أعلن وكيل أعماله وفاة الممثل الكوري الجنوبي لي سون-جاي يوم الثلاثاء عن عمر يناهز 91 عاماً.
على مدى مسيرة فنية امتدت أكثر من سبعين عاماً في السينما والتلفزيون والمسرح، عرف لي بلقب «أبّ التلفزيون الوطني» لتكرار تجسيده أدوار الرجل الكبير الحكيم والوقور.
من أشهر تجلياته التمثيلية دوره كأب صارم في المسلسل الدرامي عام 1991 «ما هذا الحب؟»، ودوره الجد الطريف المحبوب في السيتكوم الشعبي «هاي كيك!» الذي عرض بين 2006 و2012.
أثارت أنباء وفاته سيلًا من التعازي والإشادات من نجوم جدد، بمن فيهم مغنو الكيبوب، ووصلت حتى إلى رسالة الرئيس لي جاي-ميونغ. كتب الأخير على فيسبوك: «من المسرح إلى السينما والتلفزيون، أعطانا ضحكاً ومشاعر وارتياحاً وشجاعة».
استمر لي في التمثيل حتى العام الماضي حين فاز بالجائزة الكبرى في جوائز الدرا ما KBS عن دوره القيادي في السلسلة الكوميدية «الكلب يعرف كل شيء»، ليصبح أكبر ممثل كوري جنوبي يتلقّى هذا التكريم.
قال مرة في برنامج السفر «شيوخ فوق الزهور»: «تشيخ عندما تجلس وتتوقع أن ينتظروك الآخرون». عرض البرنامج عام 2013، وكان مداراً لاهتمام شعبي كبير إذ يتتبع نجوماً مسنين يقومون برحلات مرهقة إلى الخارج.
وُلِد لي عام 1934 في هويريونغ، وهي منطقة تقع اليوم ضمن أراضٍ تابعة لكوريا الشمالية، وانتقلت أسرته جنوباً إلى سيول عندما كان في الرابعة من عمره. كان يعمل في متجر أجداده بسوق نامدايمون بالعاصمه عندما تحررت كوريا من الحكم الياباني عام 1945.
درس الفلسفة في جامعة سيول الوطنية، لكنه خلَص إلى عالم المسرح ثم التلفزيون والسينما؛ وقد ذكر أنه ألهمه السير لورنس أوليفييه بعد أن شاهده في دور هاملت.
خلال مسيرته ظهر في نحو 140 عملاً تلفزيونياً، واستمر في المسرح حتى أكتوبر 2024 حين اضطر للانسحاب منتصف عرض مسرحية «في انتظار غودو» بسبب وعكة صحية، ثم ظهر مجدداً في الحفل التكريمي في ديسمبر.
دخل عالم السياسة لفترة قصيرة أيضاً؛ ففي 1992 انتُخب نائباً في البرلمان عن الحزب الديمقراطي الليبرالي المحافظ، لكنه لم يترشح مجدداً بعد نهاية ولايته الأربعينية.
ظل اسم لي شائعاً في المنازل لعقود، مألوفاً لدى جمهور الشباب في مرحلة ازدهار الترفيه الكوري الذي صار من أكبر صادرات البلاد. وانتشرت مقاطع له من «هاي كيك!» في السنوات الأخيرة كـميمات على تيك توك.
قال التلميذ والفاعل الفني يو يون-سوك إن لي «جسّد معنى التمثيل»، ووصفه زميله في «هاي كيك!» جونغ بو-سوك ليس فقط كمرشد مهني بل «كمرشد حقيقي في حياتي». كتب الأخير على إنستغرام: «أستاذي، شكراً جزيلاً على كل شيء. تعلمت وشعرت الكثير منك — ليس فقط عن التمثيل، بل عن الحياة وعن موقف الممثل».
تقرير إضافي: رايتشل لي