خريطة هادئة لحياةٍ يومية في قريةٍ بعيدة على حافة الصحرا، عبر عدسة المصوّر المقيم في لندن طه الإزيّ. ولد في امان لوالدين كرديين–عراقيين فرّا من الصراع والقمع، وكانت طفولته محفوفةً بالتنقّل بين العراق والأردن ثم تورونتو. يستمر عمله كعملٍ من أعمال التذكّر، نظرة تعود إلى صدى الهوية وسط التفكّك والاغتراب.
قادته هذه الرؤية إلى خميليّة، مجتمع غناوي صغير على هامش الصحراء. أبناء هذا المجتمع هم أحفاد لشعوب غرب إفريقية استُقدمت عبر الساحل، ويتحدّث المشروع عن روح البقاء؛ عن كون المرء موجودًا في مكانٍ آخر ومع ذلك يشعر بالانتماء. تتكشف صوره كتأمّل في المنفى، راسمًا تضاريس مشتركة بين الهجرات القسرية في شمال إفريقيا والشتات الكردي.
من خلال بورتريهاتٍ ومقتطفات وملاحظات ميدانية وشهادات، يسعى طه إلى الكشف عن إحساس أوسع بالاستمرارية والتواصل.
«خلال إقامة صوتية امتدت أسبوعين نظّمها ماثياس شابوتو (Huveshta Rituals Records) ومنتج الموسيقى لويس شونغو، بُنِيَ استوديو تسجيل زائل داخل بيتٍ طيني لالتقاط أصوات وآلات موسيقية من أبناء القرية. كان هدفي ترجمة قصتهم عبر العدسة، وصورة مجتمعٍ تحمل موسيقىُه ذاكرةً وصلابة. تشكّل الصور الناتجة جزءًا من مشروعٍ متعدد التخصصات: فيلم قصير بصيغة 16ملم، وكتاب صور يجمع النصّ والصورة، وألبوم موسيقي—ومن المقرّر عرضه في أنحاء أوروبا مصحوبًا بعروضٍ مباشرة. هذا العمل يُعدّ تحيةً للناس الذين يعيشون على هامش التصحّر، وللمعرفة الأجدادية التي تنتقل من جيلٍ إلى جيل.»
شارك طه الإزيّ في جائزة Booooooom Art & Photo Book لعام 2025 وتم اختياره ضمن القائمة القصيرة.