إسرائيل تشن هجوماً على ضاحية بيروت بعد يومين من موافقة لبنان على إجراء محادثات إسرائيل تهاجم لبنان

مقتل قيادي بارز في حزب الله في غارة على ضاحية بيروت الجنوبية

قتل مسؤول كبير في قيادة حزب الله في غارة على الضواحي الجنوبية لبيروت، بعد يومين فقط من إعلان رئيس الجمهورية أن البلاد رضخت لضغوط إسرائيلية ووافقت على الدخول في مفاوضات. وأكد الحزب مقتل رئيس أركانه، هيثم علي طبطبائي، بين خمسة قتلى وإصابة 28 آخرين في الضربة الإسرائيلية التي استهدفت حي الحارة الحريك يوم الأحد.

تصاعد وتحذيرات من تصعيد أوسع

حذّر مسؤولون وإعلام إسرائيلي من إمكانية تجدد التصعيد تجاه لبنان في الأسابيع الماضية، زاعمين أن حزب الله يعيد تجميع صفوفه وتجديد تسليحه. وفي المقابل، تتعرض الحكومه اللبنانية لضغط من إسرائيل عبر الداعم الرئيس لها، الولايات المتحدة، التي تحث بيروت على الإسراع في نزع سلاح الحزب والدخول في محادثات مباشرة مع الإسرائيليين.

لبنان مستعد للتفاوض… وإسرائيل تملك اليد العليا عسكرياً

ادّعى رئيس الجمهورية ميشال عون استعداد الدولة اللبنانية للدخول في مفاوضات برعاية الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة أو رعاية دولية مشتركة، على أن تُؤسّس أي صفقة لإطار يضمن نهاية دائمة للاعتداءات عبر الحدود. لم يحدد عون ما إذا كانت المفاوضات ستكون مباشرة أم غير مباشرة، لكن محللين قالوا للصحافة إن تكثيف إسرائيل لهجماتها مؤخراً يوحي بأنها لا تنوي التفاوض بجدية.

يقول نيكولاس بلانفورد، الباحث غير المقيم لدى مجلس الأطلسي: إن إسرائيل «تملك اليد العليا عسكرياً في هذه المرحلة، ولا تبدو راغبة في التفاوض بصدق». وأضاف أن إسرائيل تواصل قصف مواقع حزب الله بشكل يومي تقريباً، وأن لبنان يفعل ما يستطيع في ظل الظروف لكنه لا يملك طرفاً إسرائيلياً راغباً في الحوار حالياً.

انتهاكات وخسائر مدنية

على الرغم من وقف إطلاق النار الظاهري، كثّفت إسرائيل هجماتها في جنوب لبنان وسهل البقاع خلال الأيام الأخيرة. قُتل ما لا يقل عن 13 شخصاً في غارة على أكبر مخيم فلسطيني في لبنان الأسبوع الماضي، بينهم أطفال، وهي أعلى حصيلة في ضربة واحدة منذ الاتفاق على وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي. وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 300 شخص قُتلوا في لبنان منذ ذلك الحين، من بينهم نحو 127 مدنياً، وأن إسرائيل لا تزال تحتل عدداً من النقاط في جنوب البلاد رغم بنود وقف إطلاق النار التي تقضي بانسحاب قواتها.

يقرأ  الرسائل المفرَج عنها تكشف:«لم أعد أتحمّل هذا»، قال أندرو لإبستين

دوافع إسرائيلية ومخاوف لبنان

يرى صحفيون مقربون من حزب الله أن إسرائيل لا تسعى للتفاوض الآن بل ترغب في إضعاف الحزب أو دفع الجيش اللبناني إلى مواجهة معه. ويقول البعض إن كل مرة يتحدث فيها عون أو رئيس الوزراء عن مفاوضات تشهد إسرائيل تصعيداً في عدوانها.

رسائل واشنطن والتهديد بالتصعيد

جاءت الغارة على طليعة تحذيرات أمريكية وإسرائيلية من تصعيد محتمل إذا لم تسرع السلطات اللبنانية في نزع سلاح حزب الله. في أغسطس وافق مجلس الوزراء اللبناني على خطة تقضي بأن تقوم قوات الجيش بنزع سلاح الحزب وإدخال أسلحته تحت سيطرة الدولة، وهو ما رفضه الحزب معتبرًا أن ذلك يخدم إسرائيل. واتُهمت قيادة الجيش من قِبَل مسؤولين أمريكيين بالتراخي في التنفيذ، كما أن الحكومة فشلت في بناء إجماع سياسي حول هذه المسألة الحساسة.

جهود دبلوماسية فاشلة

بعد موافقة الحكومة على خطة النزع، زار مبعوث أمريكي خاص إسرائيل محاولاً إقناع الجيش الإسرائيلي بوقف الهجمات وسحب القوات من الأراضي اللبنانية، لكنه عاد خالي الوفاض. وألغت واشنطن مؤخراً زيارة مقررة لرئيس الأركان رودولف هيكل إلى واشنطن بعد بيان أصدره الجيش اللبناني انتقد إسرائيل؛ وكان هيكل قد اقترح تعليق عمليات نزع سلاح حزب الله إلى حين توقف الهجمات الإسرائيلية.

دعوات لإظهار حسن النوايا

يقول ديفيد وود، كبير محللي مجموعة الأزمات الدولية لملفات لبنان: إن إسرائيل إذا كانت جادة في الدخول إلى مفاوضات فعليّة، فعليها أن تبدي حسن نية عبر تقليص هجماتها على الأراضي اللبنانية أو سحب قواتها من بعض النقاط في الجنوب، ما من شأنه خلق دينامية إيجابية تساعد على بناء توافق داخلي.

خيارات حزب الله والرهان على ضبط النفس

منذ وقف النار في نوفمبر الماضي، رد حزب الله على هجمات إسرائيل مرة واحدة فقط، وتحت قيادة نائبه الأمين العام نعيم قاسم بدا الحزب متحفظاً إلى حد كبير. مع ذلك، ثمة مخاوف من أن يغير التكتيك قريباً إذا تزايدت الضغوط أو التصعيد.

يقرأ  فرق الإنقاذ تركز جهودها على المناطق الجبلية النائية بعد زلزال أفغانستانأخبار الزلازل

يقول بلانفورد إن ثمة رغبة لدى البعض في الرد على الإسرائيليين، لكن الحزب يدرك أن أي رد سيقابل بتصعيد إسرائيلي قد يدمر مزايا لبنان، ولن يشكره أحد على ذلك.

طريق مسدود دبلوماسياً ما لم تُحترم الاتفاقات

التفوق العسكري والدعم الأمريكي يضعان حزب الله والدولة اللبنانية أمام خيارات محدودة؛ والنقاش الداخلي حول التفاوض ونزع السلاح لا يزال شاقاً ومنقسماً. يعارض كثيرون من جمهور حزب الله الدخول في مفاوضات مباشرة، بينما أعربت الحكومة عن استعدادها لمباحثات غير مباشرة كما جرت في اتفاق الحدود البحرية عام 2022. كثيرون في لبنان يرحبون بسحب القوات الإسرائيلية من الجنوب وتحديد الحدود بدقة، ويفضلون الحل الدبلوماسي على تجدد العدوان. لكن المحللين يؤكدون أن ذلك مرهون باحترام إسرائيل للاتفاقيات التي تبرمها، بعد سجل من الانتهاكات المتكررة.

كما لخص ديفيد وود: ما شهدناه منذ وقف إطلاق النار أن إسرائيل تتحدث بأفعالها أكثر من كلماتها، وهو أمر يستند إليه معارضو المفاوضات عند الإشارة إلى سلوكها في لبنان وسوريا وغزة. النص المراد إعادة صياغته وترجمته لم يُرفَق مع رسالتك. رجاءً أرسله الآن لأتمكن من المتابعة.

أضف تعليق