ناجون من الاعتداء يطالبون بالمساءلة والدعم قبل صدور الملاثف المرتقبة بشأن المجرم الجنسي الراحل في الولايات المتحدة
نُشِر في 22 نوفمبر 2025
مجموعة من الناجيات والناجين من الاعتداء الجنسي الذي مارسه جيفري إبستين لعقود أفادوا بتلقيهم تهديدات بالقتل، ويتوقعون تصاعدها مع اقتراب موعد نشر الملفات المتعلقة بالممول المدان والمتوفى. في بيان عنوانه «ما نستعدّ له» نُشر يوم الخميس، طالب الناجون بالمساءلة والدعم القانوني لمواجه العدالة ومقاضاة من أساؤوا إليهم.
«العديد منا تلقى تهديدات بالقتل وتهديدات أخرى بالإيذاء. نحن نستعد لتصاعد هذه التهديدات»، قال البيان. «نطالب كل وكالات إنفاذ القانون الفدرالية والولائية ذات الاختصاص بالتحيقيق في هذه التهديدات وحمايتنا».
وحذر الناجون أيضاً من محاولاتٍ تُسند فيها مسؤولية الاعتداء إلى الضحايا أنفسهم أو إلى بعضهم بعضاً. بعض الناجين كثّفوا مؤخراً حملاتهم للضغط على الإدارة الأميركية لإصدار ملفات وزارة العدل عن الممول المدان، وبدأوا يتحدثون علناً عن تجاربهم طلباً للعدالة والشفافية.
السياسة الأميركية احتلت صدارة النقاش الوطني بعدما تراجع الرئيس دونالد ترامب عن معارضته الأولية لإصدار الوزارة للوثائق، وتبنّى موقفاً مفاجئاً الأسبوع الماضي عندما وقع مشروع قانون يقضي بإطلاق جميع الملفات المتعلقة بالممول المفضوح. جاء توقيع الرئيس بعد يوم واحد من موافقة مجلس الشيوخ بالإجماع على التشريع. ومنح القانون وزارة العدل 30 يوماً لنشر هذه المواد للعامة.
تأتي هذه التطورات بعد أسابيع من الصراع السياسي المحتدم حول مدى ما ينبغي الكشف عنه من سجلات مرتبطة بإبستين؛ إذ قد تكشف الإفراجات عن أسماء شخصيات بارزة في السياسة والترفيه والأعمال. قال الناجون في بيانهم: «قبل سنوات أفلت إبستين من العقاب بتصويرنا كفتيات معيبات وسيئات. لا يمكننا السماح لمن يمكّنونه باستخدام هذه الحيلة للهروب من المساءلة الآن». ووقّع البيان 18 ناجياً باسميهم إضافة إلى 10 نساء مُشار إليهن باسم «جين دو».
بالنسبة إلى إحدى الناجيات، مارينا لاسيردا، يمثل نشر الملفات فرصة لاكتشاف حقائق أكثر من كونه مجرد سعي لتحقيق العدالة. تقول لاسيردا إنها كانت تبلغ من العمر 14 عاماً عندما بدأ إبستين يعتدي عليها في قصره بنيويورك، وإنها تكافح لتذكر كثير مما حدث لأنه فصل مظلم من حياتها. وتعول الآن على أن تكشف الملفات تفاصيل تساعدها على فهم الصدمة التي شوهت جزءاً كبيراً من مراهقتها. «أشعر أن الحكومة ومكتب التحقيقات الفدرالي يعرفان عني أكثر مما أعرفه أنا، وهذا يخيفني، لأن الأمر يتعلق بحياتي وماضيي»، قالت لوكالة أسوشييتد برس.
إبستين وُجد ميتاً في زنزانته بمدينة نيويورك عام 2019 أثناء انتظاره المحاكمة. سبق أن اعترف وأدين عام 2008 بتسهيل دعارة قاصر. من جهة أخرى، تعرضت فيرجينيا غيفري، إحدى أبرز الناجيات التي كانت قصتها من أكثر القضايا شدة، لحملة ترهيب وتهديدات قبل أن تُبلغ عائلتها بأنها انتحرت في أبريل. وقد اتهمت غيفري إبستين والأمير أندرو، المندوب سابقاً لدى العائلة المالكة البريطانية والمطرود والمتعرض للفضيحة، بالاعتداء الجنسي.