حلفاء أوكرانيا يُبدون ترحيبًا متحفظًا بـ«إطار سلام مُعدَّل» — أخبار حرب روسيا وأوكرانيا

رحّب حلفاء أوكرانيا الأوروبيون بحذر بمحاولات تنقيح مقترح سلام أمريكي وصف في البداية بأنه يميل لصالح المطالب القصوى لروسيا.

اتفق قادة ألمانيا وفنلندا وبولندا والمملكة المتحدة، يوم الاثنين، على أن مباحثات جرت يوم الأحد في جنيف بين واشنطن وكييف أفضت إلى ما وصفته الولايات المتحدة وأوكرانيا بـ«إطار سلام منقّح».

مع ذلك شدد القادة الأوروبيون على أن العمل لا يزال مطلوباً. قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس: «تسنّى توضيح بعض المسائل، لكننا ندرك أيضاً أنه لن يكون هناك سلام في أوكرانيا بين ليلة وضحاها»، مضيفاً أن الخطة التي صاغتها الولايات المتحدة في البداية «تم تعديلها في أجزاء جوهرية». وأعرب عن ترحيبه «بالنتيجة المؤقتة».

وأضاف من أنغولا، حيث كان يحضر قمة بين دول إفريقية والاتحاد الأوروبي: «الخطوة التالية يجب أن تكون دعوة روسيا إلى الطاولة. هذا مسار مرهق. سيتقدم على الأكثر بخطوات صغيرة هذا الأسبوع. لا أتوقع حدوث اختراق هذا الأسبوع.»

صدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كييف وحلفاءها الأوروبيين الأسبوع الماضي بمقترح سلام من 28 نقطة، واعتبره بعضهم قائمة أمنيات روسية تقضي بتنازل أوكرانيا عن مزيد من الأراضي، وقبول قيود على قواتها المسلحة، والتخلي عن طموحها في الانضمام إلى حلف الناتو.

وردّت بريطانيا وفرنسا وألمانيا بصياغة مقترح مضاد يقضي بوقف القتال عند خطوط الجبهة الحالية وترك مسألة الحدود للأوقات اللاحقة، ويتضمن ضماناً أمنياً على طريقة الناتو من الولايات المتحدة لأوكرانيا، وفق مسودة اطلعت عليها وكالة رويترز.

أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن حلفاء أوكرانيا في «ائتلاف الراغبين» — مصطلح يطلق على نحو 30 دولة تدعم كييف — سيعقدون محادثات عبر الفيديو يوم الثلاثاء حول المفاوضات.

قالت وزارة الخارجية الألمانية إن كبار دبلوماسيي ألمانيا وفنلندا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وبولندا استشاروا، يوم الاثنين، مع وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها حول الخطوات المقبلة لإنهاء الحرب.

يقرأ  ما الذي أثار اندلاع الاحتجاجات مجدداً في كشمير الخاضعة لإدارة باكستان؟ — أخبار السياسة

وأكد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، الذي حضر أيضاً القمة في انغولا، أن هناك «زخماً جديداً» في المفاوضات. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الاتحاد الأوروبي «سيتواصل غداً بشكل أوسع مع شركائنا في ائتلاف الراغبين».

تقدم كبير

أشار ترامب يوم الاثنين إلى أن محادثات الأحد سارت على نحو جيد. ونشر على منصة «تروث سوشيال»: «هل من الممكن حقاً أن تحقق محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا تقدماً كبيراً؟؟؟ لا تصدق ذلك حتى تراه بنفسك، لكن قد يحدث شيء جيد».

كان ترامب قد منح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مهلة حتى الخميس للاتفاق على إطار لإنهاء الحرب، متهماً إياه بعدم إظهار «أي امتنان» لجهود السلام، بينما يواجه زيلينسكي ضغوطاً مضاعفة نتيجة تقدم القوات الروسية عند الجبهة وفضيحة فساد طالت إدارته.

نشر زيلينسكي على منصة إكس يوم الاثنين أنه يتوقع تقريراً كاملاً في تلك الليلة حول محادثات جنيف: «لتحقيق سلام حقيقي هناك حاجة إلى المزيد، المزيد. بالطبع نواصل العمل مع الشركاء، وخصوصاً الولايات المتحدة، ونبحث عن تسويات تقوّينا لا تضعفنا».

قال رئيس وزراء بولندا دونالد توسك إن المفاوضات «مسألة دقيقة» لأن «لا أحد يريد أن يثبط عزيمة الأمريكيين والرئيس ترامب عن وقوف الولايات المتحدة إلى جانبنا في هذا المسعى».

قال الكرملين إنه لم يُطّلع على نتائج محادثات جنيف لكنه على علم بأنه جرى إجراء «تعديلات» على المقترح الأمريكي. وفي مكالمة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الاثنين، جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رأيه أن الخطة الأمريكية الأولية قد «تخدم كأساس لتسوية نهائية».

أبدى أردوغان خلال المكالمة استعداد تركيا لدعم جهود تقريب وجهات النظر بين روسيا وأوكرانيا، بما في ذلك المساعدة في تسهيل محادثات مباشرة بين الطرفين. لكن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف وصف الخطة الأوروبية بأنها «غير بناءة تماماً وغير مناسبة لنا»، حسبما نقلت وكالة تاس الحكومية.

يقرأ  إسرائيل تنعى ضحايا ٧ أكتوبر — استمرار القتال في غزة

من موسكو، قالت مراسلة الجزيرة يوليا شابوفالوفا إن روسيا من غير المرجح أن تقبل التعديلات الأوروبية: «إذا لم تُراعَ كل الشروط والمصالح الروسية، فروسيا مستعدة لمواصلة القتال لأن، بحسب فلاديمير بوتين، روسيا ناجحة إلى حد كبير على ساحة المعركة وترغب في تحقيق أهدافها».

في كلمة بالفيديو أمام اجتماع بالبرلمان السويدي، ألمح زيلينسكي إلى أن قضية الأراضي ستظل نقطة خلافية رئيسية، متّهماً بوتين بالسعي إلى «الاعتراف القانوني بما سرقه».

الواقع القاسٍ

العدوان الروسي على أوكرانيا دمّر شرق البلاد، وأجبر الملايين على الفرار من منازلهم، ودمر مدناً وبلدات، وقتل عشرات الآلاف في أسوأ صراع أوروبي منذ الحرب العالمية الثانية.

ومع استمرار الحرب يوم الاثنين، واصلت القوات الروسية شن ضربات مميتة ومدمرة على مناطق مدنية بينما أحرزت تقدماً على الأرض في منطقة زابوريجيا جنوب شرق أوكرانيا.

أصابت طائرات روسية مسيرة أحياء سكنية في خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، ما أودى بحياة أربعة أشخاص وأصاب 13 آخرين بينهم طفلان، بحسب السلطات. كما ضربت قوات روسية مدينة بافلوغراد في إقليم دنيبروبتروفسك بواسطة طائرات مسيرة، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص وإلحاق أضرار بمنشآت صناعية، وفق السلطات الإقليمية.

في صباح ذلك اليوم أدت قذائف روسية إلى مقتل امرأة تبلغ من العمر 61 عاماً في خيرسون، بحسب إدارة المدينة العسكرية في جنوب أوكرانيا.

عبر الحدود، أسقطت الدفاعات الجوية الروسية طائرات مسيرة أوكرانية متجهة إلى موسكو، ما أوقف حركة الملاحة في ثلاثة مطارات تخدم العاصمة مؤقتاً. وأفادت تقارير بأن ضربة بطائرة أوكرانية يوم الأحد عطّلت الكهرباء عن آلاف السكان قرب موسكو، وهو انعكاس نادر لهجمات على أهداف طاقة كانت تُسبّب انقطاعات في التيار لملايين الأوكرانيين.

أضف تعليق