نحاتون فلسطينيون يبدعون على رمال شاطئ غزة هربًا من حرب إسرائيل

الفن يُمحى كل مساء، لكن الفنانون يعودون كل صباح بحماس.

نُشر في 23 نوفمبر 2025

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
شارك

كل ما يحيط بساحل غزّة بات أنقاضًا بفعل الجيش الإسرائيلي، لكن الشاطئ لا يزال يوفر بعض العزاء العابر من رعب الموت والدمار المستمر في القطاع المحاصر.

فنانون محليون يصنعون تماثيل رملية على الشاطئ، ويجمعون حولهم الناس على الواجهة البحرية التي كانت تجتذب حشودًا كبيرة قبل الدمار الذي أحدثته حرب إسرائيل الإباديّة.

قصص موصى بها

بموارد شحيحة للغاية، حوّلوا الشاطئ إلى فضاء مفتوح للتعبير، يخدم أيضًا كفرصة للمنكوبين الفلسطينيين الناجين في المنطقة لاستراحة قصيرة من ضغوط أكثر من عامين من الحرب.

النحات الفلسطيني يزد أبو جراد يبتكر فناً على رمال شاطئ غزة كملاذ من حرب إسرائيل [لقطة شاشة/الجزيرة]

يزد أبو جراد وفريقه ينحتون حروفًا في الرمل باستخدام شريط القياس، ما يجذب جمعًا من الناس، بمن فيهم أطفال نالوا جراحًا من الهجمات الإسرائيلية المتواصلة، والتي استمرت رغم وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي بوساطة الولايات المتحدة والوسطاء.

«عندما نبدع فنًا على شاطئ غزة، نرى كثيرين يتجمّعون حولنا. يجلب الفرح — يمكنك رؤيته على وجوه الأطفال وحتى المسنين. ينغمس الناس في عالم آخر للحظة»، قال لـ«الجزيرة» إبراهيم الخليلي.

«ينظرون إلى اللوحة ويرون صورة مختلفة تمامًا عمّا اعتادوا عليه منذ بدء الحرب — القصف، والدمار، وأزيز الطائرات من دون طيار. من خلال رسوماتنا، حتى صورة صغيرة يمكن أن تغير شعورهم.»

مع غياب المعدات المهنية وسط الدمار الواسع في غزة، يستخدم الفنانون أي شيء يجدونه كأدوات — فرشاة صغيرة، قطعة سيراميك مكسورة، عصا مسحوبة من الشاطئ.

لكن، مثل الساحل نفسه، عملهم مؤقت.

يقرأ  نتنياهو وروبيو يؤكِّدان السرد الإسرائيلي‑الأمريكي بشأن حرب غزة

قال الفنان مجد عيادة للجزيرة إنّه وزملاءه يتواجدون على الشاطئ كل يوم ويرسمون من الصباح حتى المساء، على الرغم من أن المدّ يمحو العمل بحلول المساء.

«نعاود القدوم في اليوم التالي ونبدأ من جديد. الفن موهبتنا — نحب النحت والرسم على تربة غزة»، قال.

«وحتى بعد عامين من الحرب، لا نستسلم أبدًا.»

عائلات فلسطينية أخرى تراقب الأعمال الفنية من خيام قريبة وأغطية بلاستيكية هزيلة، يضطرون لاستخدامها كحماية متواضعة من برد الشتاء بعد أن تم تهجيرمهم مرارًا على يد إسرائيل.

نحاتون فلسطينيون يبدعون على رمال شاطئ غزة ليتجنبوا قسوة الحرب [لقطة شاشة/الجزيرة]

قال فتحي أبو معوض، أب نازح، إن رؤية الأطفال والشباب وهم ينحتون ويخلقون صورًا لغزة تُدخل السعادة إلى أسرته، لأنها تقوّي تعلقهم بالمكان أكثر.

«وُلدنا هنا، وولد أطفالنا هنا… هذا بيتنا. جذورنا في غزة.»

أطفال يركضون قرب أعمال فنية على رمال شاطئ غزة كملاذ من الحرب [لقطة شاشة/الجزيرة]

أضف تعليق