السلطات تبحث عن طلاب ومعلمين مفقودين بعد عمليتي خطف كبيرتين وقعتا خلال أيام
نُشر في 23 نوفمبر 2025
تقول جهة مسيحية تتابع الحادث إن نحو خمسين من بين أكثر من 300 تلميذ اختطفهم مسلحون من مدرسة كاثوليكية في نيجيريا تمكنوا من الفرار والعودة إلى أهاليهم. وشنّ مسلحون هجوماً على مدرسة سانت ماري الكاثوليكية في ولاية ناغر شمال وسط نيجيريا يوم الجمعة، وخطفوا 303 تلاميذ و12 معلماً في واحدة من أكبر عمليات الخطف الجماعي في البلاد.
وفي بيان أصدرته جمعية الكنائس المسيحية في نيجيريا (CAN) يوم الأحد، أكدت أن الخمسين تلميذاً عادوا سالمين بعد أن فرّوا من خاطفيهم بين يومي الجمعة والسبت، وأنهم أعيدوا إلى عائلاتهم. وقال رئيس الجمعية في ولاية ناغر، القس بولوس داوا يوحنا، في البيان: «على الرغم من شعورنا ببعض الارتياح لعودة هؤلاء الخمسين طفلاً، أهيب بالجميع مواصلة الدعاء من أجل إنقاذ وإعادة بقية الضحايا سالمين».
وجاء اختطاف المدرسة الكاثوليكية بعد أربعة أيام فقط من هجوم شنّه مسلحون على مدرسة ثانوية في شمال غرب نيجيريا، حيث اختطفوا 25 تلميذة وقتلوا نائِب مدير المدرسة. وقع الهجوم الأخير في بلدة ماجا بولاية كيبي المجاورة، على بعد نحو 170 كلم (106 أميال)، وقد أفادت التقارير أن فتاة واحدة نجحت في الهروب والعودة سالمة، بينما لا يزال مصير 24 أخرى مجهولاً.
لا تزال هوية المهاجمين غامضة في الحالتين، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها حتى الآن. وأطلقت السلطات الإقليمية وأجهزة الأمن عمليات بحث وإنقاذ في الغابات المحيطة وعلى طول مسارات الهروب، بمشاركة الشرطة والجيش وصيادي المناطق المحلية.
ادانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) اختطاف الأطفال ومعلّميهم، ووصفت الحوادث بأنها «انتهاك وحشي وخطير لحقوق الأطفال»، ودعت إلى الإفراج الفوري عن المختطفين وضمان سلامتهم.
من جانب آخر، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتخاذ إجراء عسكري ضد نيجيريا على خلفية ما وصفه بعمليات قتل طالت المسيحيين، وهو موقف لاقى ترحيباً لدى شخصيات في الأوساط اليمينية والإنجيلية بالولايات المتحدة. ونشر وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسث على وسائل التواصل أنه التقى مستشار الأمن القومي النيجيري نوحو ريبادو وفريقه لمناقشة «العنف المروع ضد المسيحيين» في البلاد، وأضاف أن وزارة الدفاع تعمل «بشكل مكثف» مع نيجيريا لوضع حد لما أسماهم من يصفهم بأنه إرهابيون جهاديون يضطهدون المسيحيين.
لكن الحكومة النيجيرية رفضت رواية واشنطن، مشيرة إلى أن المسلمين يشكّلون اغلبية ضحايا الهجمات التي ترتكبها جماعات مسلحة في البلاد.