اعتقال زعيم مخدرات بارز بعد حملة أمنية دقيقة
أعلنت قيادة الجيش اللبناني، بعد سلسلة عمليات مراقبة ومتابعة دقيقة، عن توقيف مواطن يحمل الحروف الأولى للاسم “NZ” والذي أكدته مصادر أمنية لوكالة رويترز أنه الفار نواه زعيتر، المتهم بإدارة إمبراطورية مخدرات في سهل البقاع قرب الحدود السورية وإنتاج وتصدير مواد منشطة صناعية بينها مادة الكبتاجون.
وقالت القيادة إن المعتقل يندرج ضمن أخطر المطلوبين، وصدر بحقه عدد كبير من مذكرات التوقيف بسبب تشكيل عصابات متورطة في تهريب الأسلحة والمخدرات وتصنيع المواد المخدرة والسرقات باستخدام القوة المسلحة. وأوضحت أن المتهم سبق وأن أطلق النار على عناصر الجيش ومنشآته وعلى منازل مواطنين، كما اختطف أفرادًا بفداء مالي. والتحقيق يجري حالياً بإشراف القضاء المختص.
محكمة عسكرية كانت قد حكمت على زعيتر بالإعدام في 2024 لضلوعه في قتل جندي لبناني، وذلك بعد سنوات من التهرّب من القبض واختبائه في قريته كنيسة محاطًا بأنصار مسلحين. كما فرضت عليه وزارة الخارجية الأميركية عقوبات في 2023، وذكرته في سياق عقوبات طالت أفرادًا وشبكات مرتبطة بتهريب الكبتاجون المرتبط بنظام الأسد. واعتبرت وزارة الخارجية أنه تاجر سلاح وناقل مخدرات معروف، وأن له علاقات وثيقة مع الفرقة الرابعة في الجيش السوري — الوحدة التي كانت محورًا في شبكة تهريب الكبتاجون.
وأضافت واشنطن أن زعيتر متورط في تقديم دعم مادي أو لوجستي أو تكنولوجي أو خدمات لمصلحة مجموعة مسلحة لبنانية. ويأتي توقيفه ضمن حملة أمنية مستمرة تقودها السلطات اللبنانية لملاحقة تجار ومروّجي المخدرات.
وفي سياق العمليات ذاتها، نعَت قيادة الجيش في بيانها المعاون الأوّل الشهيد بلال البرادعي والعريف الشهيد علي حيدر اللذين استشهدا بتاريخ 18/11/2025 أثناء اشتباكات مع مطلوبين خلال تنفيذ مديرية المخابرات سلسلة مداهمات بمؤازرة وحدة من الجيش في منطقة الشراونة — بعلبك. كما أفادت القوات بأن مواطناً لبنانياً آخر، ذُكر بحروف “HAJ” ونسبته وسائل إعلام محلية إلى حسونة جعفر، قُتل بعد أن فتح النار على القوى الأمنية خلال المداهمة.
المطلوبون الذين طالتهم المداهمات كانوا مرتبطين بقضايا قتل أربعة جنود بالإضافة إلى اختطاف وسلب مسلح وتجارة مخدرات. وفي محافظة عكار شمالاً، اعتقلت الأجهزة الأمنية شخصين معروفين بالأحرف “FM” و“GQ” بتهم الترويج للمخدرات وحيازة كمية من الأسلحة والذخائر العسكرية، في إطار توسيع نطاق الحملة الأمنية قرب الشريط الحدودي مع سوريا.
العملية تعكس تكثيف الجهود الأمنية والقضائية لقطع أوكار شبكات التهريب والعصابات المسلحة التي تهدد الأمن العام والاستقرار، مع استمرار التحقيقات لمعرفة امتدادات هذه الشبكات وعلاقاتها الداخلية والخارجية.