مبعوث ترامب ينفي أي تحيّز بينما تضغط الولايات المتحدة من أجل خطة سلام

مسعد بولس، المبعوث الرئاسي الأميركي لشؤون أفريقيا، رفض الاتهامات التي وصفَت اقتراح الولايات المتحدة الأخير لإنهاء الحرب الأهلية في السودان بـ«المنحاز».

تحركت في الآونة الأخيرة الولايات المتحدة مع كل من السعودية ومصر والامارات للتوسط بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اللتين تخوضان صراعاً مستمراً منذ أكثر من عامين.

في تسجيل مصور، اعتبر قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أن مقترح وقف إطلاق النار الأخير «غير مقبول» وأن أي مقترحات مستقبلية ستكون منحازة طالما أن الامارات طرف في المفاوضات. وردّ بولس خلال إحاطة إعلامية مشتركة مع المستشار الرئاسي الإماراتي أنور قرقاش بأن الاتهام بالتحيز «لا وجود له»، وأن ما أشار إليه البرهان لم يُعرض من قبلهم ولا يمكنهم تفسير ما يقصده.

وصف البرهان المقترح الأخير بأنه «الأسوأ على الإطلاق» لأنه يهمّش دور الجيش ويتيح لبقاء قوات الدعم السريع، واتهم مستشار ترامب بمحاولة فرض شروط. وقال: «لسنا دعاة حرب، ولا نرفض السلام، لكن لا يمكن لأحد أن يهددنا أو يفرض شروطاً علينا». وأضاف: «نخشى أن يتحول مسعد بولس إلى عقبة أمام السلام الذي يصبو إليه كل السودانيين».

الأطراف التي تُعرف بالمجموعة الرباعية — الولايات المتحدة والسعودية ومصر والامارات — عرضت في سبتمبر هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، على أن تليها هدنة دائمة وانتقال إلى حكم مدني. في حين رفض الجيش ما وصفه بـ«التدخل الأجنبي» — وهو توصيف يرى مراقبون أنه يشير إلى الامارات — وأدان أي محاولة تُسْوِي بينه وبين «ميليشيا إرهابية عنصرية تعتمد على مرتزقة أجانب».

واتهم الجيش السوداني مراراً الامارات بتزويد قوات الدعم السريع بالسلاح والمقاتلين الأجانب. ورأى خبراء أمميون أن مثل هذه الاتهامات ذات مصداقية، في حين أنكرت الامارات أي تورط.

يقرأ  ترامب يدعو إلى «تجميد» الحرب بين روسيا وأوكرانيا — من يستفيد وماذا ينال كل طرف؟

أعلنت قوات الدعم السريع من جانبها هدنة أحادية لمدة ثلاثة أشهر «استجابةً للمساعي الدولية، وعلى رأسها جهود فخامة الرئيس الأميركي دونالد ترامب»، لكن الجيش أفاد لاحقاً بأن عناصر من الدعم السريع هاجموا مدينة بابنوسة، آخر معاقل الجيش في ولاية غرب كردفان. وفي وقت سابق من نوفمبر تعرّضت الخرطوم، الخاضعة لسيطرة الجيش، لهجوم بطائرات مسيرة بعد يوم من موافقة الدعم السريع على هدنة إنسانية سابقة.

وصفت المحللة السودانية خلود خير إعلان الهدنة من قبل الدعم السريع بأنه «مناورة سياسية في الأساس»، مشيرة إلى أن تشدُّد الجيش في رفض الهدن يمنح الدعم السريع مظهر الانتصار سياسياً أمام الرباعية، لا سيما أمام الولايات المتحدة.

قال ترامب الأسبوع الماضي إنه سيتدخل لإنهاء الحرب التي أُجبرت 12 مليون شخص على ترك منازلهم وتسببت في ما وصفته الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في الحاله. ولم تُسجل إحصائية منهجية لأعداد القتلى، لكن المبعوث الأميركي الخاص السابق للسودان توم بيرييلو أشار في مايو 2024 إلى تقديرات قد تصل إلى 150 ألف قتيل.

وفي الأسابيع الأخيرة أثارت تقارير عن فظائع في مدينة الفاشر إدانات دولية، إذ تُتهم قوات الدعم السريع بارتكاب قتل جماعي وتطهير عرقي وعنف جنسي بعد سيطرتها الشهر الماضي على المدينة، آخر مواقع كبرى كانت خارج سيطرتها في إقليم دارفور الواسع. وتنكر الحركة هذه الاتهامات، رغم أن قائدها، الفريق محمد حمدان دقلو، أعلن الشهر الماضي فتح تحقيق في «انتهاكات» ارتكبها جنود تابعون له.

واتهمت جهات متعددة كلا الطرفين بارتكاب جرائم حرب منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023.

أضف تعليق