كيف أعادت شركة كرييتيف إل إكس دي تشكيل برنامج «مكين»

داخل عملية تطوير برنامج مكين

قصة البرنامج
تعاونت مجموعة سافولا مع فريق كاشِدة لتطوير برنامج مكين للتعلّم الإلكتروني، المصمم لزيادة الوعى والقدرة على دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في بيئة العمل. اعتمدت كاشِدة على تقنيات إبداعية في تصميم تجربة التعلم (LXD) تمزج السرد القصصي، والملاحة الموجهة عبر شخصيات، وبيئات تفاعلية، وتحديات قائمة على سيناريوهات واقعية، لتقديم تجربة تعليمية جذّابة تتوافق مع رؤية مؤسسة سافولا الاستراتيجية وتدعم أهداف رؤية المملكة 2030.

سياق العميل
تقود مؤسسة سافولا العالمية عدداً من المبادرات التي تمكّن أصحاب الهمم وتعزّز الإدماج في سوق العمل. وفي إطار هذه المسؤولية وامتثالاً لرؤية 2030، رغبت المؤسسة في إطلاق برنامج تدريبي يرفع الوعي بقضايا الإدماج، ويبني مهارات عملية للتفاعل الفعّال مع زملاء العمل من ذوي الإعاقة، ويدعم تحولاً ثقافياً أوسع نحو توظيف أكثر شمولية داخل شركات سافولا.

لماذا الإبداع مهم في تصميم تجربة التعلم
الإبداع في التصميم غالباً ما يُنظر إليه كعنصر زخرفي؛ بينما في الواقع هو مهارة محورية لمصممي تجربة التعلم والمصممين عبر التخصصات. للإبداع قدرة فريدة على تحويل التعليم من مجرد نقل محتوى سلبي إلى رحلة غامرة تستثير العاطفة والفضول والدافعية. كما يجعل التصميم المنتج والواجهات قابلة للاستخدام وبديهية وملهمة، لا مجرد أدوات وظيفية.

يعمل الإبداع كجسر بين علم التعلم (حِمل المعرفي، تصنيفات بلوم، نموذج AGES) واستراتيجيات الجذب (السرد، التلعيب، التصميم البصري). في مكين ربط هذا الجسر مفاهيم الإدماج المعقّدة بسيناريوهات عمل مألوفة، ما سهّل تقدّم المتعلمين بثقة وحافظ على حماسهم.

التحدي: ما وراء توصيل المحتوى
حتى أفضل الدورات قد تفقد المتعلّم قبل إتمامها؛ المشكلة نادراً ما تكمن في الموضوع نفسه، بل في كيفية تصميم التجربة التعليمية نفسها. كان هذا الأمر بالغ الأهمية في مكين، إذ يتعامل المحتوى مع جوانب حساسة وذات أثر مباشر على ثقافة العمل.

يقرأ  رحلتي إلى تايلاند: تجربتي الحقيقية في أكبر معركة مائية بالعالم

واجه فريق كاشِدة مجموعة من المخاطر الشائعة التي كان لزاماً تجنّبها:
– الرتابة وانعدام التفاعل: الشرائح التقليدية والقراءات الطويلة لا تخلق الاتصال العاطفي اللازم لموضوع كالادماج.
– المحتوى المكدّس أو غير المنظم: المعلومات الكثيفة والتسلسل غير الواضح يسببان حملاً معرفياً مفرطاً.
– غياب الصلة بسياق المتعلّم: عندما لا يعكس المحتوى واقعهم المهني، يصعب عليهم إدراك فائدته.
– ضعف التصميم البصري والتفاعلي: واجهات قديمة أو مزدحمة تقلّل من مصداقية التجربة وتولد إحباطاً.
– غياب محفزات الدافعية: عدم وجود مكافآت أو مؤشرات تقدم يجعل الاستمرار أمراً صعباً.

حلولنا: تدخلات إبداعية في LXD والتصميم
استندت مقاربة كاشِدة إلى تصميم تعليمي إبداعي، وسرد قصصي، وسيناريوهات واقعية، وتصميم بصري بديهي ليحول التعلم إلى تجربة نشطة وغامرة. أبرز التدخلات كانت:

1. السرد والشخصيات
استخدم الفريق السرد ودلائل شخصيات تمثّل موظفين ذوي إعاقات مختلفة، ما جعل موضوع الإدماج إنسانياً وقريباً ويسهُم في إثارة التعاطف وفهم المواقف العملية.

(الصورة: كاشِدة)

2. مرئيات وبيئات واقعية ومحتوى منظّم
تم تفكيك المواضيع المعقدة إلى مقاطع بصرية قابلة للهضم، وجُعل مبنى سافولا بيئة تفاعلية تُعرَف فيها كل طابق بموضوع جديد، ما ربط المعلومات بمساحات عمل مألوفة لدى المتعلّم.

(الصورة: كاشِدة)

3. التعلم القائم على السيناريو
وُضعت سيناريوهات قصيرة وواقعية في بداية كل موضوع لتنشيط المعارف السابقة ودفع المتعلّم للتفكير قبل تقديم المحتوى، مما ساعد على استحضار الخبرات الفعلية وبناء فضول نحو نقاط التعلم التالية.

(الصورة: كاشِدة)

4. تحديث التصميم البصري والتفاعلي
حافظ التصميم على واجهة نظيفة وبسيطة وسهلة التصفّح؛ عناصر قابلة للنقر، توجيهات مرحلية، وتقليل الفوضى البصرية للخفض من الحمل المعرفي، مع إضافة مؤثرات صوتية محيطة خفيفة لتعزيز الواقعية دون تشتيت.

(الصورة: كاشِدة)

يقرأ  ثلاثة مسارات محتملة لفضيحة إبستين وتأثيرها على ترامب

5. رفع الدافعية بالتلعيب
اعتمدت المقاربة على عناصر تلعيب خفيفة: مؤشرات تقدم، إشارات صوتية بسيطة، ولحظات إنجاز صغيرة تخلق إحساساً بالتقدّم دون أن تتحول إلى منافسة مبالَغ فيها. هذه العناصر ساعدت المشاركين على متابعة رحلتهم بشعور بالإنجاز.

(الصورة: كاشِدة)

6. الشمولية كقاعدة تصميمية (امتثال معايير WCAG 2.0 AA)
اعتُبرت إمكانية الوصول شرطاً أساسياً؛ طوّر الفريق التجربة وفق معايير WCAG 2.0 AA، مع تباين ألوان مناسب، نصوص بديلة، وصول عبر لوحة المفاتيح، وبنية محتوى واضحة. بما أن مكين يركّز على إدماج ذوي الإعاقة، كان من الضروري أن يعكس المسار أفضل ممارسات التصميم الشامل.

(الصورة: كاشِدة)

الأثر المتوقع
يبني تصميم مكين واستراتيجياته الإبداعية تحسينات قابلة للقياس في مجالات عدة:
1) زيادة وعي الموظفين
– فهم أعمق لمفاهيم إدماج ذوي الإعاقة.
– ألفة أكبر بالإجراءات والتعديلات العملية في مكان العمل.

2) مهارات عملية أقوى
– ثقة متزايدة في التفاعل مع زملاء من ذوي الإعاقة.
– قدرة أفضل على تحديد حواجز الوصول واقتراح حلول عملية.

3) ارتفاع نسب التفاعل والإكمال
– تصميم يرتكز على السيناريوهات والطوابق التفاعلية يعزز الدافعية.
– التلعيب والسرد يدعمان المشاركة المستمرة.

4) تحسين احتفاظ المتعلمين بالمعلومات
– السرد والاستعارات البصرية يسهلان استدعاء المعلومات على المدى الطويل.

5) التوافق مع رؤية 2030
– يسهِم البرنامج في تعزيز التوظيف الشامل ودعم التزامات وطنية بمجال التنوع والإدماج.

يمثّل برنامج مكين حجر زاوية في جهود مؤسسة سافولا العالمية نحو إضافة سلوكيات عملية وشاملة في ممارسات العمل اليومية.

الإبداع كمحرّك أساسي
كان الإبداع وتصميم الأثر ركيزتي التحول من تدريب نظري إلى تجربة إنسانية وذاكرة عملية. من خلال الدمج بين القصص، السيناريوهات الواقعية، المساحات التفاعلية، والتلعيب الرقيق، مكين ساعد الموظفين على فهم وتطبيق سلوكيات شاملة تدعم التزام سافولا برؤية 2030.

يقرأ  نيسان تستعرض مساعدها الرقمي المدمَج «أوتو دي جي» المحسّن

كاشِدة
نؤمن بالتعلّم ببساطة. نصمّم وننتج محتوى تعليمي مخصّص ونقدّمه عبر منصات متعددة، مع إثراء دائم للتعلّم بالتقنية. حائزون على جوائز ذهبية في Learning Technologies Awards UK 2018 لمشروع أفضل تقنيات للتعلّم.

أضف تعليق