمين الدستورية عمدةً للحادية عشرة بعد المئة لنيويورك في الأول من يناير. وتشمل خطة ممداني الطموحة تعهّدات برحلات حافلات مجانية ورعاية نهارية للأطفال، وتوسيع الإسكان العام، وتجميد الإيجارات في وحدات مدعومة حكومياً، إلى جانب سياسات أخرى تهدف إلى تخفيف العبء المعيشي عن الأسر العاملة.