منذ سبعينيات القرن العشرين، لاحظ الأطباء أن بعض الأشخاص المصابين باضطراب الحركة التقدمي المعروف بمرض باركنسون أصبحوا أكثر إبداعًا بعد ظهور المرض. هذا الملاحَظ الفضولي دفع قبل سنوات فريقًا بحثيًا في هولندا إلى إجراء دراسة طويلة الأمد، باتت الآن تشمل شراكة مع متحف الريكسميوم في امستردام، لفحص العلاقة بين الإبداع والنتائج الصحية الأفضل لدى مرضى باركنسون.
بين مارس 2021 ومارس 2022، راقب كل من بلانكا سبّي، عالمة أعصاب في مركز رادبودومك الطبي في نايميغن؛ باس بلوم، مدير مركز الخبرة لباركنسون واضطرابات الحركة في رادبودومك؛ الأوبئياتي سيروان دارويش؛ والفنانة مارجوك بليجنار، نحو 800 مريض بباركنسون بحثًا عن تغيرات في مستويات الإبداع لديهم.
أظهرت نتائج الفريق أن 41% من المشاركين أبلغوا عن تغيرات ذاتية في الإبداع: 12% شهدوا زيادة، و22% انخفاضًا، و7% تقلبات متغيرة. كما لاحظ الباحثون أن المشاركين المتناولين منشطات الدوبامين كانوا أكثر ميلاً للإبلاغ عن ازدياد في الإبداع. استندت هذه النتائج إلى اقتراح مفاده أن مرضى باركنسون قد يستفيدون من خطط علاجية مخصّصة تأخذ الإبداع بعين الاعتبار كهدف محتمل وكأداة علاجية.
انطلاقًا من هذا الاستنتاج، أنشأ الفريق ما أطلقوا عليه «ملعبًا إبداعيًا» حيث دُعِيَ خلال عشرة أسابيع ثمانية مشاركين لاستكشاف ممارسات إبداعية متنوعة مثل الرسم والموسيقى والكتابة. وخلصت النتائج المنشورة في يناير الماضي إلى أن المشاركين أبلغوا إجمالًا عن انخفاض في مستويات القلق وزيادة في الإحساس بالرفاهية، مع تحسّن طفيف في الوظائف المعرفية وتراجع في عدد زيارات مقدمي الرعاية الصحية.
في 17 نوفمبر، أعلنت مؤسسة مايكل جي. فوكس منحها لباس بلوم جائزة بريتزكر تقديراً لعمله في الرعاية الشاملة لمرضى باركنسون، والتي ترافقها منحة بحثية بقيمة 200,000 دولار. ووفقًا لصحيفة Art Newspaper، ستُستخدم المنحة في الدراسة الأحدث للفريق التي ستستمر 18 شهرًا وتشمل ثلاث مجموعات من المشاركين: مجموعة ستستكشف مجموعة متحف الريكسميوم، ومجموعة ستقوم بصناعة الفن، ومجموعة ضابطة لن تختبر الفن كمُنتَجين أو كمشاهدين. من جهتها، ستمنح إدارة المتحف المشاركين بطاقة دخول سنوية مجانية وستنظم أمسيات خاصة ليتسنى لهم مشاهدة المجموعة من دون الاضطرار إلى مواجهة الزحام.