فوز حليف ميلوراد دوديك برئاسة جمهوريه صربسكا
أعلنت لجنة الانتخابات فوز سنيشا كاران، مرشح حزب تحالف الاشتراكيين الديمقراطيين المستقلين (SNSD)، في انتخابات رئاسية استثنائية أقيمت لتعويض ميلوراد دوديك بعد عزله ومنعه من ممارسة العمل السياسي لمدة ست سنوات. نال كاران نحو 50.89% من أصوات الناخبين، بحسب النتائج الرسمية.
العزل جاء بعد إدانات قضائية صدرت عن محكمة بوسنية بتهمة مخالفة أوامر الممثل الدولي السامي لعملية التنفيذ لاتفاق دايتون، كريستيان شميت، وهو ما أثار تدهوراً في العلاقات بين دوديك والمؤسسات الدولية. دفع دوديك غرامة لتفادي السجن وتنازل مؤقتاً عن منصب الرئاسة، لكنه أبقى نفسه زعيماً لحزبه الحاكم وظل يؤكد على موقفه الداعم لاستقلال جمهورية صربسكا عن البوسنة.
قال دوديك من مقر حزب الـSNSD في بانيا لوكا إن فوز كاران «لا جدال فيه»، وأضاف سابقاً أن «انتصار كاران سيكون انتصاري أيضاً»، في محاولة لإظهار توحّد المعسكر الذي يتزعمه حول الأهداف السياسية نفسها. ومن جهة أخرى، نافس كاران برانكو بلانوشا، أستاذ جامعي ومرشح حزب الديمقراطي الصربي المعارض.
قبل الاقتراع، وصف كاران العملية الانتخابية بأنها «طريق لتعزيز السلام والاستقرار» ولتقوية مؤسسات صربسكا ولياقتها الإدارية داخل إطار الدولة البوسنية ككل. غير أن المراقبين يعتبرون أن تصاعد الخلافات بين قيادات صربسكا والمؤسسات المركزية يعكس هشاشة التسويات السياسية بعد الاتفاق الدولي.
يرتبط المشهد السياسي الحالي بجذور صعبة؛ فقد وضع الهيكل الدستوري للبوسنة والهرسك قبل ثلاثين عاماً بموجب اتفاق دايتون الذي توسطت فيه الولايات المتحدة عام 1995، وأنهى حرباً إثنية دموية (1992–1995) أودت بحياة أكثر من مئة ألف شخص وخلّفت ملايين المشردين. اندلعت الحرب عقب إعلان البوسنة استقلالها عن يوغسلافيا وسعي جزء من السكان الصرب إلى فصل أراضٍ والانضمام إلى صربيا المجاورة.