إسرائيل تستدعي ٦٠٬٠٠٠ من جنود الاحتياط وسط دعوات لإنهاء حرب غزة

جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي يجهّزون دبابات قرب الحدود الشمالية لقطاع غزة في اسرائيل، في 18 أغسطس 2025. الصورة: إلكي شوليرز — غيتي إيماجس.

أعلن الجيش يوم الأربعاء استدعاء 60,000 من الاحتياطيين للخدمة، كما سيُمدَّد قَصداً خدمة 20,000 احتياطي آخرين في ما تصفه الجهات الرسمية بـ«المرحلة التالية من عملية عربات غيديون»، الاسم الرمزي لخطة توسيع الهجوم العسكري في قطاع غزة.

قوبل المخطط الجديد بانتقادات حادة من زعماء العالم، فيما أوقفت ألمانيا جميع مبيعاتها من الأسلحة لإسرائيل. وفي الداخل، شهدت البلاد احتجاجات واسعة طالبت بإنهاء الحرب مع حماس وبالتوصل إلى صفقة تسهّل إطلاق سراح الرهائن المتبقين في القطاع.

قالت منظمة منتدى العائلات المعنية بالرهائن والمفقودين، منظّم الاحتجاجات المعروفة باسم «إسرائيل على المحك»، إن أكثر من مليون شخص شاركوا في المظاهرات على امتداد البلاد يوم الأحد، وأن نحو 500,000 متظاهر تقاطروا إلى ساحة الرهائن في تل أبيب.

بدأت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم إرهابي شنّته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل أكثر من 1,200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة. من بين هؤلاء الرهائن، أُفرِج عن نحو 140 خلال مفاوضات، وأنقِذ ثمانية، وعُثِر على جثث 57 توفوا أثناء الأسر أو محاولات الإنقاذ. ويُعتقد أن حوالي 20 رهينة أحياء ما يزالون محتجزين لدى حماس ومجموعات مسلحة أخرى. وأفادت وزارة الصحة في غزة بوفاة أكثر من 62,000 فلسطيني منذ بداية النزاع.

في غياب رقابة مستقلة على الأرض، تظل وزارة الصحة في غزة المصدر الأساسي لبيانات القتلى والمعتمد من قِبَل منظمات الإغاثة والصحافيين والهيئات الدولية، مع ملاحظة أن أرقامها لا تميّز بين مدنيين ومقاتلين ولا يمكن للتحقق المستقل التأكيد عليها تماماً.

خلال إحاطة عسكرية نُقلت إلى TIME يوم الأربعاء، قال مسؤول في الجيش إن المجندين الاحتياطيين الجدد من المقرر استدعاؤهم في سبتمبر، وأن المرحلة التالية من العملية نحو مدينة غزة ستُعرض على «المستوى السياسي» للموافقة. وأضاف المسؤول العسكري: «في الأسابيع المقبلة، سنشهد بدء الجيش عملية تدريجية داخل مدينة غزة وحولها».

يقرأ  أكثر من 200 قتيلاً في فيضانات مفاجئة تضرب باكستان وكشمير الهندية

وافق المجلس الأمني الإسرائيلي على خطط جديدة قدمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في 8 أغسطس لتوسيع العمليات العسكرية في غزة. وقد تؤدي توسيع عملية «عربات غيديون»، الهجوم الإسرائيلي المتجدد على غزة الذي بدأ في مايو، إلى احتلال كامل للقطاع إذا ما نُفّذت بالكامل.

أعلن الجيش أنه قد نفّذ بالفعل بعض العمليات المحيطة بمدينة غزة، وحذّر المتحدث باسم الجيش أفخاي أدرعي من أن السكان المدنيين في مناطق القتال طُلب منهم التوجّه جنوباً حفاظاً على سلامتهم ولتقليل احتمالات تعرض الأبرياء للضرر.

أعربت منظمات دولية عن قلقها من تدهور الأوضاع الإنسانية وتفشّي أزمة سوء التغذية في غزة. وحذّر اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن توسيع العمليات العسكرية قد يزيد من خطورة الوضع الكارثي القائم بالفعل، مشيرة إلى أن أكثر من 80% من مساحة غزة متأثرة بأوامر الإخلاء، وأن إجبار المدنيين على النزوح إلى مساحات أصغر يكاد يكون غير قابل للتصوّر بعد أشهر من الأعمال العدائية المتواصلة والتهجير المتكرر.

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة من أن أي خطط لتوسيع العمليات في غزة «ستكون لها آثار إنسانية مروِّعة» على شعب منهك ومصاب بسوء التغذية ومفجوع ومهجّر ويفتقر إلى أساسيات الحياة اللازمة للبقاء.

قالت بطريركية اللاتين في القدس، المشرفة على رعية العائلة المقدسة في غزة، إنها تتابع عن كثب التطورات المتسارعة في مدينة غزة، خصوصاً في ضوء القرارات الأخيرة والتعبئة الجارية استعداداً لغزو وشيك. ونقلت البطريركية عن أعضاء الكنيسة في غزة أن «صوت وطأة القصف يقتربان بشكل خطر من مجمع الرعية ذاته».

على الصعيد الفلسطيني المحتل، أثارت الخطط الإسرائيلية للمستوطنات في الضفة الغربية احتجاجات وادانات واسعة بعد إقرار المشروع نهائياً يوم الأربعاء. دفع هذا المشروع وزير المالية بيتساليل سموتريتش، وكان معلقاً لعقود بسبب مخاوف دولية؛ ويهدف، بحسب المنتقدين، إلى عزل الضفة الغربية من القدس الشرقيه وقطع أي رابط جغرافي قد يربطها بالقدس الشرقية.

يقرأ  رسومات أزياء أنيقة لفيرناندو بوسك من الأربعينيات والخمسينيات «التصميم الذي تثق به» — تصميم يومي منذ 2007

حذّرت مجموعة «السلام الآن» الإسرائيلية المدافعة عن السلام من أن «خطوات ضمّ الحكومة» تضمن المزيد من سنوات إراقة الدماء. وعرّض سموتريتش، إلى جانب الوزير اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، نفسه لعقوبات من المملكة المتحدة وحلفائها في مايو، بتهم التحريض على العنف المتطرف وانتهاكات جسيمة لحقوق الفلسطينيين.

للتواصل: [email protected].

أضف تعليق