سيغلق معرض Stephen Friedman مساحته في نيويورك في نهاية فبراير 2026، منهياً عمليّة امتدت عامين قُدِّمت، بحسب من تسأل، إمّا كخطوة عقلانية للتوحيد أو كدليل آخر على أن قطاع المعارض المتوسّط إلى الرفيع ينهار تحت تناقضاته الذاتية.
تداولت الشائعات عن قرار فريدمان بالانسحاب من نيويورك لأسابيع، لكن الخبر لم يتأكد إلا حين فضّله الناقد نيويوركي جيري سالتز ونشره على إنستغرام. وبعد ذلك بوقت قصير أرسل المعرض إلى ARTnews بياناً صحفياً مسبقاً وصف الخطوة بأنها «تطوّر استراتيجي» يسمح له «بتركيز مواردنا» من قاعدة لندنية قوية على النشاط الدولي. صوَّر فريدمان هذا التراجع بصيغ شبه ريفية: عودة إلى الجذور وفرصة للاعتناء بها. وتباهى البيان بتعيين مديرين جدد في لندن، وتعميق العلاقات العالمية، واستمرار التواجد في دائرة المعارض الفنية، بما في ذلك آرت بازل، فريز لندن، آرت بازل ميامي بيتش، وآرت بازل قطر في فبراير القادم.
مقالات ذات صلة
إذا بدا هذا الإطار متفائلاً بشكل مريب لخبر إغلاق مساحة في أكبر سوق فني في العالم، فذلك لأنّه كذلك: «إنهاء برنامج» طريقة مهذّبة لوصف الأمر؛ أما الانسحاب من تريبيكا بعد أقل من ثلاثين شهراً على الافتتاح فله وقع آخر.
ما لم يقله المعرض صراحة هو البديهي: أن يكون قد صار ضحية أخرى لسنة 2025. في وقت سابق من الشهر، نقل الصحافي تيم شنايدر في نشرة The Gray Market أن ما لا يقل عن 18 تاجر أعمال فنية أغلقوا مواقع أو عمليات كاملة منذ الأول من يناير. تشمل هذه الإحصائية جهات على امتداد الطيف، من لاعبين متوسطي المدى ذوي تاريخ إلى معارض شابة كانت في طريق الصعود. ومع ذلك يشير شنايدر أيضاً إلى أنه—على خلاف سردية نهاية العالم السهلة—نفس عدد المعارض فتح فروعاً جديدة أو وسّع نشاطاته هذا العام. إن المرآة المتطابقة للأرقام تجعل من المستحيل الجزم بأن السوق يتقلّص أو يتمدد؛ المسألة تعتمد تماماً على الجانب الذي تختار النظر منه.
يفضل معرض Stephen Friedman الجانب المشمس بوضوح. فقد ركّز إعلانه على إنجازات مؤسسية لفنانين على قائمته—مثل عرض ديبورا روبرتس في FLAG Art Foundation عام 2026، وجون كويك-تو-سي سميث في متحف سانت لويس الفني عام 2025، ودينزيل فورستر في ICA ميامي عام 2023—كدليل على أن نفوذ المعرض في الولايات المتحدة ما يزال قائماً حتى من دون عنوان فعلي في نيويورك. وأكد أن قائمة الفنانين لم تتغير وأن مشاريعه الدولية مستمرة دون انقطاع.
ومع ذلك، فإن إغلاق مساحة في تريبيكا بعد عامين ليس أمراً تافهاً. افتتح الفرع في أكتوبر 2023 بمعرض لروبرتس واستضاف معارض لأنّ الفنانين آن روثنشتاين، سارة بول، فورستر، وأندرياس إريكسون—فنانين جادين، وبرنامجاً فنياً جادّاً، واستثماراً ملحوظاً من ناحية الوقت ورأس المال. التراجع الآن يوحي بحسابات داخلية أعقد من تفاؤل المعرض العلني ولا يمكن للتصريحات الوردية أن تطفئها بالكامل.
إذا علّمنا هذا العام شيئاً فهو أن الفائزين والخاسرين في سوق الفن باتوا أقل تمييزاً عن بعضهم بعضاً. كما يجادل شنايدر، نعيش في حقبة يمكن للمعارض أن تدّعي أنها تتوسع حتى وإن كانت تتقلّص، وحيث يمكن أن يُدعّم أي سردٍ كان بالأمثلة المناسبة المستخرجة من الفوضى. وبالنظر إلى غموض القطاع وشفافيته المالية المحدودة، يصعب إثبات أي شيء بحسم.
تتجه تصريحات فريدمان نحو وضوح نسبي—«المجالات التي نملك فيها أكبر أثر ومرونة»—لكن في عام تتطابق فيه إغلاقات المعارض مع افتتاحاتها، تبدو الخطوة أقل كاستراتيجية وأكثر كمحاكاة متناظرة: معرض يخرج، آخر يدخل. وفي الوقت نفسه يبقى الجميع في حيرة، يتساءلون عمّا سيحدث تالياً.