الولايات المتحدة تدعو الأطراف المتحاربة في السودان لقبول خطة وقف إطلاق النار كما هي أخبار الحرب في السودان

مبعوث الولايات المتحدة مسعد بولوس يدعو الطرفين لقبول خطة وقف إطلاق النار دون اشتراطات

دعا مبعوث الولايات المتحدة إلى السودان، مسعد بولوس، الأطراف المتحاربة إلى قبول مقترحه لوقف إطلاق النار بصيغته الكاملة ودون وضع شروط مسبقة. وأوضح بولوس في مؤتمر صحفي عقده بأبوظبي أن الخطة “شاملة” عُرضت على القادة العسكريين في الخرطوم وعلى قيادة قوات الدعم السريع، لكنها لم تُقبل من أي من الطرفين حتى الآن.

وقال بولوس إنه يتمنى أن تقبل الأطراف بالنص المحدد كما عُرض عليها، مؤكداً أن الهدف هو توفير إطار فوري لوقف القتال وفتح ممرات إنسانية آمنة للمدنيين المتضررين.

وجاءت تصريحات المبعوث بعد إعلان زعيم قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أن مجموعته ستلتزم بما وصفته بـ”هدنة إنسانية” أحادية الجانب لمدة ثلاثة أشهر. في المقابل، رفض قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان نص الخطة واصفاً إياها بأنها “أسوأ” مقترح منذ اندلاع النزاع الدموي في أبريل 2023، ومتهماً دولاً ضمن ما يسمى بمجموعة الرباعية بأنها تُضعف موقف الجيش بينما تُبقي قوات الدعم السريع في مواقعها.

ويرى موقف البرهان انعكاساً لتكرار اتهامات بأن الامارات تدعم قوات الدعم السريع عسكرياً ومالياً، وهو ما تنفيه أبوظبي بحزم. وفي وقت سابق هذا العام، وصفت الامارات خطوة السودان بتقديم شكوى أمام محكمة العدل الدولية بأنها “مناورة دعائية”.

وقال أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، الذي حضر المؤتمر إلى جانب بولوس، إن بلاده ترحب بأي جهود تهدف لإنهاء الحرب وتُدين “الفظائع” التي تُرتكب من قبل كل من الجيش وقوات الدعم السريع.

تقدم قوات الدعم السريع خلال الأسابيع الماضية وتمكّنت من السيطرة على الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور الغربية، ما عزز وجودها في غرب السودان. ومع ذلك، فإن أسابيع من القتال العنيف وفضائح اتهامات بارتكاب فظائع في دارفور وكردفان تجعل جدية التراجع من أي طرف أمراً غير واضح.

يقرأ  كيف تُشارك في الأسبوع الوطني لسلامة حافلات المدارس ٢٠٢٥

انتهاكات وحشية وتوثيق دولي

وثقت منظمات دولية وصور الأقمار الصناعية وشهادات شهود عيان منذ أشهر عمليات قتل جماعي واعتداءات جنسية في محيط الفاشر. وحذرت منظمة العفو الدولية في تقرير أصدرته الثلاثاء من ارتكاب مقاتلي قوات الدعم السريع جرائم حرب في الفاشر، وانتقدت الدعم الذي تتلقاه هذه القوات من جهات خارجية.

وقالت أمينة منظمة العفو إن هذه الفظائع “تيسّرتها دعم بعض الدول لقوات الدعم السريع”، مشيرة إلى أن استمرار هذا الدعم يغذي دورة العنف المتواصلة ضد المدنيين في السودان.

وفي تطور مقلق آخر، أفاد “شبكة أطباء السودان” بأن قوات الدعم السريع وحركة المتمردين من جنوب السودان شنّت هجوماً على منجم الزلّتية في جنوب كردفان وخطفت أكثر من 150 رجلاً وطفلاً. وأدانت الشبكة تلك “الجريمة النكراء” ووصفتها بأنها أول “انتهاك صارخ” للهدنة الإنسانية المزعومة، مضيفة أن الخطف يهدف إلى تجنيد المختطفين مستقبلاً، وهو ما يُشكّل جريمة حرب وانتهاكاً للقانون الإنساني الدولي.

يبقى مصير الهدنة ومصير المدنيين رهين قبول الطرفين للنص المقترح فعلياً على الأرض، بينما تستمر التقارير المتواترة عن انتهاكات تُهدد بجرّ الأزمة إلى مزيد من التصعيد والمعاناة الإنسانية.

أضف تعليق