براندون تايلور كاتب مقيم في نيوورك، صدر له مؤخراً رواية بعنوان Minor Black Figures. فيما يلي تأملاته حول العبقرية الإبداعية وروح المجتمع واهتمامات أخرى مرتبطة.
بطولة أمريكا المفتوحة
أمارس التنس بكثافة في مدينة نيويورك، وحين تحطّ البطولة الرحال في المدينة ينتاب الناس هوسٌ بالمباراة. شهدت هذه النسخة من البطولة أداءات مدهشة، بخاصة على مستوى السيدات. لا شيء يضاهي مشاهدة الحدث مباشرة على أرض الملعب. قد أكون من أشدّ منتقدي نوفاك دجوكوفيتش، ومع ذلك، وبعد أن رأيته يلعبِ حياً، لا بدّ من الاعتراف بأنه واحد من عباقرة زماننا. رغم أنه يبدو في طور التراجع، إلّا أنّه أمسك بمنافِسه ليرنر تيان وكأنه يكسر ثمرة؛ فهم طريقة لعبه ببساطةٍ ووضوح وجعلها تبدو تافهة. لم أرَ حلّ المشكلات بهذا المستوى في زمنٍ حقيقي على ملعب تنس من قبل. تيان لاعب موهوب بلا شك، لكني لاحظت، في ضرباته وحسه الميداني، أسباب التفاوُت بينه وبين دجوكوفيتش، وكان ذلك مؤلماً إلى حدّ ما.
سوزان روثنبرغ
دخلت معرض سوزان روثنبرغ الأخير بعنوان «الطقس» في Hauser & Wirth فانجذبت فوراً. من أعمالها المفضلة لدي لوحة ذات حقل أحمر وحدود خيالية لحصان بالأسود؛ مثل كثير من لوحاتها، تلعب على حدود التمثيل المبكر، على البدائي والغرائزي. تبدو اللوحة كأنها خرزة طينٍ محمّصة، والحصان كما لو أنه على وشك التحليق بسبب حركته المكثفة. في بساطتها تتسم أعمالها بثراءٍ وجداني عميق.
مهرجان نيويورك السينمائي
تغمر المدينة حالة من الانشغال بمشاهدة الأفلام خلال مهرجان نيويورك السينمائي. هذه السنة أنتظر بفارغ الصبر After the Hunt بطولة جوليا روبرتس وأندرو غارفيلد وأيو إيديبرى، إضافة إلى فيلم كيلي رايشاردت الجديد Mastermind. يمنح المهرجان فرصة لحجز تذاكر بعضٍ من أكثر أفلام النصف الثاني من هذه السنة وبدايات السنة القادمة إثارةً. تبدو مناقشات الجمهور كلها عن الأفلام والمخرجين، ويشعرُ المرء أن المدينة تصبح أكثر طابعاً مجتمعياً—كأن بإمكانك الاقتراب من غريب والحديث عن فيلم شاهدته. أحبّ تلك اللحظات حين يبدو أننا على صفحة واحدة ونتبادل الكلام عن الفن.
«السيد والمارغريتا»
أهداني أحد طلابي نسخة من «السيد والمارغريتا» لميخائيل بولغاكوف. تدور أحداث رواية 1967 في موسكو وتبدأ بمحادثة بين كاتب ومحرر في ساحة. يقترب منهما غريب غامض مدّعياً أنه كان حاضراً حين أصدر بيلاطس البنطي حكمه بإعدام يسوع. بينما يروي كيف جرت الأمور، يتقطّع السرد إلى الحاضر ويخبرهما أن أحدهما سيموت اليوم. هذا الغريب يتكرر ظهوره في حياة أشخاص مختلفين خلال الرواية محدثاً فوضى، ومع مرور الصفحات يتّضح أنّ هذا الشيطان ضالع في تلك الأحداث. القراءة ممتعة للغاية، وكل ثلاث صفحات أجد في الرواية مفاجأة جديدة.
تاريخ الصوت
تمت دعوتي لحضور عرض أول لفيلم أوليفر هيرمانوس الجديد The History of Sound بطولة جوش أوكونور وبول ميسكال. يتتبّع الفيلم إثنوغرافياً شخصاً يلتقي مجدداً برجل التقى به في المعهد الموسيقي بعد عودته من الحرب العالمية الأولى. عندما يدعونه لتسجيل الأغاني والموسيقى الشعبية في ولاية مين، يخوضان معاً رحلة عاطفية. كانت لدي تحفظات على قصة الحب وعلى طريقة عرض تاريخ الموسيقى الشعبية، لكن من دون أن أكشف الكثير، فإن الخمس عشرة دقيقة الأخيرة تشكل واحداً من أفضل الختامات وتطمر كلّ شكاواي. إنه بحقّ فيلم المثليين لهذا العام!