الأمم المتحدة تطالب بفتح تحقيق في الضربات الإسرائيلية على لبنان أنباء عن هجمات إسرائيلية على الأراضي اللبنانية

مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يدعو إلى تحقيق فوري ومحايد

دعا مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إلى فتح تحقيق «سريع ومحايد» في الضربات الإسرائيلية على لبنان، محذّراً من احتمال وقوع انتهاكات للقانون الدولي الإنساني، وذلك بعد نحو عام على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار. وذكر ثمين الخيطان، المتحدث باسم المفوضية، هجوماً وقع الأسبوع الماضي على مخيم عين الحلوة للاجئين وأسفر عن مقتل 11 طفلاً.

واعتبر الخيطان في بيان صدر يوم الثلاثاء أن جميع القتلى في ضربة عين الحلوة كانوا مدنيين، معبّراً عن «مخاوف جدية من أن تكون الهجمة العسكرية الإسرائيلية قد انتهكت مبادئ القانون الدولي الإنساني المتعلقة بسلوك الأعمال القتالية». ووفقاً للأمم المتحدة، فقد أودت الضربات الإسرائيلية بحياة أكثر من 300 شخص في لبنان منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024، بينهم نحو 127 مدنياً.

وتبقي القوات الإسرائيلية تمركزاتها في خمس مناطق جنوب لبنان وتواصل شن غارات جوية شبه يومية تستهدف، بحسب إسرائيل، مقاتلين من جماعة حزب الله وبنيتها التحتية. ووصف الخيطان ضربة عين الحلوة قرب صيدا بأنها من بين الأكثر فتكاً منذ توقيع الهدنة: «قُتل ما لا يقلّ عن 13 مدنياً من بينهم 11 طفلاً، وأُصيب ستة مدنيين على الأقل. لا بدّ من تحقيقات سريعة ومحايدة… ويجب تقديم المسؤولين إلى العدالة».

أشار الخيطان إلى أن الهجمات الإسرائيلية طالت أيضاً مساكن وطرقاً ومصانع ومواقع إنشائية، ما أعاق جهود إعادة الإعمار ومنع عودة العائلات إلى منازلها. ونقَـل عنّه ذكرُ ضربة بتاريخ 16 نوفمبر استهدفت مصنع أسمنت وأسفلت في أنصار ودمرت عشرات خلاطات الخرسانة والرافعات وخزانات الوقود. ويقدر مكتب الأمم المتحدة أن أكثر من 64,000 شخص، معظمهم من جنوب لبنان، ما زالوا نازحين.

يقرأ  عائلة محمد أخلاق: نواصل كفاحنا من أجل العدالة ولن نتوقف

وأضاف أن إسرائيل شرعت في بناء جدار يتعدى الحدود اللبنانية، ما جعل مساحة تقارب 4,000 متر مربع غير قابلة للوصول، وهو ما يقوّض حق النازحين في العودة. «يجب أن يتمكّن كل النازحين داخلياً من العودة إلى منازلهم، ويجب دعم إعادة الإعمار لا العبث بها»، قال الخيطان.

التصعيد في بيروت

جاء التحذير في ظل توتر متصاعد بعد ضربة إسرائيلية استهدفت بيروت الأحد الماضي وأودت بحياة قائد بارز في حزب الله. وقالت الجماعة إن رئيس أركانها هيثم علي طباطبائي كان من بين خمسة قتلى وأُصيب 28 آخرون في الهجوم بمنطقة الضاحية الجنوبية.

يرى خبراء أن الهجوم يمثل تصعيداً كبيراً بعد أن تعرضت العاصمة اللبنانية للقصف للمرة الأولى منذ شهور، وفي أعقاب إعلان رئيس البلاد موافقة لبنان على فتح محادثات تحت ضغوط من إسرائيل والولايات المتحدة لتسريع جهود نزع سلاح حزب الله. ويذكر البيان أن حزب الله تضرّر بشدّة إثر تصعيد إسرائيلي في سبتمبر 2024 أودى بحياة زعيمه الطويل الأمد حسن نصرالله ومسؤولين كبار آخرين، وأن المجموعة ردّت على الهجمات الإسرائيلية مرة واحدة فقط منذ وقف إطلاق النار.

ودعا الخيطان «جميع الأطراف» إلى الالتزام بوقف إطلاق النار بحسن نية. وأضاف: «إن مساراً حقيقياً نحو وقف دائم للأعمال القتالية هو الطريقة الوحيدة لحماية حقوق الإنسان للمدنيين على الجانبين من آثار أي عمليات قتال جديدة. ويجب تحقيق المساءلة عن الانتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني».

وفي الوقت نفسه، تواصل إسرائيل حربها الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة رغم الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين إسرائيل وحماس، حيث قتلت أكثر من 300 شخص منذ سريان الهدنة في أوائل أكتوبر. ويُقدَّر عدد القتلى في حرب إسرائيل على غزة منذ أكتوبر 2023 بما لا يقل عن 69,733 شخصاً.

يقرأ  تصاعد الضغوط على حكومة ميلوني — احتجاجات غزة تشلّ إيطاليا

وانطلقت الحرب الإسرائيلية على غزة بعد هجوم شنه الفصيل الفلسطيني حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1,129 شخصاً واحتجاز أكثر من 200 آخرين كرهائن. وردّ حزب الله بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل في 8 أكتوبر 2023، في ما وصفه فعل تضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة، مطلقاً بذلك أكثر من عام من التوترات المتصاعدة وتبادل الضربات عبر الحدود.

أضف تعليق