متهمات ومَنبوذات ومبعدات: نساء طُردن إلى «معسكرات الساحرات» في غانا

طُرِدْنَ من منازلهن

يشرح جون عزوماه، مدير معهد سانه في أكرا، وهو مركز أبحاث داعم منذ زمنٍ طويل للناجيات من اتهامات السحر وعضو في تحالف يدفع نحو إصلاحات قانونية واجتماعية، أن الإيمان بالسحر متجذّر بعمق في غانا ويخترق الحياة الريفية والحضرية على حدّ سواء.

«ليست مسألة غانية فحسب،» يقول عزوماه. «الإيمان بالماورائيات قوي جداً في أفريقيا؛ قوي في نيجيريا، وفي شرق أفريقيا… وما يميّز غانا هو وجود المعسكرات في الشمال.»

ورغم وقوع اتهامات في مناطق أخرى من البلاد، فإن النساء هناك يُعانَيْنَ غالباً من العزلة الاجتماعية بدل الطرد الكامل. أما في الشمال، فغالباً ما تُرسَل المتهمات إلى ما يُعرف بـ«معسكرات الساحرات» التي تشكّل عادةً ملاذاً أخيراً لهن.

تقع هذه المعسكرات غالباً قرب القرى أو داخلها، وتُشرف عليها كهنة تقليديون أو رؤساء معسكرات يعينهم زعماء القرى. معسكر غامباغا هو الأقدم والأشهر، لكن توجد معسكرات أخرى في كوكّوو و جناني وكباتينغا.

يقول عزوماه إن النساء المستهدفات غالباً ما يكنّ مسنّات أو أرامل أو بلا حماية عائلية قوية؛ كثيرات منهنّ أيضاً «أفقر الفقراء». وبمجرد توجيه الاتهام تزداد معاناتهنّ ويصبحن عرضةً للعنف الجماهيري أو الهجر أو الطرد مدى الحياة.

أحياناً تؤدي الاتهامات إلى عواقب مميتة. في يوليو 2020، نُهِشتْ أرواح امرأة تبلغ من العمر 90 عاماً تُدعى أكوا دنتيه بعدما اتُهِمت في سوق عام؛ كان قتلها الوحشي صدمة للأمة وأطلق مطالب بإدخال إصلاحات.

«إنها عنف ضد النساء—شيطنة للنساء،» يوضح عزوماه، مُبيّناً أن السحر لا يُنظر إليه دائماً على أنه شرّ مطلق. فالنساء المتّهمات يُخَفَتْنَ ويُدانْنَ، بينما يُنظر أحياناً إلى الرجال المتّهمين على أنهم يستخدمون القوى الخارقة للحماية أو للخير.

يضيف عزوماه أن أي مصيبة تقريباً يمكن أن تُفسَّر كدليل على السحر: «أحياناً يتهم الناس آخرين بدافع الحقد أو لتصفية حسابات—خلافات حول الملكية أو الأرض، أو مجرد غيرة لأن طفل شخص ما يبلُغُ نجاحاً دراسياً.»

يقرأ  ترامب يتوقع «اتفاقًا كبيرًا» مع الصين خلال قمة مع شي جينبينغ

عند إرسال إمرأة إلى معسكر تُخضعها المجتمعات في بعض الأحيان لـ«محاكمة» تقليدية، تتضمن ذبح دجاجة الغينيا أو دجاجة عادية. يشرح ألاسان شي، الزعيم الروحي التقليدي المشرف على معسكر غناني، أن «وضع جسد الطائر عند موته يحدّد نتيجة المحاكمة: إذا سقط على ظهره ورأسه متّجه إلى الأعلى فذلك يعني أن المرأة تمارس السحر، أما إن سقط على بطنه فبراءتها ثابتة.»

ومع ذلك، حتى حين تثبت هذه الطقوس براءة المرأة، فإن العودة إلى المنزل نادرة. في معظم الحالات يكفي مجرد الاتهام لطرد المرأة من مجتمعها.

«غالباً ما تكون المجتمعات التي وُجّهت فيها الاتهامات غير مستعدة لاستقبالهن مجدداً،» يقول شي.

أضف تعليق