فون دير لاين: لا توجد لدى موسكو نية حقيقية لخوض محادثات سلام

وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الوضع المحيط بالحرب في أوكرانيا بأنه “متقلب” و”خطر”، متهمة رووسيا بعدم امتلاك نية حقيقية للدخول في محادثات سلام.

وجاءت تصريحاتها قبل أن يصف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الحديث عن التوصل إلى اتفاق سلام بأنه “سابق لأوانه”.

وأكدت فون دير لاين أن أوكرانيا ستحتاج إلى ضمانات أمنية قوية قادرة على ردع أي هجمات مستقبلية، مشددة على أن روسيا لا تزال تتبنى عقلية ما بعد الحرب العالمية الثانية وتعتبر القارة الأوروبية “منطقة نفوذ”.

ألقت كلامها أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ في وقت كثفت فيه الولايات المتحدة جهود الوساطة بين كييف وموسكو. وأسفرت محادثات هذا الأسبوع في جنيف ثم أبوظبي عن موافقة أوكرانيا على “جوهر” صفقة سلام بعد تعديل خطة أولية من 28 بندًا تعرضت لانتقادات واسعة لميولها لصالح روسيا.

وأشار زيلينسكي إلى أن المسودة الجديدة تمثّل “النهج الصحيح”، غير أن نقاط خلاف جوهرية مع موسكو لا تزال قائمة، والكرملين ما زال يقلل من احتمالات التوصل إلى حل تسووي.

وفي خطابها إلى نواب الاتحاد الأوروبي قالت فون دير لاين: «أريد أن أكون واضحة منذ البداية: أوروبا ستقف إلى جانب أوكرانيا وتدعمها في كل خطوة من الطريق».

كما تناولت مسألة الأصول الروسية المجمدة بقيمة 210 مليارات يورو المحتفظ بها في مؤسسات مالية أوروبية. تعارض بلجيكا حاليًا فكرة تحويل هذه الأصول إلى أوكرانيا خشية انتهاك القانون الدولي وحملها فاتورة قانونية محتملة حال طعنت موسكو قضائيًا. وتخشى دول أخرى أن ينتهي الأمر بتحميل دافعي الضرائب الأوروبيين سداد هذه الالتزامات، لكن فون دير لاين سعت إلى تبديد هذه المخاوف قائلة إنها لا تتصوّر سيناريو كهذا.

وأضافت أن المفوضية أعدت “ورقة خيارات” ونصًا قانونيًا، ومن المتوقع أن يتفق قادة الاتحاد الأوروبي على قرار بشأن هذه الأصول في أواخر ديسمبر.

يقرأ  مقاطع مصوّرة تُظهر إعدامات علنية في أحد شوارع مدينة غزة

خلال أيام الدبلوماسية المكثفة الأخيرة، بقي الأوروبيون إلى حد كبير خارج المشهد، بعد أن فوجئوا بخطة السلام الأميركية–الروسية المكونة من 28 بندًا التي تضم مقترحات تتضمن تسليم أراضٍ لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا وتقليص حجم الجيش الأوكراني. ومن ثم أصرّ زعماء أوروبا على ضرورة أن يكون لهم مقعد على طاولة المفاوضات قبل أي اتفاق نهائي، فعُقد يوم الثلاثاء اجتماع ما يُسمى “تحالف الراغبين” برئاسة فرنسا والمملكة المتحدة لمناقشة الضمانات الأمنية.

وأوضحت فون دير لاين أن “مهما كان شكل معاهدة السلام المستقبلية، فمن الواضح أن كثيرًا من جوانب التنفيذ ستقع على عاتق الاتحاد الأوروبي وشركائه في حلف الناتو”. وأضافت شعارات أساسية: «لا شيء عن أوكرانيا دون أوكرانيا. لا شيء عن أوروبا دون أوروبا. لا شيء عن الناتو دون الناتو».

كما شدد المستشار الألماني فريدريش ميرتس على أن أوروبا “ليست بيدقًا، بل فاعل سيادي له مصالحه وقيمه”.

ومع ذلك، يبدو أن الأوروبيين لن يُشركوا في الجولة المقبلة من المحادثات، وقد رفضت روسيا مشاركة القادة الأوروبيين. وقال المسؤل في الكرملين يوري أوشاكوف: «تدخّل الأوروبيين في هذه الشؤون، كما أراه، غير ضروري على الإطلاق».

بدلًا من ذلك، من المقرر أن يسافر المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف إلى موسكو الأسبوع المقبل، في حين سيتوجّه وزير الجيش الأميركي دان دريسكول إلى أوكرانيا. وتُسهم الولايات المتحدة منذ بداية الولاية الثانية لترامب في مطلع العام عبر “الدبلوماسية المكوكية” بين روسيا وأوكرانيا، غير أن هذه الجهود لم تُفضِ حتى الآن إلى نتائج ملموسة.

وقال زيلينسكي يوم الثلاثاء إنه يريد محادثات مباشرة مع ترامب قبل نهاية الشهر لمناقشة نقاط الخلاف الرئيسية بين المواقف الأوكرانية والروسية، مثل السيادة على المناطق الشرقية لأوكرانيا وعضوية الناتو وحجم الجيش. ونشر ترامب بدوره رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي قال فيها إنه سيكون مستعدًا للقاء زيلينسكي وبوتين قريبًا، “فقط عندما تكون صفقة إنهاء هذه الحرب نهائية أو في مراحلها النهائية”.

يقرأ  الصديق المقرب لترامب — السفير الأميركي الجديد لدى الهند

أضف تعليق