اعتقالات وسط غضب من مشاريع تحكّم بالفيضانات «الشبحية» يُقدَّر أنَّ كلفتها للفلبين بحوالي 2 مليار دولار.
أعلنت سلطات الفلبين اعتقال سبعة أشخاص ضمن تحقيق واسع في فضيحة فساد مرتبطة بمشاريع للتحكّم بالفيضانات في البلاد، وفق ما أعلن رئيس الفلبين فيرديناند ماركوس الابن. المشتبه بهم من بين أكثر من عشرة أشخاص أحالهم «ساندغانبايان»، المحكمة الخاصة بمكافحة الفساد، في أولى قضايا متعددة متوقعة تتعلق بما يُطلق عليه «مشاريع البنية التحتية الشبحية». هذا أول ملف يتم فحصه علنًا في إطار سلسلة من القضايا التي يخضع لها الموضوع في القضايا القضائية والتحيقيق الرسمي.
تأتي الاعتقالات بعد شهرين من تشكيل ماركوس لجنة تحقيق في الفضيحة، التي قدّرت وزارة المالية كلفتها بما يناهز 118.5 مليار بيزو (حوالي 2 مليار دولار) ـ بعد أن خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع مانيلا في سبتمبر للمطالبة بمحاسبة المسؤولين. في كلمة مصورة نشرت على فيسبوك، قال ماركوس إن مطلوبين اثنين على أتمّ الاستعداد لتسليم أنفسهم، بينما لا يزال سبعة آخرون هاربين. وحذّر بأن أي شخص يساعد الفارين على الاختفاء سيحاسب وفق القانون.
وأضاف ماركوس مخاطبًا الباقين: «استسلموا»، مذكّرًا بالاسم زالدي كو، عضو سابق في مجلس النواب. وقد أفادت السلطات أن عائلة كو تملك شركة «صنويست» للمقاولات، التي تعاقدت على بناء حائط وِراء (سد ترابي) على نهر ماج-أساوانغ توبِيغ في محافظة أورينتال ميندورو. تبلغ قيمة المشروع نحو 289 مليون بيزو (ما يقارب 4.9 مليون دولار)، وهو المشروع الأول الذي تخضع تفاصيله لفحص المحكمة منذ انكشاف الفضيحة.
قال وزير الداخلية جونفيك ريمولا إن مكان وجود كو غير معروف ويرجّح أنه خارج الفلبين، لكن ثلاثة مشتبهين آخرين قد يسلمون أنفسهم قريبًا في السفارات الفلبينية في الولايات المتحدة ونيوزيلندا والأردن ليُرحّلوا إلى البلاد. «سواء كنتم في أي بقعة من العالم، سنعثر عليكم»، قال ريمولا خلال مؤتمر صحافي عرضت فيه صور الموقوفين مرتدين القمصان البرتقالية.
أوردت منصة رابلر الإعلامية أسماء ثمانية مسؤولين من وزارة الأشغال العامة والطرق (DPWH) قالت إنهم قيد الاحتجاز على خلفية قضية أورينتال ميندورو حتى يوم الاثنين. ويشمل ذلك مديري منطقتين ومهندسًا ومحاسبًا في لجنة المناقصات والجوائز، بحسب رابلر.
وعد ماركوس بأن عشرات الدعاوى الجنائية الأخرى في قضايا الفساد ستشمل نوابًا، وأعضاء مجلس شيوخ، ومالكي شركات إنشاءات ثرية، وسيُحال المتورطون إلى «السجن قبل عيد الميلاد».
أساليب حياة البذخ والقصور وحقائب النقود وقطع السيارات الفاخرة والأساطيل والطائرات الخاصة لدى المتهمين الأبرز أثارت احتجاجات واسعة. وتدعم الكنيسة الرومانية الكاثوليكية تظاهرة مرتقبة يوم 30 نوفمبر. من بين المشتبه بهم ممثل البرلمان مارتن رومالديز، وهو قريب وحليف رئيسي للرئيس، الذي نفى أي تورط لكنه تنحّى عن منصب رئيس مجلس النواب. كما اتُهِم الرئيس السابق لمجلس الشيوخ فرانسيس إسكوديرو بتقاضي رشى؛ وقد تنحّى عن منصبه لكنه نفى ارتكاب أي مخالفات.
فيضانات مميتة
تُعَدّ الأرخبيل الذي يضم نحو 7,641 جزيرة عرضة بشدّة للفيضانات، ويقول سكان المجتمعات الفقيرة إن فضيحة الفساد تركتهم بلا حماية كافية. قُتل أكثر من 250 شخصًا عندما ضرب إعصاران فائقان الفلبين في غضون أسبوع واحد في وقت سابق من هذا الشهر. يرى خبراء أن دول الجزر مثل الفلبين تواجه أعاصير استوائية أشدّ وتكرارًا نتيجة لارتفاع حرارة المحيطات وتأثيرات أخرى لتغير المناخ، وأنه ثمة حاجة ملحّة لمزيد من جهود التحكم بالفيضانات ومناشآت البنية التحتية اللازمة للتخفيف من العواقب المحتملة.