أمهلت فنزويلا شركات الطيران الدولية باستئناف رحلاتها إلى البلاد خلال 48 ساعة، مهددة بسحب تصاريحها الممنوحة للطيران فوق أجوائها في حال عدم الامتثال.
تعطلت رحلات عدة شركات طيران بعد أن أصدرت هيئة الطيران الأميركية تحذيراً يوم الجمعة من “نشاط عسكري متزايد” في المنطقة، الأمر الذي دفع بعض الناقلات إلى تعليق خدماتها مؤقتاً.
جاء هذا التحذير بينما كثفت الولايات المتحدة انتشارها العسكري في منطقة الكاريبي الجنوبي، وأرسلت حاملة الطائرات الأكبر في العالم كجزء من تصعيد عسكري أوسع.
وحذرت الرابطة الدولية للنقل الجوي (إياتا) سلطة الطيران الفنزويلية من أن سحب تصاريح شركات الطيران من شأنه أن يعزل البلاد أكثر، مطالبة بالتريث لتفادي مزيد من الانقطاع في الروابط الجوية.
وأصدرت الهيئة الوطنية للطيران المدني في فنزويلا (INAC)، التابعة لوزارة النقل، هذا الإنذار يوم الإثنين، مؤكدة أنها قد تتخذ إجراءات صارمة إذا لم تُستأنف الرحلات.
من بين الشركات المتضررة: إيبيريا وإير أوروبا وبلس ألترا من إسبانيا، وغول من البرازيل، ولاتام من تشيلي، وأفيانكا من كولومبيا، وتاب البرتغالية، والناقلة التركية. علماً أن شركة Caribbean Airlines من ترينيداد وتوباغو كانت قد أوقفت رحلاتها إلى فنزويلا في سبتمبر الماضي بالفعل.
وجميع الشركات المذكورة أوقفت رحلاتها إلى فنزويلا عقب صدور اشعار من إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية، الذي نص على توخي الحذر عند تشغيل الطائرات ضمن منطقة معلومات الرحلات في مايكيتيا على جميع الارتفاعات، نظراً لتدهور الوضع الأمني وتصاعد النشاط العسكري في وحول فنزويلا.
مايكيتيا هي منطقة خدمة مطار فنزويلا الدولي الرئيسي الذي يخدم العاصمة كاراكاس.
رغم أن بعض الشركات، من بينها كوبَا البنمية والناقلة الفنزويلية الحكومية كونفياسا، واصلت عملياتها من وإلى مايكيتيا، فقد أدت التعطيلات إلى تراجع حاد في عدد الرحلات الدولية الواصلة إلى البلاد.
وطالبت إياتا INAC بالتراجع عن الموعد النهائي لتفادي تقليص الروابط الجوية أكثر، مشددة على أن فنزويلا تُعدّ بالفعل من أقل دول المنطقة اتصالاً جواً.
وأكدت الرابطة في بيان أن شركاتها علّقت رحلاتها مؤقتاً وأنها “مستعدة لاستئناف العمليات من وإلى فنزويلا في أقرب فرصة تسمح بها الظروف”.
وتصاعدت حدة التوتر بين الولايت المتحدة وفنزويلا منذ زيادة واشنطن من تواجدها العسكري في الكاريبي الجنوبي في عملية تقول إنها تهدف إلى مكافحة تهريب المخدرات. وقد شنَّت البحرية الأميركية ما لا يقل عن 21 ضربة ضد قوارب يُزعم أنها تحمل مخدرات منذ بداية سبتمبر، معظمها في الكاريبي وبعضها في المحيط الهادئ.
ومن جانبه دان رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، هذه الضربات والتصعيد العسكري، متهمًا الولايات المتحدة بمحاولة الإطاحة بحكومته. وفي كلمة متلفزة يوم الإثنين قال مادورو متوعداً: «لن تتمكنوا من هزيمة فنزويلا، نحن لا نهزم».
وصنفت الحكومة الأميركية مادورو زعيماً غير شرعي، مشيرة إلى إعادة انتخابه في 2024 التي وُصفت على نطاق واسع بأنها مزورة. ومع ذلك، لم يستبعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إجراء محادثات مباشرة مع مادورو، قائلاً للصحفيين الأسبوع الماضي: «في مرحلة معينة من الزمن، سأتحدث معه».