أمير قطر يصل إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية عقب زيارة رواندا

توسطت قطر في محادثات بين حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وجماعة المتمرّدين «M23»، ما أدّى، الأسبوع الماضي، إلى التوصل إلى إطار اتفاق يُشكّل خطوة أولى نحو تسوية تهدف لإنهاء الأعمال القتالية في شرق البلاد.

نُشر في 21 نوفمبر 2025

زيارة الأمير
زار أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، جمهورية الكونغو الديمقراطية في زيارة رسمية هي الأولى له إلى البلد الأفريقي. وكان في استقباله في العاصمة كينشاسه رئيس الجمهورية فيليكس تشيسيكيدي وكبار المسؤولين، حيث تناول البحث آفاق تعزيز الحوار وتنفيذ الاتفاق الإطاري الذي تم توقيعه مؤخراً.

جهود الوساطة والموقف الدولي
جاء الاتفاق الإطاري ضمن سلسلة من الوثائق التي أُبرمت خلال الأشهر الماضية في إطار جهود دولية – بدعم من الولايات المتحدة وقطر – لتهدئة الصراع المستمر منذ عقود في شرق الكونغو والذي يمثّل تهديداً للاستقرار الإقليمي. وصف مسؤولون أميركيون وقطريون الاتفاق بأنه خطوة مهمة على طريق السلام، لكنه تبقى مجرد محطة ضمن مسار طويل من المفاوضات والالتزامات المتبادلة.

محطة في كيغالي
كان توقف الأمير في كيغالي قبيل وصوله إلى كينشاسا رمزياً، إذ التقى خلاله بالرئيس الرواندي بول كاغامي، في محاولة لربط العاصمتين وإبراز ضرورة التقارب بين البلدين كمدخل لحلحلة الأزمة الإقليمية.

تعزيز العلاقات وتوقيع بروتوكولات
قال شفيع بن نويم العجري، القائم بأعمال بعثة قطر في كينشاسا، إن زيارة الشيخ تميم حملت أهمية خاصة للعلاقات الثنائية، مشيراً إلى توسيع العلاقات الدبلوماسية خلال السنوات الأخيرة. افتُتحت سفارة الكونغو في الدوحة عام 2022، فيما افتتحت الدوحة ممثلية لها في كينشاسا في مايو 2025. كما وقعت الدوحة وكنشاسا عدداً من البروتوكولات للتعاون الاقتصادي والسياسي، فيما لعبت جهود الوساطة القطرية دوراً بارزاً في تيسير الحوار حول استقرار شرق البلاد وتعزيز آليات التواصل بين الحكومتين.

يقرأ  رأس السنة اليهودية هذهنجلس في قلقٍ أمام الأعمال الواجب إنجازها

تبادل الاتهامات واستمرار العنف
رغم المسارات الدبلوماسية، استمر العنف في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تبادلت السلطات الكونغولية وM23 الاتهامات بانتهاك بنود الاتفاقات السابقة وتعمد تأخير عملية الحوار. وتواجه المفاوضات المطوّلة انتقادات لأنها لا تتناول بشكل كافٍ تهديد الجماعات المسلحة المتعددة التي تنشط في المنطقة، والتي تُشكّل عنصراً أساسياً في الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

الخسائر الميدانية والإنسانية
استولت حركة M23 في يناير على مدينة جوما، أكبر مدن شرق الكونغو، ثم وسّعت مكاسبها في محافظتي شمال كيفو وجنوب كيفو، ما أدّى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية ونزوح واسع للسكان.

مراحل التفاوض السابقة
استضافت قطر جولات متعددة من المحادثات المباشرة بين حكومة الكونغو وM23 منذ أبريل، لكنها ركّزت في الغالب على الشروط المسبقة وتدابير بناء الثقة. في يوليو اتفق الطرفان على إعلان مبادئ ترك قضايا جوهرية دون حل، وفي أكتوبر تم التوافق على آلية لمراقبة وقف محتمل لإطلاق النار. ويأتي اتفاق يوليو في الدوحة عقب اتفاق منفصل أُبرم بين الكونغو ورواندا في واشنطن في يونيو، ما يعكس تعدد المحاور والجهات الفاعلة في مسارات التسوية ومساعي تحقيق اسشتقرار إقليمي شامل.

أضف تعليق