أعلن مكتب فولوديمير زيلينسكي أن الأخير سيتحدث إلى دونالد ترامب بعدما قدمت الولايات المتحدة لأوكرانيا مسودة خطة سلام لإنهاء الحرب مع روسيا.
وذكرت تقارير أن الخطة صاغها المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف ونظيره الروسي كيريل دميترييف دون إشراك أوكرانيا. وقال مكتب زيلينسكي إن واشنطن ترى أن المسودة قد «تُعيد تنشيط الدبلوماسية»، مضيفًا أن أوكرانيا «وافقت على العمل على بنودها بطريقة تؤدي إلى نهاية عادلة للحرب».
وأعربت كييف عن دعمها «لكل المقترحات الجوهرية القادرة على تقريب السلام الحقيقي». ولم تكشف أوكرانيا عن تفاصيل المقترح، إلا أن مصادر نقلت لأكسيوس والفايننشال تايمز ورويترز تفيد بأنه يتضمن تنازلات من كييف عن أجزاء من دونباس التي لا تزال تحت سيطرتها، وتقليصًا كبيرًا لحجم جيشها، والتخلي عن كثير من سلاحها.
لو تأكدت تلك المطالب، فإنها تميل بصورة كبيرة لصالح موسكو، وهو ما يفسر رد فعل كييف المتحفظ تجاه المسودة. وقال البيت الأبيض إن ترامب أصبح «محبطًا» من كل من روسيا وأوكرانيا «لرفضهما الالتزام باتفاق سلام»، وإن فريقه يعمل على خطة سلام «مفصّلة ومقبولة».
مع ذلك أخذت موسكو تقلل من أهمية الخطة، التي اشيع أنها تتضمن 28 بندًا. وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أنه بينما كانت هناك «اتصالات» مع الولايات المتحدة، لم يكن هناك «مسار يمكن أن يسمى استشارات».
جاء بيان مكتب زيلينسكي عقب اجتماع في كييف يوم الخميس ضم الرئيس ومسؤولين عسكريين أميركيين رفيعي المستوى، من بينهم وزير الجيش الأميركي دان دريسكول، ورئيس أركان الجيش الجنرال راندي جورج، وقائد القوات الأميركية في أوروبا الجنرال كريس دوناهيو.
ولم تشارك أوكرانيا ولا شركاؤها الأوروبيون في صياغة الخطة، وحذر وزراء خارجية أوروبيون يوم الخميس من ابتكار مقترحات من دون التشاور مع كييف أو بروكسل. وقالت رئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كلاس: «لكي تنجح أي خطة، يجب أن تكون أوكرانيا والأوروبيون شركاء فيها».
وقال مسؤول أميركي رفيع للبي بي سي إن المبعوث ستيف ويتكوف تلقى مدخلات من الأوكرانيين والروس «حول الشروط المقبولة لكل منهما لإنهاء الحرب». وأضاف: «سيضطر الطرفان إلى تقديم تنازلات، وليس أوكرانيا وحدها».
وحذر بيسكوف من أن أي اتفاق سلام سيتوجّب عليه معالجة «الأسباب الجذرية للصراع» — عبارة تستخدمها موسكو كملخص لسلسلة من المطالب القصوى التي ترى أوكرانيا أنها تعادل الاستسلام. وأكدت النائبة الأوكرانية ليزا ياسكو للبي بي سي أن أوكرانيا «لم تُستشر»، مضيفة: «يبدو أن هناك من يريد أن يقرر عنا، وهذا أمر مؤلم لأغلبنا نحن الأوكرانيين».
منذ بداية ولايته الثانية هذا العام، أطلق ترامب عدة مبادرات تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، شملت قمة ثنائية مع بوتين في ألاسكا، وزيارات متكررة لمبعوثه ويتكوف إلى موسكو، وجولات من المحادثات مع زيلينسكي وقادة غربيين آخرين. ومع اقتراب الذكرى الرابعة لغزو روسيا الشامل لأوكرانيا، لا تزال الخلافات عميقة بشأن كيفية إنهاء الصراع.
أصبحت أوكرانيا ماهرة في استهداف البُنى التحتية العسكرية الروسية ومنشآت الطاقة بطائرات مسيّرة طويلة المدى، لكن هجمات موسكو على أهداف أوكرانية مستمرة بلا هوادة. وفي وقت سابق هذا الأسبوع، قُتل ما لا يقل عن 26 شخصًا في هجوم بصواريخ وطائرات مسيّرة روسية استهدف مبانٍ سكنية في مدينة تيرنوبيل غربي أوكرانيا، ولا تزال أعداد غير محددة من الأشخاص مفقودة.