فيولا فورد فليتشر — ناجية مذبحة تولسا عام 1921 توفيت عن عمر يناهز 111 عاماً

نُشِر في 25 نوفمبر 2025

فيولا فورد فليتشر، واحدة من آخر الناجين من مجزرة تولسا عام 1921، توفيت عن عمر يناهز 111 عاماً. على الرغم من تقدمها في السن، ظلت فليتشر ناشطة معروفة وملتزمة بالسعي لتحقيق العدالة لضحايا واحد من أعنف أحداث العنف العنصري في الولايات المتحدة.

نعي المدينة
قال عمدة تولسا مونرو نيكولز على فيسبوك: «اليوم تنعى مدينتنا فقدان الأم فيولا فليتشر. كانت ناجية من أحد أحلك فصول التارخ في مدينتنا وتحملت أكثر مما ينبغي على أي إنسان. حملت الأم فليتشر 111 عاماً من الحق والحزم والوقار، وكانت تذكرة بمدى ما قطعناه من شوط وبمدى ما يزال أمامنا من عمل».

مجزرة تولسا ومجرياتها
كانت فليتشر في السابعة من عمرها عندما اندلعت مجزرة تولسا في ولاية أوكلاهوما، في ظل نظام جيم كرو الذي فرض التمييز العنصري في الجنوب الأميركي منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى حركة الحقوق المدنية في ستينيات القرن الماضي. بدأت الأحداث في 31 مايو 1921 بعد توقيف الشرطة لشاب أسود يُدعى ديك رولاند، بائع أحذية، بتهمة الاعتداء على امرأة بيضاء، وفق تقرير إدارة العدالة الأميركية — قسم الحقوق المدنية.

اجتمع عدد من الرجال البيض أمام المحكمة مطالبين بشنق رولاند، فتدخل رجال سود من الحي المجاور للدفاع عنه، ثم «انقلبت الأمور» إلى أعمال عنف شاملة. على مدى اليومين التاليين، شاركت مجموعات من الخارجين عن القانون وعناصر إنفاذ القانون في نهب وإحراق نحو 35 مربعاً في حي غرينوود بتولسا، الذي كان آنذاك من أغنى الأحياء السوداء في البلاد. قدّرت إدارة إحصاءات العمل الأميركية في 2024 أن قيمة الأضرار — بعد تعديلها لمعامل التضخّم — تقارب 32.2 مليون دولار.

قُتل ما يصل إلى 300 من سكّان تولسا وأُصيب نحو 700 آخرين، بحسب التقرير، مع بقاء العدد النهائي غير محدد لأن كثيرين دُفنوا في قبور غير معلمة. أُجبِر الناجون مثل فليتشر وعائلاتهم على ترك المنطقة، وبقي البعض معدماً يعمل بزراعة المشاركة (تقاسم المحصول) حيث يذهب معظم إنتاج المحصول إلى صاحب الأرض.

يقرأ  وسائل الإعلام الأمريكية: وفاة ممثلة حائزة على الأوسكار عن عمر ٧٩ عاماً

قضية رولاند والتحقيقات اللاحقة
لم تُوجّه تهم إلى رولاند بعد أن قالت سارة بيدج، العاملة في مصعد المبنى التي اتُهم بالاعتداء عليها، إنها لا ترغب في مقاضاته. رغم حجم الدمار، بقيت المذبحة محلاً لفت نظر وطني محدود حتى أنشأت ولاية أوكلاهوما لجنة تحقيق في 1997. محاولات الحصول على تعويضات للناجين في عام 2001 فشلت بسبب تقادم الدعاوى.

إرث فليتشر
في الذكرى المئوية للمجزرة قدّمت فليتشر شهادة أمام الكونغرس الأميركي في 2021 عن تجربتها، وشاركت في تأليف مذكرات بعنوان «لا تدعهم يدفنون قصتي» بالاشتراك مع حفيدها عام 2023. عُرفت بعملها المستمر من أجل الحقوق المدنية، ونالت احترام قادة أمريكيين بارزين.

رسالة باراك أوباما
غرد الرئيس السابق باراك أوباما معبّراً عن تقديره لفليتشر: «بصفتها ناجية من مجزرة تولسا العرقية، شاركت فيولا فورد فليتشر قصتها بشجاعة كي لا ننسى هذا الجزء المؤلم من تاريخنا. ميشيل وأنا ممتنان لعملها طوال حياتها من أجل تقدم الحقوق المدنية، ونرسل محبةنا لعائلتها.» (نُشر في 25 نوفمبر 2025)

أضف تعليق