عاجل
مراقبو الحقوق يدينون مشروع المساعدات الذي تجاوز الأمم المتحدة والهجمات القاتلة في مواقع التوزيع
نُشر في 24 نوفمبر 2025
أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، أنها أنهت “مهمتها” في غزة. أثار عمل المجموعة جدلاً واسعاً منذ بدء توزيعها للغذاء في القطاع في مايو الماضي.
تعرضت المؤسسة لانتقادات لاذعة لتجاوزها الأمم المتحدة وبُنى الإغاثة الإنسانية القائمة في غزة، وللعنف المميت الذي اندلع بشكل متكرر في أو قرب مواقع التوزيع المكتظة — سواء من قبل جنود إسرائيليين أو من قبل مقاولين أجانب ممن وظفتهم المؤسسة لحماية عملياتها.
وقال جون أكري، المدير التنفيذي لـ GHF، في بيان يوم الإثنين: “منذ البداية، كان هدف GHF تلبية حاجة ملحّة، وإثبات أن نهجاً جديداً يمكن أن ينجح حيث فشلت مبادرات أخرى، ومن ثم نقل هذا النجاح إلى المجتمع الدولي الأوسع.” وأضاف البيان أن أحكام الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في أكتوبر كانت السبب وراء قرار إنهاء العمليات.
وشملت تلك الأحكام إنشاء مركز التنسيق المدني–العسكري المدعوم من الولايات المتحدة، والذي يُفترض به تنسيق إيصال المساعدات إلى غزة، وكذلك سماح إسرائيل جزئياً باستئناف جهود التوزيع المدعومة من الأمم المتحدة. واعتبرت المؤسسة أن هذه التطورات أظهرت “طريقة أفضل” لتوصيل المساعدات لغزّة، زاعمةً أنها “العملية الوحيدة التي قدمت وجبات مجانية بشكل موثوق وآمن للشعب الفلسطيني في غزة، وعلى نطاق واسع ودون تحويلات”.
غير أن هذا الزعم تعارضت معه مواقف رفيعة في المجتمع الإنساني الدولي. ففي أغسطس، ناشد 28 خبيراً تابعين للأمم المتحدة لتفكيك GHF، واصفين المخطط بأنه “مثال مزعج للغاية على كيفية استغلال الإغاثة الإنسانية لأجندات عسكرية وجيوسياسية سرية بانتهاك جسيم للقانون الدولي”. وأكد الخبراء أن “القوات الإسرائيلية والمقاولون العسكريون الأجانب يواصلون إطلاق النار العشوائي على أشخاص يسعون للحصول على مساعدات في ما يُسمى مواقع التوزيع التي تديرها GHF.”
وذكر الخبراء آنذاك أن ما لا يقل عن 859 فلسطينياً قُتلوا حول مواقع GHF منذ بدء عملياتها في أواخر مايو. ومن القضايا الأخرى التي لفتت انتباه المختصين أن المخطط أوجب على طالبي المساعدة القيام برحلات طويلة وخطيرة إلى عدد قليل من مواقع GHF لتلقي الإمدادات، وهو انتهاج يختلف عن نموذج الأمم المتحدة الذي يؤكد على إيصال المساعدات مباشرة إلى المجتمعات المتأثرة.
قدمت الولايات المتحدة GHF كحل لتوصيل المساعدات في وقت كانت قيود إسرائيل على العمليات الإنسانية تتسبب في مجاعة في أجزاء من الأراضي المنكوبة بالحرب، وفق نظام تصنيف الأمن الغذائي المتكامل (IPC). وفي المقابل، ظل مسؤولون أمميون يرون أن السماح للعاملين الإنسانيين المستقلين بالوصول الحر إلى القطاع هو أفضل وسيلة لمعالجة الأزمة.
اعترفت GHF في بيانها الصادر يوم الإثنين بأنها افتتحت أربعة مواقع توزيع فقط في غزة؛ ثلاثة في جنوب القطاع وموقع واحد قرب مدينة غزة، لكنها أثنت على عملياتها واعتبرتها نموذجاً للتوزيع المستقبلي للمساعدات. وأضاف البيان أن قادة المؤسسة “سيحافظون على جاهزيتهم لإعادة التشكيل إذا ظهرت احتياجات إنسانية جديدة” وأنهم سيبقون مسجلين كمنظمة غير حكومية.