حكم بالسجن المؤبد على امرأة نيوزيلندية بعد إدانتها بقتل طفليها وإخفاء جثتيهما في حقائب تخزين
قضت محكمة نيوزيلندا بتوقيع عقوبة السجن المؤبد على هاكيونغ لي، مع حد أدنى لعدم الإفراج المشروط قدره 17 سنة، بعد إدانتها بقتل طفليها وإخفاء جثتيهما داخل حقائب بقاعة تخزين ضواحي أوكلاند.
أدانت المحكمة لي في سبتمبر الماضي بارتكاب جريمتي قتل حدثتا عام 2018، ضحيتاهما طفل في الثامنة وآخر في السادسة من العمر، فيما عرف إعلامياً بـ«جرائم حقائب السفر». واعترفت المتهمة بقتل الأطفال لكنها دافعت بعدم المساءلة الجنائية بسبب الجنون. رفض القاضي جيفري فينينغ طلب دفاعها بتخفيف العقوبة، معللاً أن الأطفال الذين أزهقت أرواحهم كانوا «في حالة ضعف استثنائية». وفي المقابل أذن القاضي بخضوعها لعلاج إجباري في منشأة نفسية مؤمّنة، على أن تعود إلى السجن حين تُعتبر مؤهلة عقلياً، وفق تقارير صحيفة نيوزيلاند هيرالد.
قال القاضي مخاطباً المتهمة: «كنتِ تعلمين أن أفعالكِ خاطئة أخلاقياً… وربما لم تطيقي رؤية أطفالكِ لأنهم ذكرى دائمة لحياتك السابقة السعيدة». جلست لي في قاعة المحكمة بلا تعابير تذكر، منخفضة الرأس وذات نظرات نحو الأرض عند النطق بالحمك.
أوضحت التحقيقات أن لي، التي وُلدت في كوريا الجنوبية، سممت عصائر الفاكهة للأطفال بجرعات زائدة من أدوية موصوفة طبياً بعد أن أُصيبت بحزن شديد إثر وفاة زوجها عام 2017. قالت إنها كانت تخطط للانتحار معهما لكنها أخطأت في الجرعة. غلفت الجثتين بأكياس بلاستيكية ووضعتهما داخل حقائب أُودعت في مخزن للاحتفاظ بالأمتعة على أطراف أوكلاند. بقيت الجثث في المخزن حتى عام 2022 حين اكتشفت عائلة مصادفة محتويات خزانة تخزين مهجورة اشترتها في مزاد.
استعانت الشرطة بالحمض النووي وأدلة جنائية أخرى لتحديد هويتي الطفلين ومدة الوفاة ومن ثم لتتبع مرتكبة الجريمة. كانت لي قد غيّرت اسمها ولاذت بالفرار إلى كوريا الجنوبية، حيث تم تتبعها واعتقالها في مدينة أولسان ثم تسليمها إلى نيوزيلندا للمحاكمة.
مثّلت المتهمة نفسها خلال الجلسات بمساندة محاميين. لم يكن النزاع في المحاكمة حول ارتكابها الفعل—فقد اعترفت بذلك—بل حول ما إذا كانت تدرك أن فعلها كان أخلاقياً خاطئاً. قال دفاعها إن وفاة زوجها إيـان جو أدت إلى «هبوط عميق» في حالتها النفسية دفعها إلى الاعتقاد بأن الحل الوحيد هو قتل الأطفال ثم قتل نفسها، بحسب تقارير إذاعية ونفسانية عرضت في المحكمة. وقد شهد طبيب نفساني قانوني نيابة عن الدفاع موصوفاً معاناة المتهمة من اكتئاب وأفكار انتحارية وإيماناً مضللاً بأن قتل الأطفال كان عملاً صائباً.
من ناحية أخرى، جادلت النيابة بأن سلوك لي كان مدروساً، مستندة إلى محاولاتها إخفاء الجثث ثم الفرار من البلاد. خلال جلسة النطق بالعقوبة تبيّن أثر الجريمتين العميق على أسرة الضحايا: تساءلت أم المتهمة قائلةً، بصوت تقرأه المحكمة، «لو أردتِ الموت فلماذا لم تموتي وحدك؟ لماذا أخَذتِ الأطفال الأبرياء معك؟» وأبدى صهرها قلقه من أن جدة الأطفال المريضة بالسرطان لا تعلم بالواقعة، معبراً أن حياته اليومية أصبحت «قنبة موقوتة» من الخوف على كشف الحقيقة. ونوّه قريب آخر بأن هذه الخسارة تمثل «حكمًا مستمرًّا لا مفرّ منه».
تجدر الإشارة إلى أن السجن المؤبد في نيوزيلندا يُعد أعنف عقوبة متاحة بعد إلغاء عقوبة الإعدام عام 1989.