عرضت دار سوذبيز في هونغ كونغ يوم السبت 125 عملاً فنياً رئيسياً من متحف أوكادة، وبيعت جميعها (حالة “قفاز أبيض”)، محقِّقةً ما يعادل 88 مليون دولار أمريكي قبل الرسوم، ومحقِّقة رقمين قياسيين في المزاد لفائدتي الفنانين اليابانيين كيتاغاوا أوتامارو وهُوكُوساي. وأفادت سوذبيز لموقع ARTnews أن قيمة المجموعة كانت “مقدرة بأكثر من 50 مليون دولار”.
قرار البيع جاء لتسديد فاتورة قانونية قدرها 50 مليون دولار تتعلق بصراع طويل مع قطب الكازينوهات ستيف وين، وذلك لصالح مؤسس المتحف كازوو أوكادة، الملياردير البالغ من العمر 83 عاماً، والرئيس السابق لشركة يونيفرسال إنترتينمنت الكيانية بطوكيو.
نقلاً عن نيكولاس تشاو، رئيس سوذبيز آسيا ورئيس قسم الفن الآسيوي عالمياً، قبل المزاد: “هي أهم مجموعة من الفن الشرقي الآسيوي تُعرض في المزاد في الذاكرة الحديثة.”
أبرز القطع كانت لوحة أوتامارو “فوكاگاوا في الثلج” (المطلية أوائل القرن التاسع عشر)، التي تصدرت الليلة بعد بيعها لمقتنٍ خاص ياباني مقابل 7.1 مليون دولار بعد أكثر من 30 مزايدة. أما العمل الأيقوني لهوكوساي “الموجة العظيمة قبالة سواحل كاناغاوا” (1830–1832)، فباع تقريباً بثلاثة أضعاف تقديره الأعلى مقابل 2.8 مليون دولار، أيضاً إلى جامع ياباني خاص، بعد معركة مزايدات استمرت ثمانِيَ دقائق شهدت أكثر من عشرين عرضاً؛ هذا الطابع الخشبي يُعدّ بلا منازع أشهر الطباعة الخشبية اليابانية، وهو جزء من سلسلة هوكوساي الشهيرة “ست وثلاثون مشهداً لجبل فوجي”. تستحوذ المتاحف الكبرى — مثل المتحف البريطاني بلندن (ثلاث قطع) والمتحف المتروبوليتان للفنون بنيويورك (أربع قطع) ومتحف مايدستون في بريطانيا (قطعة واحدة) — على نسخ من هذه السلسلة.
من بين 125 عملاً، بيعت 19 قطعة بأكثر من 1.2 مليون دولار، بينها أثر مهم باقٍ يُدعى Ya Yi fanglei من إحدى أبرز عشائر أواخر أسرة شانغ (4.9 مليون دولار)، ووعاء مزخرف بالذهب من نوع “باجيشيانغ” بتقنية الدوتشاي من عهد قيانلونغ (4.3 مليون دولار)، وزجاجة عنق زهري مغطاة بطبقة سلادون من عهد يونغ تشنغ (3.9 مليون دولار).
بعد المزاد قال تشاو لموقع ARTnews: “أسرّ هذا البيع جامعي الفن في أنحاء العالم، من اليابان والصين إلى أوروبا والولايات المتحدة، وأشعل منافسة شرسة وأسفر عن أرقام قياسية في المزادات، لينتهي بنتيجة قفاز أبيض. هذا الختام الحيوي لسلسلة مبيعات الفن الآسيوي في هونغ كونغ هذا الموسم يبعث بإشارة قوية إلى سوق الفن الآسيوي ويؤكد التفاني المستمر لكل من الخبراء والمهتمين الجدد المستعدين دوماً للمنافسة على أعمال من هذا العيار.”
تعود العلاقة بين وين وأوكادا إلى عقود مضت حين توصلا إلى شراكة أسست عام 2002 لمشغل الفنادق والكازينوهات Wynn Resorts في لاس فيغاس، لكن العلاقة تدهورت لاحقاً بعد اتهامات متبادلة بمدفوعات مشكوك فيها لمسؤولين عامين في آسيا. في 2012 أُقيل أوكادا من منصب نائب رئيس وين ريزورتس، واستحوذت الشركة على حصة يونيفرسال إنترتينمنت البالغة 20% بسعر مخفض؛ وطالبت الأخيرة بتعديل مبلغ الاسترداد في المحاكم، حتى انتهت القضية بتسوية خارج المحكمة في 2018 اقتضت دفع وين ووين ريزورتس 2.6 مليار دولار.
عندما قدمت عنه شركة المحاماة Bartlit Beck فاتورة بقيمة 50 مليون دولار، اعتبر أوكادا المبلغ باهظاً؛ غير أن الشركة نجحت في تنفيذ المطالبة عبر تحكيم ملزم قضائياً، فأُلزِم أوكادا بالسداد.
يقع متحف أوكادا في غابات محيط بمنطقة جبلية في هاكونى ضمن منتزه فوجي-هاكوني-إيزو الوطني غرب طوكيو، وقد افتتح أبوابه في 2013.
مقالات ذات صلة