البيت الأبيض يقيّد دخول وكالة «أسوشييتد برس» بعد رفضها اعتماد تسمية «خليج أمريكا» بدل «خليج المكسيك»
نُشر في 24 نوفمبر 2025
عاد النزاع بين وكالة أسوشييتد برس وإدارة الرئيس ترامب أمام محكمة استئناف فدرالية أميركية في قضية تتعلّق بإمكانية وصول وسائل الاعلام إلى مراكز السلطة.
حجّت أسوشييتد برس أمام المحكمة بأن مؤسّسة إعلامية لا ينبغي أن تُعاقب بسبب موقفها التحريري أو أسلوبها التحريري، بينما أكدت إدارة البيت الأبيض أن للرئيس السلطة في تقرير من يُسمح له بسؤاله داخل المكتب البيضاوي.
في شباط الماضي قدّمت الوكالة دعوى قضائية ضدّ ثلاثة مسؤولين في إدارة ترامب، من بينهم متحدثة البيت الأبيض كارولين ليفيت، بعدما طُرد مراسلوها من «حوض العمل» الصحفي الذي يرافق الرئيس عن قرب، وذلك بحسب ما أفادت الوكالة. برّرت الإدارة قرارها بأن الوكالة اتّخذت قراراً مؤسسياً بالاستمرار في استخدام تسمية «خليج المكسيك» كمعيار أسلوبي، رغم أن الرئيس أعاد تسميته إلى «خليج أمريكا».
تتبّع المسار القضائي القضية عبر محكمة المقاطعة الفدرالية وفيما بعد عبر محكمة الاستئناف خلال السنة الماضية. وكتبت جولي بيس، المحررة التنفيذية في أسوشييتد برس، مقالة رأي نشرت صباح الاثنين تشير فيها إلى أن مسألة الوصول الصحفي ليست مسألة تخصّ الوكالة فحسب، بل تتصل بحق الجمهور في الوصول إلى الحكومة التي تعمل لخدمته.
قالت بيس إن حرية الصحافة تعني في الواقع حريتك أنت: الصحفيّون يطرحون الأسئلة، والمصوّرون يوثّقون الأحداث، وصانعو الفيديو يسجّلون التاريخ نيابةً عن الجمهور ليضمنوا اطلاعه على ما لا يستطيع كل شخص أن يستقصيه أو يتابعه بنفسه. وأضافت أن السماح للحكومة بتحديد أي صحفيين يغطّون أعلى منصب في البلاد ووضع قواعد لما يجوز لهم قوله أو كتابته يعدّ مساساً مباشراً بالتعديل الأول للدستور، ويجب أن يثير قلق الجميع.
من جهتها، تقول الإدارة إن البيت الأبيض، لا الصحافة، هو المخوّل بتقرير القواعد بشأن الوصول إلى مناطق محدودة المساحة. وكانت جمعية مراسلي البيت الأبيض تتولّى اختيار أعضاء «الأحواض» منذ إدارة دوايت أيزنهاور (1953–1961)، لكن البيت الأبيض أعاد تشكيل هذا التقليد في فبراير الماضي معلناً رغبته في توسيع دائرة الوصول لتشمل وسائل اعلام أخرى.
وردّت الإدارة في مذكّرتها الداعمة بأنها ترى أن الادعاء القائل بعدم امتلاك البيت الأبيض سلطة تقييد من يقوم بأنشطة جمع الأخبار في مناطق حسّاسة هو استنتاج قانوني خاطئ. وقضت محكمة أدنى هذا الربيع بأن الحكومة لا يجوز أن تنتقم من وسيلة إعلام بسبب خطابها، إلا أن محكمة الاستئناف علّقت تنفيذ هذا القرار بانتظار الطعن.
تنص قواعد أسلوب أسوشييتد برس أيضاً على الإشارة إلى إعادة تسمية الرئيس لخليج المكسيك، وأعلن الرئيس أن وصول الوكالة سيبقى مقيداً حتى تغيّر أسلوبها. وقد انضمّ إلى مساندة الوكالة ما يقرب من أربعين منظمة وصحيفة وموقعاً أخبارياً، من بروبوبليكا إلى فوكس نيوز، مرورا بنيويورك تايمز وواشنطن بوست، وقدّموا مذكرة مؤيدة.
قالت وسائل الاخبار في مذكّتها إنّ التأثير الرادع على أي مؤسسة إعلامية يؤدّي إلى خسارة الجماهير والصحافه على حد سواء، بغضّ النظر عن عدد المراسلين أو الكاميرات المتبقّين في الغرفة.