من هو هيثم علي طباطبائي — المسؤول في حزب الله الذي قُتِل على يد إسرائيل؟ أخبار: هجوم إسرائيل على لبنان

شنّت اسرائيل هجومًا على منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، من بينهم أرفع مسؤول عسكري في حزب الله. جاء القصف الأحد في ظل تصاعد هجمات إسرائيلية على طول الأراضي اللبنانية، وكان أول هجوم يستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت منذ عدة أشهر، والأول الذي جاء من دون إنذار منذ إعلان الهدنة الموقعة بين إسرائيل وحزب الله عام 2024.

هيثم علي تباتبائي، رئيس أركان حزب الله المعروف بسيد أبو علي، كان من بين المستهدفين وقُتل. وفق تقارير إسرائيلية، فإن هذه كانت المحاولة الثالثة لاغتياله بعد محاولتين خلال الحرب الماضية التي انتهت بوساطة أميركية وهدنة في نوفمبر 2024. منذ ذلك الحين اتهمت خبراء الأمم المتحدة إسرائيل بانتهاك الهدنة بشكل شبه يومي، وردّ حزب الله مرة واحدة في ديسمبر على استمرار الاعتداءات الإسرائيلية.

من هو هيثم علي تباتبائي؟
قبل استهدافه لم يكن تباتبائي اسمًا معروفًا على نطاق واسع داخل لبنان، إذ تعمل القيادات العسكرية في حزب الله عادةً في الخفاء لتفادي الاغتيالات الإسرائيلية. لكن بعد مقتله تبيّن أنه شغل مناصب قيادية عديدة داخل التنظيم خلال مسيرته.

ولد عام 1968 في منطقة الباشورة ببيروت لأبوين لبنانيين، ويُذكر أن والده كان ذا جذور إيرانية. نشأ في جنوب لبنان والتحق بحزب الله في ثمانينيات القرن الماضي، وشارك بحسب بيان الحزب في تأسيسه عام 1982 كمقاومة للاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان. مع مرور الزمن تطور الحزب إلى أقوى قوة سياسية وعسكرية في لبنان، ممثلة في البرلمان وذات حضور وزاري متكرر.

كان تباتبائي مسؤولًا عسكريًا رفيعًا ذا خبرة ميدانية واسعة؛ قاد محور النبطية منذ 1996 حتى انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، ثم قاد محور الخيام حتى 2008، وكان في موقع القيادة خلال حرب يوليو 2006 التي انتهت بالتعادل بعد 34 يومًا. كما شارك في تأسيس قوات الرضوان الخاصة داخل الحزب، وتولى مسؤوليات العمليات على الحدود مع سوريا ثم قاد فرع العمليات أثناء الحرب الأخيرة مع إسرائيل. تقارير إسرائيلية ذكرت أنه قاد أيضًا قوة الرضوان في سوريا واليمن قبل أن يحل محل علي كركي، الذي اغتيل خلال الحرب الماضية، كقائد للجبهة الجنوبية.

يقرأ  اشتعال رجل جراء بنك طاقة في صالة الأعمال بمطار ملبورن

بعد الحرب عُيّن تباتبائي رئيسًا للأركان لدى الحزب، بعد مقتل معظم قياداته العسكرية في المواجهات مع إسرائيل.

ردود الفعل والتصريحات
قال صهيب جوهر، زميل غير مقيم في معهد “بديل” ببيروت، إن “تباتبائي كان من يعيد تنظيم القيادة العسكرية لحزب الله، واستهداف الضاحية الجنوبية مؤشر على أن الدولة اللبنانية لا تملك ضمانات لحماية نفسها من اتساع مثل هذه الاعتداءات”.

ماذا قال حزب الله؟
أكد حزب الله في بيانه فقدان “الشهيد المجاهد القائد” سيد أبو علي، ووصف الاغتيال بأنه “عمل غادر استهدف منطقة حارة حريك في ضاحية بيروت”. ندد محمود قماطي، نائب رئيس المجلس السياسي للحركة، بما سماه “انتهاكًا جديدًا للهدنة” واتهم إسرائيل بتصعيد العدوان “بضوء أخضر من الولايات المتحدة”. ونشر الحزب شريطًا يجمع لقطات لأنشطة تباتبائي الميدانية، وأكد مقتل أربعة عناصر آخرين من الحزب: قاسم حسين برجاوي، رفعت أحمد حسين، مصطفى أسعد برّو وإبراهيم علي حسين. واعتبر النائب علي عمار أن كل اعتداء على لبنان هو عبور لخط أحمر ويستهدف كرامة وسيادة وأمن المواطنين اللبنانيين.

ماذا قالت الدولة اللبنانية؟
قبل يومين من الهجوم أعلن رئيس الجمهورية ميشال عون نية الحكومة الشروع في مفاوضات سلام مع إسرائيل بدعم دولي، لكن بعد الضربة دعا عون المجتمع الدولي إلى التدخّل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان. تتصاعد مشاعر الإحباط في أوساط اللبنانيين، خصوصًا في الجنوب، حيث يشعر كثيرون بأن الدولة عاجزة عن حماية المواطنين أو منع تكرار الاعتداءات وإعادة إعمار المنازل المدمرة.

ماذا قالت إسرائيل؟
بعد الضربة صرّحت إسرائيل بأنها “ملتزمة بما تم الاتفاق عليه بين دولة إسرائيل ولبنان”، في إشارة واضحة إلى الهدنة القائمة. وقال رئيس الوزراء بنزيامين نتنياهو إن الضربة نُفّذت بعد توصيات من وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش، وبرّرها بوجود تهديد أمني يفرض التعامل مع تباتبائي. وذكرت القوات الإسرائيلية أن تباتبائي “قاد معظم وحدات حزب الله وعمل على إعادة جاهزيتها للحرب مع إسرائيل”، مؤكدة أنها ستتصدى “لأي محاولات لإعادة تسليح وتنظيم الحزب وستعمل بحزم لإزالة أي تهديد”.

يقرأ  تسوية بين السكك الحديدية الإسرائيلية وبطلة الألعاب البارالمبيةبشأن قضية تمييز على أساس الجنس

هل كانت الولايات المتحدة على علم بالضربة؟
نقلت تقارير أميركية أن مسؤولين في واشنطن كانوا يتوقعون “تصاعدًا” لكن لم يبلغوا بتفاصيل الضربة المحددة، وأن حكومة إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة مباشرة بعد تنفيذها.

ماذا يحدث الآن؟
قال قماطي إن الضربة قد تجاوزت “خطًا أحمر” وأن قيادة الحزب ستدرس الردّ وإمكانية اتخاذ خطوات مقابلة. وأضاف أن استهداف الضاحية الجنوبية “يفتح الباب أمام تصعيد الهجمات في مختلف أنحاء لبنان”. لم تُدرج نصاً لأعيد صياغته أو أترجمه. هل يمكنك لصق النص المراد؟

أضف تعليق