هجوم في بيشاور بباكستان — ما نعرفه عن الضحايا والمهاجمين أخبار الصراع

قُتل ما لا يقل عن ثلاثة من عناصر الأمن وأُصيب عدد آخر بعد أن شنّ انتحاري ومسلحون هجوماً على مقر قوة الطوارئ الفدرالية (Frontier Constabulary) في مدينة بيشاور شمال غرب باكستان.

ماذا حدث في بيشاور؟
حادث صباح الاثنين وقع بعد الثامنة مباشرة (03:00 ت.غ)، حين فجر انتحاري نفسه عند بوابة مقر القوة. تبعه دخول مسلحين إلى مجمع المقر الواقع في قلب المدينة، بحسب وسائل إعلام محلية. كان نحو 150 من أفراد القوة متجمعين داخل المقر لأداء تدريبات العرض الصباحية وقت وقوع الهجوم، وفق ما صرّح به قائد شرطة بيشاور ميان سعيد أحمد. وأضاف أن استجابة القوات الميدانية حالت دون وقوع مجزرة أكبر؛ إذ فشلت المجموعة المهاجمة — التي سار بعض أفرادها مشياً — في الوصول إلى ساحة العرض. جُمعت عينات من بقايا الجناة لإجراء اختبارات الحمض النووي ولا تزال التحقيقات جارية لتحديد هوياتهم وجنسياتهم.

أين وقع الهجوم؟
الهدف كان مقر قوة الطوارئ الفدرالية الواقع في منطقة كانتون بيشاور على طريق سونَهري مسجد، وهي منطقة مكتظة بالسكان وتخضع للسيطرة الادارية للجيش الباكستاني. القوة نفسها قوة شبه عسكرية تتخذ من إقليم خيبر بختونخوا مقراً لها، وأُنشئت رسمياً عام 1913 إثر دمج قوى حدودية أصغر مثل شرطة الحدود ورايفلز سامانا.

الضحايا والإصابات
أفاد نائب قائد القوة جافيد إقبال بأن ثلاثة من عناصر القوات شبه العسكرية قتلوا في الهجوم. وذكرت تقارير طبية أن 11 شخصاً أصيبوا، بينهم اثنان من موظفي القوة، ونُقل جميع المصابين إلى مستشفى ليدي ريدينغ حيث وُصف وضعهم بالمستقرّ نسبياً.

ما الذي حدث للمهاجمين؟
تختلف الروايات حول عدد الانتحاريين: نقلت وكالة أسوشييتد برس عن وجود اثنين من الانتحاريين، بينما ذكرت وكالة فرانس برس أنه كان هناك مُفجر واحد من بين المهاجمين، وأوردت رويترز أن عدد الانتحاريين ثلاثة. من جهة أخرى، قال قائد شرطة بيشاور إن ثلاثة مسلحين حاولوا اقتحام المقر؛ ففجر أحدهم نفسه عند البوابة بينما قُتل الآخران برصاص عناصر القوة. تجري عمليات تمشيط وتفتيش للتأكد من عدم وجود عبوات غير منفجرة، كما أُشير إلى إجراء فصل وتحليل لبقايا الجثث لتسهيل عملية التعرف.

يقرأ  أريان تيتماس: بطلة أولمبية حائزة على الميدالية الذهبية تعلن اعتزال السباحة

من يقف وراء الهجوم؟
لم تعلن أي جهة مسؤوليتها حتى الآن، لكن حركة طالبان باكستان (تحريك طالبان باكستان) تُحمّل مسؤولية هجمات مماثلة في السابق، وقد تزايدت مثل هذه الهجمات خلال الأشهر الأخيرة. الخلل الأمني والتوترات مع الحكومة الأفغانية برزت في سياق اتهامات باكستان بأن عناصر من طالبان باكستان تعمل داخل أفغانستان بحرية منذ استيلاء طالبان على السلطة عام 2021.

تزايد الهجمات المسلّحة في باكستان
شهدت باكستان خلال السنوات الأخيرة ارتفاعاً في حوادث العنف المسلح. سجّل الموقع المعني بملف الإرهاب في جنوب آسيا (SATP) 1,517 حادثة «مرتبطة بالإرهاب» حتى 21 نوفمبر من العام الجاري، مقابل 1,303 حادثات في 2024، و921 في 2023، و630 في 2022. أما مركز البحوث والدراسات الأمنية في إسلام أباد فذكر أن 2024 كانت أسوأ سنة من حيث الخسائر منذ نحو عقد، حيث راح ضحيتها 2,526 شخصاً شملوا قرابة 700 من عناصر الأمن، وأكثر من 900 مدني، وحوالى 900 تمردي/مقاتييل.

ردود الفعل الرسمية
أدان الرئيس أسيف علي زرداري الهجوم في منشور على منصة إكس (تويتر سابقاً)، معبِّراً عن تعازيه ومشيداً بشجاعة قوات الأمن، ومؤكداً أن الفتنة المدعومة من الخارج لا تضعف وحدة أو صمود باكستان. كما أدان وزير الداخلية محسن نقيبي الهجوم، مؤكداً أن تضحيات القتلى لن تُنسى. وكتبت السناتورة شيري رحمن من حزب الشعب الباكستاني على إكس أن المخططات الإرهابية المدعومة خارجياً لن تقوّض عزم ووحدة البلاد.

أضف تعليق