فرنسا تعتقل أربعة أشخاص في إطار تحقيق بشأن شبكة تجسس روسية مشتبه بها أخبار التجسس

اعتقالات في باريس وسط موجة مقلقة من أنشطة التجسّس الروسية في أوروبا

نُشر في 26 نوفمبر 2025

أعلن مدعون فرنسيون أنّ ثلاثة أشخاص وُضعوا قيد الحبس الاحتياطي للاشتباه في تجسّسهم لصالح روسيا ونشرهم دعايات حربية مؤيدة لموسكو، في حين خضع مشتبه رابع لإشراف بوليسي صارم بدلاً من الاحتجاز قبل المحاكمة.

أفاد المدعون، يوم الأربعاء، أن المعتقلين هم: رجل روسي في الأربعين من عمره ظهر في تسجيلات وهو يلصق ملصقات مؤيدة لموسكو على قوس النصر في باريس؛ وامرأة ولدت في روسيا عمرها 40 عاماً تُعرف بأنها تقود مجموعة “SOS دونباس” الفرنسية‑الروسية؛ ورجل يبلغ من العمر 63 عاماً من ضاحية شمالية لباريس. أما المشتبه الرابع، البالغ 58 عاماً، فلم يُرسل إلى الحبس الاحتياطي لكنه أُلزم بإجراءات رقابية صارمة وتقديم نفسه للشرطة أسبوعياً.

قالت المديرية العامة للأمن الداخلي (DGSI) إن المرأة التي تقود منظمة تقدّم نفسها كجماعة إنسانية تساعد المدنيين في منطقة دونباس شرق أوكرانيا كانت تحت مراقبة الاستخبارات الداخلية الفرنسية منذ مطلع العام. وبعد رصد “أفعال قد تضر بالمصالح الأساسية للأمة” فتحت الادارة تحقيقاً قضائياً في مارس بشأن شبهات تتعلق بانخراطها مع قوة أجنبية، وهي تهمة قد تصل عقوبتها إلى عشر سنوات سجن.

يرى مسؤولو مكافحة التجسّس الفرنسيون أن المرأة حاولت جمع معلومات اقتصادية عن مسؤولين تنفيذيين في شركات فرنسية.

تأتي هذه الاعتقالات في وقت تتصاعد فيه المخاوف من أنشطة التجسّس الروسية في أنحاء أوروبا، مع تقارير عن أعمال تخريب وتبادل الاتهامات بمسؤولية أجهزة الاستخبارات الروسية. الشهر الماضي، اعتقلت شرطة المملكة المتحدة ثلاثة رجال في الأربعينات بمقتضى قانون الأمن القومي 2023 للاشتباه في مساعدتهم المخابرات الروسية الخارجية. وفي قضية منفصلة، حُكم على زعيمي مجموعة شابّة بعقوبات طويلة بعد توجيه تهم بتنفيذ هجمات حرق في لندن نيابة عن مجموعة فاغنر المموَّلة من الدولة الروسية.

يقرأ  حلفاء أوكرانيا يعقدون محادثات على هامش قمة العشرين بشأن خطة السلام الأمريكية

في مارس/آذار أدين ثلاثة مواطنين بلغاريين في لندن بالانتماء إلى خلية تجسّس روسية قامت بمراقبة قاعدة عسكرية أميركية وأشخاص استهدفتهم موسكو.

تصاعدت التوترات أخيراً عندما قال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي إن طاقم السفينة الروسية الاستخباراتية يانتار صوب الليزرات صوب طياري طائرات المراقبة البريطانية الذين رصدوا السفينة في مياه اسكتلندا، وندّد هيلي بهذه الأفعال واصفاً إياها بـ«الطيشة والخطيرة»، محذراً من أن الخيارات العسكرية جاهزة إذا ما غيّرت يانتار مسارها. ونفت الكرملين جميع الاتهامات، متهمة لندن بتسليط اللوم على روسيا كلما وقع ما وصفتها بـ«الحوادث السيئة» في المملكة المتحدة.

أشارت خدمة الاستخبارات الفدرالية السويسرية إلى أن سويسرا تحوّلت إلى بؤرة نشاطات تجسّس منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، وقدّرت في 2023 أن ثلثي الدبلوماسيين الروس المعتمدين البالغ عددهم 220 شخصاً قد يكونون عملاء استخبارات.

من جهتها قالت وزارة الدفاع البريطانية إن زورقاً دورياً بريطانياً اعترض كورفيتاً روسياً وناقلة في القنال الإنجليزي، مشيرة إلى ارتفاع التحركات البحرية الروسية قرب مياه المملكة المتحدة بنسبة 30% خلال عامين. كما كثف حلف شمال الأطلسي دورياته الجوية قرب حدود أوكرانيا عقب شبهات بخرق المجال الجوي الروسي ولرصد طائرات مسيَّرة في دول أعضاء عدة، بما في ذلك بولندا حيث اعتُقل الأسبوع الماضي ثمانية أشخاص مشتبه فيهم بالتجسّس والتخريب لصالح روسيا.

وفي ديسمبر 2024 صادرت فنلندا سفينة مرتبطة بروسيا للاشتباه في إلحاقها عمداً أضراراً بكابل بحري يربط بين فنلندا وإستونيا.

أضف تعليق