خوف يشتد في قطاع غزة رغم الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحده
تجددت الضربات الإسرائيلية في أنحاء قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط أكثر من عشرين قتيلاً في موجة تصعيد جديدة رغم الهدنة التي كان من المفترض أن تنهي حملتي العدوان المتواصلتين على القطاع. وقالت مصادر طبية للجزيرة إن 22 فلسطينياً على الأقل، بينهم أطفال، لقوا حتفهم يوم السبت جراء غارات استهدفت بشكل خاص مدينة غزة ومحيطها ومناطق وسط القطاع مثل دير البلح ومخيم النصيرا ت.
وأصيب عشرات آخرون بجروح متفاوتة نتيجة الهجمات، في وقت وصف فيه مراسل الجزيرة هاني محمود الوضع بأنه تذكير بأن الهدنة هشة وأن العنف لم يتوقف فعلياً. وأضاف محمود أن مئات الفلسطينيين قتلوا منذ دخول وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر، فيما تسجل وزارة الصحة الفلسطينية في غزة حتى الآن نحو 318 قتيلاً و788 مصاباً منذ بدء الهدنة الشهر الماضي.
ووصف صحافي الجزيرة نمط العمليات بأنه تحوّل من وتيرة سريعة ومكثفة على مدى السنوات الماضية إلى نمط بطيء وممنهج من القتل، مع استمرار استهداف مناطق محددة وعمليات توغّل متقطعة. وذكرت القيادة العسكرية الإسرائيلية أمس أنها استهدفت أهدافاً تابعة لحماس بعد تعرض قواتها لهجوم قرب ما يُسمّى «الخط الأصفر» حيث لا تزال وحدات الجيش متمركزة داخل القطاع، فيما قالت مكتبة مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن خمسة من كبار قيادات حماس قُتلوا، ولم يصدر رد فوري من الحركة على هذا الادعاء.
واعتبرت حماس أن الهجمات تصرفات «منهجية» تنطوي على انتهاكات لاتفاق وقف النار وراح ضحيتها فلسطينيون «بذرائع ملفقة». كما اتهمت الحركة إسرائيل بالتقدم غرباً وتجاوز «الخط الأصفر» الذي حدده الاتفاق، وطالبت الوسطاء بالتحرك العاجل لممارسة ضغوط لوقف هذه الانتهاكات فوراً، ومطالبة الإدارة الأميركية بالوفاء بالتزاماتها وإجبار إسرائيل على الالتزام بشروط الهدنة.
مقابل ذلك، تصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة، حيث أفادت تقارير في يوم السبت عن مزيد من الاعتداءات العسكرية والإستيطانية في ظل ما وصفته الأمم المتحدة بارتفاع قياسي في الهجمات ضد الفلسطينيين. وأوردت وكالة الأنباء الرسمية «وفا» أن مستوطنين اعتدوا على مزارعين فلسطينيين جنوب شرقي منطقة مسافر يطا في تلال الخليل الجنوبية، وأن قوات إسرائيلية أصابت فلسطينيين اثنين خلال مداهمة في بلدة دورا جنوب الخليل.
وتتصاعد هذه الاعتداءات في ظل حرب إسرائيل على غزة التي أودت بحياة ما يقرب من 70 ألف فلسطيني في القطاع منذ أكتوبر 2023، ومع دفع أعضاء في الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة نحو ضم رسمي للأراضي بالضفة الغربية. وقد سجل مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نحو 260 اعتداء من مستوطنين خلال أكتوبر، وهو عدد يفوق أي شهر منذ 2006، بحسب المتحدث ثمين الخيتان.
وحذّر الخيتان في بيان من أن تكثيف هدم المنازل ومصادرة الممتلكات والاعتقالات وقيود الحركة، إلى جانب بناء المستوطنات والتهجير القسري لآلاف الفلسطينيين من قبل المستوطنين والجيش، يشكل محاولة لنقل السكان قسراً داخل أرض محتلة، وهو ما يُعد نقلاً غير مشروع وجرم حرب بموجب القانون الدولي.