بعد لقاءٍ مثمر… ترامب ومامداني يتطلّعان إلى علاقةٍ إيجابية

ترامب يثني على ممداني بعد «انتصار مذهل» ويشيد بتركيزه على تكلفة المعيشة

التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعمدة نيويورك المنتخب زهران ممداني في البيت الأبيض، في محادثات وصفت بأنها ودّية ومثمـرة، على الرغم من تاريخ طويل من الانتقادات المتبادلة بين الطرفين. أعرب الجانبان عن أملهما في إقامة علاقة عملية تحترم الاختلافات وتخدم مصلحة سكان المدينة.

بعد اللقاء قال ترامب إن ممداني خاض «سباقاً رائعاً» وفاز بسهولة على منافسيه، معبّراً عن تقديره لتركيزه على قضايا تكلفة المعيشة. وقد سبق أن اتهم ترامب ممداني بتهمٍ خطيرة ووصفه بـ«الجهادي» في حملات سابقة، بل دفع في مناسبات للمطالبة بسحبه الجنسية الأميركية، لكن ثناءه الحالي يعكس رغبة في تعاون أوسع حول مسائل محلية ملحّة.

من جهته قال ممداني إنه قدر اللقاء ووصفه بأنه «منتج» لأن النقاش تدور حول حب مشترك لمدينة نيويورك والعمل لخدمتها. وأوضح أنه ناقش ملفات مباشرة تمس حياة الناس اليومية، مثل الإيجارات والمرافق والمواد الغذائية، مؤكدًا أن أولويته رفع عبء التكلفة عن كاهل الأسر العاملة.

ممداني، الاشتراكي الديمقراطي الذي احتفى بتعددية المدينة ودافع بلا تحفظ عن حقوق الفلسطينيين، يختلف سياسياً مع ترامب الذي أتخذ سياسات قومية المنشأ وصوّر المهاجرين كتهديد داخلي، وسبق أن دفع نحو حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة. ومع ذلك قال ممداني إنه يأمل أن يكون هناك فضاء للعمل المشترك على أهداف محددة، رغم الخلافات العميقة حول الملفات الوطنية مثل الهجرة.

استعاد ممداني في حديثه تسجيل فيديو نشره في نوفمبر 2024، حيث تواصل مع ناخبين من قاعدة ترامب لمناقشة قضايا مثل القدرة على تحمل المعيشة ومشاركة الولايات المتحدة في نزاعات خارجية. وأضاف أنه يسعى الآن للتوافق على إنهاء ما وصفها بـ«حروب الأبد» وخفض كلفة المعيشة لسكان المدينة.

يقرأ  ما هي الدول الأوروبية ذات الحصص الأعلى؟

«أظن أن الرئيس وأنا واضحان بشأن مواقفنا واختلافاتنا، لكن ما أقدّره هو أن اجتماعنا لم يركز على نقاط الخلاف، بل على الغاية المشتركة في خدمة سكان نيويورك» قال ممداني، مشيراً إلى أن ذلك قد يغيّر حياة نحو 8.5 مليون شخص يعيشون اليوم في أزمة تكلفة معيشية، حيث يعاني واحد من كل أربعة منهم من فقر ملموس.

في ظل قلق متزايد في استطلاعات الرأي بشأن وضع الاقتصاد الأميركي، بدا ترامب أكثر إيجابية تجاه تركيز ممداني على قضايا المعيشة، وقال للصحفيين إن «الكثير من ناخبيّ صوتوا لصالحه» وأضاف: «ولا أمانع في ذلك». أمّ ذلك يؤشر إلى احتمال عمل مشترك محدود بين طرفين يختلفان جذرياً في الرؤى، لكن يجمعهما اهتمام عملي بمشكلات مدينة تضج بالتحديات.

أضف تعليق