مؤسسة إنسانية مدعومة من الولايات المتحدة — مثيرة للجدل — توقف عمليات الإغاثة في غزة

أعلنت المؤسسه غزة الإنسانية (GHF)، المدعومة من الولايات المتحدة واسرائيل، أنها بصدد إنهاء عملياتها الإغاثية في قطاع غزة بعد ما يقرب من ستة أشهر من النشاط الميداني.

سبق أن أوقفت المؤسسة تشغيل ثلاثة من مواقع توزيع الغذاء في غزة بعد أن دخل وقف إطلاق النار بين حماس واسرائيل حيز التنفيذ قبل ستة أسابيع.

سعت المؤسسة إلى تجاوز الأمم المتحدة لتصبح المورد الرئيسي للمساعدات لسكان غزة، لكن الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية أخرى رفضت التعاون مع منهجيتها واعتبرتها غير أخلاقية وغير آمنة.

قالت الأمم المتحدة إن مئات الفلسطينيين قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء في مشاهد فوضوية قرب مواقع GHF، وكانت الغالبية حسب مكتب حقوق الإنسان قد قُتلت بنيران الجيش الإسرائيلي، فيما قالت إسرائيل إن قواتها أطلقت طلقات تحذيرية.

أعلنت GHF يوم الإثنين أنها تُنهِي عملياتها الآن بعد «الانتهاء الناجح من مهمتها الطارئة»، وذكرت أنها سلّمت ما مجموعه ثلاثة ملايين طرد غذائي تكافئ أكثر من 187 مليون وجبة للفلسطينيين.

أوضح مديرها التنفيذي جون أكري أن المركز المدني-العسكري للتنسيق (CMCC) الذي تقوده الولايات المتحدة — والذي أنشئ لدعم تنفيذ خطة السلام للرئيس ترامب — سيتبنى ويوسع النموذج الذي جربته GHF.

غرد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية تومي بيغوت على منصة X أن «نموذج GHF، الذي منع حماس من نهب المساعدات والاستفادة منها، لعب دوراً كبيراً في دفع حماس إلى الطاولة وتحقيق وقف النار».

من جهتها رحبت حركة حماس—التي تنفي اتهامات السرقة—بإغلاق المؤسسة، بحسب وكالة رويترز، بينما طالب متحدث باسم الحركة بمساءلة GHF عن الأضرار التي لحقت بالفلسطينيين.

كتب حازم قاسم على قناته في تيليغرام: «ندعو كل منظمات حقوق الإنسان الدولية إلى ضمان عدم إفلاتها من المساءلة بعد تسببها في مقتل وإصابة آلاف من الغزيين وتغطيتها على سياسة التجويع التي انتهجتها الحكومة (الإسرائيلية)».

يقرأ  وزير يحذّر: توبيخ المعلمين الذين ينادون علناً بإنهاء الحرب على غزة

بدأت GHF عملها في غزة في 26 مايو، بعد أسبوع من تخفيف إسرائيل جزئياً للحصار الشامل على دخول المساعدات والسلع التجارية، الذي استمر 11 أسبوعاً وتسبب بنفاد حاد للسلع الأساسية. وبعد ثلاثة أشهر أُعلن حدوث مجاعة في مدينة غزة.

كانت مواقع توزيع الغذاء التابعة للمؤسسة في جنوب ووسط غزة تُدار بواسطة متعهدين خصوصيين أميركيين للأمن، وكانت تقع داخل مناطق عسكرية إسرائيلية.

قالت الأمم المتحدة وشركاؤها إن النظام ينتهك مبادئ العمل الإنساني الأساسية المتعلقة بالحياد واللاإنتقائية والاستقلالية، وأن حشد المئات في مناطق مسلحة معرضةٌ بطبيعتها لمخاطر جسيمة.

سجل مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مقتل ما لا يقل عن 859 فلسطينياً كانوا يطلبون الطعام بالقرب من مواقع GHF بين 26 مايو و31 يوليو، كما أشار إلى مقتل 514 شخصاً آخرين قرب مسارات قوافل الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى؛ ومعظم هؤلاء، وفق المكتب، قُتلوا على يد الجيش الإسرائيلي.

من جانبها قالت القيادة العسكرية الإسرائيلية إن قواتها أطلقت طلقات تحذيرية على من اقترب منهم بطريقة «مهددة». أما GHF فأكدت أنه لم تقع عمليات إطلاق نار داخل مواقعها وهاجمت الأمم المتحدة بتهم استخدام «إحصاءات مضللة وكاذبة» من وزارة الصحة التابعة لحماس.

ظل مستقبل GHF غير مؤكد منذ اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل الذي نصّ على تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب للسلام. وذكرت المؤسسة أن توزيع المساعدات سيتم «دون تدخل من الطرفين عبر الأمم المتحدة ووكالاتها والهلال الأحمر إلى جانب مؤسسات دولية أخرى غير مرتبطة بأي شكل» بحماس أو إسرائيل.

قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك يوم الإثنين إن إغلاق GHF لن يكون له «أي أثر» على عمليات المنظمة «لأننا لم نتعامل معهم مطلقاً». وأضاف أن تدفق المساعدات إلى غزة ازداد منذ دخول وقف النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، لكنه تابع أن ذلك «لا يكفي لتلبية احتياجات» نحو 2.1 مليون نسمة.

يقرأ  سوريا تمدد حظر التجول في حمص: عمليات قتل قد تؤجج التوتر الطائفي

أضف تعليق