إعلان الإنفاق الدفاعي
نُشر في 26 نوفمبر 2025
أعلن رئيس تايوان ويليام لاي (لاي تشينغ-تِه) عن موازنة دفاعية بقيمة 40 مليار دولار للفترة المقبلة تمتد ثماني سنوات، في إطار سعيه إلى «اقتطاب الطريق نحو تايوان لا تُقهر، تحميها الابتكارات والتقنيات». الهدف، وفقًا لإعلانه، هو تعضيد القدرات الوطنية وجعل الجزيرة أقل عرضة لأي محاولة لاستعادتها بالقوة.
خلفية وتيرة الإنفاق
على مدار العقد الماضي صعدت تايوان تدريجيًا مستوى إنفاقها الدفاعي، غير أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضاعفت الضغط على الجزيرة لرفع ميزانيتها العسكرية كوسيلة لردع أي محاولة محتملة من الصين. لاي سبق أن أعلن خططًا لرفع الإنفاق السنوي إلى أكثر من 3% من الناتج المحلي الإجمالي في العام المقبل وإلى 5% بحلول عام 2030.
ردود دولية وسياسية
قال مبعوث الولايات المتحدة في تايوان، رياموند غرين، إنه «يُرحب» بخطة الإنفاق وحث الأحزاب السياسية التايوانية على التوافق حول تعزيز القدرات الدفاعية. وأكد لاي أن الأموال الإضافية ستُستخدم لشراء أسلحة جديدة من الولايات المتحدة ولتعزيز قدرة تايوان على خوض حروب غير متكافئة (الحروب اللامتناظرة)، مبرزًا أن الهدف الأساسي هو «إظهار عزم تايوان على الدفاع عن نفسها»، وأن الخطة ليست مقترنة بمفاوضات الرسوم الجمركية الجارية مع واشنطن.
مكونات الخطة والتحديات البرلمانية
تشمل الخطة تسريع تطوير منظومة «تي-دوم» الدفاعية الجوية متعددة الطبقات، التي يُتوقَّع أن تُقرب الجزيرة من هدفها في بناء منظومة دفاعية متقدمة تعتمد على الابتكار والتقنية. ومع ذلك، قد تواجه الحكومة صعوبات في الحصول على موافقة البرلمان، حيث يسيطر الحزب القومي (الكوومينتانغ) — الذي يدعو إلى تقارب أكبر مع الصين — على مفاصل الموازنة بدعم من حزب شعب تايوان. رئيسة الكوومينتانغ المنتخب مؤخرًا، تشينغ لي-وُن، أعربت سابقًا عن معارضتها لخطط لاي الدفاعية قائلة إن «تايوان لا تملك هذا القدر من المال».
أرقام ومبادلات سابقة
قدمت الحكومة مقترحًا يتضمن 949.5 مليار دولار تايواني جديد (نحو 30 مليار دولار أميركي)، أي ما يعادل حوالي 3.32% من الناتج المحلي الإجمالي للسنة المقبلة. الإعلان الإضافي الذي كشف عنه لاي يوم الأربعاء يفوق المبلغ الذي أُشيع سابقًا (32 مليار دولار) وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول كبير في الحزب.
في سياق متصل، وافقت الولايات المتحدة في وقتٍ سابق من الشهر على صفقة عناصر ومكوّنات عسكرية إلى تايوان بقيمة 330 مليون دولار، وهي أول عملية بيع عسكرية لواشنطن إلى تايوان منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض هذا العام.
توتّر إقليمي
جاء إعلان لاي في ظل توتر دبلوماسي مستمر بين طوكيو وبكين إثر تصريحات لرئيسة الوزراء اليابانية سَنايِه تاكايتشي لفتت فيها إلى إمكانية تدخل طوكيو عسكريًا في حال تعرضت تايوان لأي هجوم. من جانبها تعتبر الصين أن جزيرة تايوان جزءٌ من أراضيها وهددت باستخدام القوة لاستعادتها، كما انتقد متحدث باسم مكتب شؤون تايوان الصيني قيام تايوان بترك «قوى خارجية» تملي عليها قراراتها.
خلاصة
تعبّر حزمة الإنفاق التي أعلنها لاي عن استراتيجية واضحة لتعزيز الردع والدفاع متعدد الطبقات لتايوان، لكن مسار تنفيذها مرهون بموافقة نيابية داخلية وتوازنات إقليمية ودولية قد تؤثر على سرعة وفعالية تطبيقها.