تقرير جديد يتّهم قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب في الفاشر
نُشر في 25 نوفمبر 2025
جاء التقرير الأخير بعد ساعات من موافقة قوات الدعم السريع على هدنة انسانية لمدة ثلاثة أشهر استجابةً لجهود دولية قادها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
منظمة العفو الدولية قالت في تقرير أصدرته يوم الثلاثاء إنها جمعت شهادات من 28 ناجياً يصفون فظائع ارتُكبت في مدينة الفاشر، شملت إعدامات ميدانية لرجال أعزل واغتصاب فتيات ونساء.
وقالت رئيسة المنظمة، أغنيس كالامارد، إن “هذا العنف المستمر والواسع النطاق ضد المدنيين يشكل جرائم حرب وقد يرقى أيضاً إلى جرائم أخرى بموجب القانون الدولي”، مشدّدة على أن “كل من ثبت تورطه يجب أن يُحاسب”.
الصراع في إقليم دارفور يجري بين القوات النظامية بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان من جهة، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفِه السابق محمد دقلو من جهة أخرى، منذ اندلاع المواجهات المفتوحة في أبريل 2023.
في نهاية أكتوبر الماضي سيطرت قوات الدعم السريع على الفاشر، آخر مدينة كبرى في غرب دارفور كانت خارج سيطرتها. وقد وصف مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، الفاشر بأنها تحوّلت إلى “مسرح جريمة” ودعا إلى محاسبة مرتكبي الانتهاكات.
يتضمن تقرير منظمة العفو شهادات مؤلمة، منها امرأة قالت إنها وابنتها البالغة 14 عاماً تعرضتا للاغتصاب على يد مقاتلي الدعم السريع أثناء فرارهما من المدينة. وأضافت أن ابنتها مرضت بشدّة عند وصولهما إلى بلدة اللاجئين تاويلا وتوفيت في إحدى العيادات هناك.
ناجي آخر فرّ من الفاشر في أواخر أكتوبر روى أنه شاهد عناصر من الدعم السريع يطلقون النار على مَن كانوا يحاولون الفرار. وقال: “كانوا يقتلون الناس كما لو كانوا ذباباً. كانت مذبحة. ولم أرَ بين القتلى أي عناصر مسلحة.”
جهود الوساطة لم تنجح حتى الآن في إيقاف القتال، إذ يحاول الطرفان تحقيق مكاسب عسكرية قبل الدخول في أي مفاوضات. وفي خطوة منفصلة، رفض البرهان مقترح هدنة قدّمته مجموعة الوسطاء “الرباعية” التي تضمّ الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، واعتبره “الأسوأ حتى الآن” وغير مقبول مبدئياً، زاعماً أن وجود الإمارات — التي تنفي تورطها — يعني أن المقترحات لا تتمتع بالحياد.
من جانبها نفت الإمارات أي دور في النزاع واتهمت البرهان، في بيان، بـ”التصرفات المانعة المتكررة”.