اختطاف ٣١٥ طالبًا من مدرسة: نيجيريا تشهد إحدى أسوأ عمليات الخطف الجماعي

يعتقد أن أكثر من 300 طفل وعضو من الطاقم اختطفوا من مدرسة كاثوليكية في وسط نيجريا، في واحدة من أسوأ حالات الخطف الجماعي التي شهدها البلد.

أعلنت الجمعية المسيحية في نيجريا أن 303 تلميذاً و12 معلماً أُخذوا من مدرسة سانت ماري في بابيري بولاية نيجر، بعد مراجعة الأرقام وتحقيق للتحقق من الحصيلة. الرقم الجديد يفوق بكثير التقديرات الأولية ويمثل نحو نصف سكان المدرسة تقريباً.

قالت الشرطة المحلية إن مسلحين اقتحموا المدرسة في ساعات الفجر الأولى، حوالى الساعة الثانية صباحاً بالتوقيت المحلي، وخطفوا التلاميذ النزلاء. وأضافت أجهزة الأمن أنها «تقوم بنسق الغابات بغية إنقاذ المختطفين» وتستعرض عمليات تمشيط وملاحقة للمهاجمين.

أقارب التلاميذ عبروا عن صدمة وغضب وحزن. دومينيك أدامو، الذي ترتاد بناته المدرسة ولم تُخطفا، قال إن «الكل منهار… لقد جاء الأمر فجأة». ووفرت امرأة باكية رواية مؤلمة عن نموذجيتيها البالغتين من العمر ست سنوات و13 سنة، قائلة: «أريد فقط عودتهما إلى البيت».

كانت السلطات قد أفادت في البداية بأن 215 تلميذاً قد اختُطفوا، لكن الحصيلة رُفعت فيما بعد بعد عملية تحقق اجريت على الأرض. كما ذكرت حكومة ولاية نيجر أن إدارة المدرسة تجاهلت أمراً إدارياً بإغلاق مرافق الإقامة بعد تحذيرات استخباراتية بشأن ارتفاع خطر الهجمات، ووصفت السلطات إبقاء الطلاب والموظفين داخل المساكن بأنه تعرّضهم لـ«مخاطر يمكن تجنبها». ولم يصدر تعليق من مسؤولي المدرسة على ذلك حتى الآن.

خطف الأشخاص مقابل فدية من قِبل عصابات إجرامية تُعرف محلياً باسم «القطاعين» أصبح مشكلة متنامية في أجزاء عدة من نيجريا. حظر دفع الفديات هدف إلى تقليل تدفق الأموال إلى هذه المجموعات، لكن الحظر لم يحقق نتائج ملموسة في وقف الظاهرة.

يأتي هذا الخطف الجماعي بعد تسجيل هجمات مماثلة خلال الأسبوع نفسه: في بداية الأسبوع اختُطف أكثر من عشرين طالبة من مدرسة داخلية في ولاية كيبي المجاورة، وقالت تقارير إنهن مسلمات، فيما تعرّضت كنيسة في ولاية كوارا لهجوم قُتل خلاله شخصان وخُطف 38 آخرون.

يقرأ  احمِ رقائقك!سُرِقَت للتو شاحنة محمّلة بصلصات وغموس بقيمة ٣٥٬٠٠٠ دولار

أعلن الرئيس بولا تينوبو تأجيل رحلاته الخارجية، بما فيها قمة مجموعة العشرين المقررة هذا الأسبوع في جنوب أفريقيا، لمتابعة التطورات الأمنية. كما أمرت الحكومة المركزية بإغلاق أكثر من أربعين كلية اتحادية وأغلقت بعض الولايات المدارس العامة كإجراء احترازي.

تصاعد انعدام الأمن يثير غضباً واسعاً إلى جانب الخوف، ويطالب المواطنون بإجراءات أقوى لحماية الأطفال والمجتمعات. وفي الساحة الدولية أثار الحادث مجدداً جدلاً حول مزاعم بأن المسيحيين يُستهدفون في نيجريا؛ تصريحات صادرة عن شخصيات يمينية في الولايات المتحدة، بينها الرئيس السابق دونالد ترامب، زعمت ذلك، لكن الحكومة النيجيرية رفضت ما وصفته بـ«تحريف جسيم للواقع». تقول السلطات إن «الإرهابيين يهاجمون كل من يرفض أيديولوجيتهم القاتلة — مسلمين ومسيحيين وغير متدينين على حد سواء».

على صعيد أوسع، يخوض تنظيمات جهادية حرباً مع الدولة في الشمال الشرقي منذ أكثر من عقد، وتؤكد منظمات رصد العنف أن غالبية ضحايا هذه المجموعات من المسلمين لأن معظم الهجمات تقع في الشمال ذي الغالبية المسلمة. في وسط البلاد تحدث أيضاً اشتباكات مدمرة بين رعاة، وهم في الغالب مسلمون، ومزارعين غالباً ما يكونون من المسيحيين؛ ويقول محللون إن كثيراً من هذه النزاعات مدفوعة بالمنافسة على الموارد مثل الماء والأرض أكثر منها بدوافع دينية.

أضف تعليق