سوريا تمدد حظر التجول في حمص: عمليات قتل قد تؤجج التوتر الطائفي

وزارة الداخلية: شعارات مضلِّلة تُزرَع لإثارة التوتر في حمص

نُشِر في 24 نوفمبر 2025

مددت السلطات السورية حظراً للتجوّل شاملًا في أجزاء من مدينة حمص الغربية بعد مقتل زوجين خلال عطلة نهاية الأسبوع، حادث أثار توتّرات طائفية في المدينة. فُرِضت الإجراءات الأمنية في مساء الأحد ثم مُدِّدت حتى مساء الاثنين بينما تواصلت قوات الأمن عمليّاتها لاحتواء الموقف، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية سانا.

يشمل حظر التجوّل عدة أحياء منها مناطق ذات أغلبية علويّة إلى جانب أحياء مختلطة وأخرى ذات أغلبية سنّية؛ وقالت وزارة الداخلية إن الهدف من الإجراء هو “حفظ أمن السكان” في أثناء استمرار العمليات.

اندلع العنف بعد العثور على زوجين من قبيلة بدوية معروفة مقتولين داخل منزلهما جنوبي حمص. وأفادت سانا بظهور شعارات طائفية في مسرح الجريمة، لكنّ وزارة الداخلية أوضحت يوم الاثنين أن التحقيقات لم تكشف عن أي دليل يربط القتل بدافع طائفي. وصرّح ناطق باسم الوزارة، نور الدين البابا، أن الكتابات التي عُثر عليها في المنزل يُحتمل أنّها زُرعت “لتضليل المحقّقين وإثارة الفتنة”.

أدت الحادثة إلى هجمات انتقاميّة قام بها مسلّحون من قبيلة بني خالد، انتقلوا عبر أحياء ذات أغلبية علويّة ومختلطة بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ووردت تقارير عن إحراق ممتلكات ومركبات وإطلاق نار في الهواء؛ ولم تُسجَّل وفيات، لكنّ السكان وصفوا حالة من الخوف والذعر مع انتشار الاضطرابات.

نُشرت قوات الأمن بسرعة في أرجاء حمص وحتى زيدل. وصرّح العميد الكبير مرهف النعسان، القائم برئاسة الأمن الداخلي في المحافظة، في البداية بأنّ قتل الزوجين “يبدو أنّ هدفه تأجيج الانقسامات الطائفية وتقويض الاستقرار في المنطقة”. وفي الوقت ذاته قلّل قائد شرطة حمص، العقيد بلال الأسود، لاحقاً من أي دوافع طائفية للحادث.

يقرأ  الأمم المتحدة تحذر من تفاقم المجاعة في غزة؛ منظمات الإغاثة تندد بالحصار الإسرائيلي

قال المتحدّث باسم وزارة الداخلية إنّ نحو 120 شخصًا مشتبهًا في تورطهم بأعمال عنف قد تم توقيفهم، من دون تقديم تفاصيل إضافية فورًا.

يُعدّ الحادث اختبارًا جديدًا للحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الشراة، التي تشكّلت بعد هجوم تمكّن من الإطاحة بالزعيم السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024. وتعدّ حمص، المعروفة بتنوّعها السكاني وتاريخها كمنطقة ذات احتكاكات طائفية، من أوائل مدن الاحتجاج خلال انتفاضة 2011 ضدّ النظام، ويُنظر إلى الخلفية العلوية لقيادة الأسد على أنّها شكلت المشهد السياسي والمجتمعي في المدينة لعقدٍ كامل تقريبًا.

أعلنّت حكومة الشراة الوليدة التزامها بحماية حقوق الأقليات في سوريا، لكنّ الحادث الأخير يبيّن هشاشة الاستقرار الاجتماعي والقياسي أمام محاولات إثارة الخلافات الطائفية.

أضف تعليق