أدى جنرال في الجيش اليمين القانونية كرئيس مؤقت لغينيا-بيساو، بعد يوم واحد من إعلان قادة عسكريين أنهم سيطروا على السلطة.
أعلن الجنرال هورتا نتام توليه رئاسة الدولة الانتقالية لمدة سنة واحدة، وذلك بعدما علّقت القواات العملية الانتخابية وعرقلت نشر نتائج الجولة الرئاسية التي كان مقرراً إعلانها يوم الخميس.
اتهمت بعض منظمات المجتمع المدني الرئيس المنتهية ولايته، أمّارو سيسوكو امبالو، بتدبير ما وصفته بـ«انقلاب مموه» بمساعدة عناصر عسكرية، في محاولة لعرقلة إعلان النتائج إذا ما خسر. وصرّح ائتلاف الجبهة الشعبية في بيان أن «المناورة تهدف إلى منع نشر نتائج الانتخابات المقررة غداً 27 نوفمبر».
لم يرد الرئيس على هذه الاتهامات. وقد قال سابقاً إنه نجَا من محاولات انقلاب متعددة أثناء فترة حكمه، بينما اتهمه معارضوه سابقاً بتصنيع أزمات لتبرير قمع المعارضة.
تقع غينيا-بيساو بين السنغال وغينيا، وهي دولة غرب إفريقية عُرفت بكونها معبراً بارزاً لتجارة المخدرات، حيث ظلّ الجيش ذا نفوذ منذ الاستقلال عن البرتغال عام 1974. وقد شهدت البلاد تسع محاولات انقلاب على الأقل خلال الخمسين عاماً الماضية.
في أحدث التطورات، أعلن مجموعة من الضباط مساء الأربعاء سيطرتهم على البلاد بعد أن وردت أنباء عن توقيف الرئيس. سُمعت إطلاقات نار في العاصمة بيساو، من دون أن يتضح فوراً من هم الأطراف المتورّطة أو ما إذا كانت هناك خسائر بشرية.
ظهر العسكريون بعد ذلك على شاشة التلفزيون الرسمي معلنين تعليق العملية الانتخابية. وذكروا أنهم تحرّكوا لصد مخطط قالوا إن وراءه سياسيين غير مسمّين «بدعم من زعيم تجارة مخدرات معروف»، وأعلنوا إغلاق الحدود وفرض حظر تجوّل ليلي.
كان من المقرّر إعلان نتائج الانتخابات يوم الخميس، وقد أعلن كل من امبالو ومنافسه الأبرز فرناندو دياس فوزهما. ولقي دياس دعماً من رئيس وزراء سابق، دومينغوس بيريرا، الذي أُقصي من الترشح.
قال امبالو في اتصال هاتفي مع قناة فرانس 24 مساء الأربعاء: «لقد أُطيِلت من منصبي». وأفادت مصادر حكومية لاحقاً للبي بي سي أن دياس وبيريرا ووزير الداخلية بوتشي كاندي اعتُقلوا أيضاً. ونقلت المصادر نفسها أن الانقلابيين احتجزوا قائد الجيش الجنرال بياجوي نا نتان ونائبه الجنرال مامادو توريه.
أعرب قادة بعثات مراقبة الانتخابات من الاتحاد الإفريقي ومجموعة دول غرب إفريقيا (إيكواس) في بيان مشترك عن «قلق عميق حيال إعلان انقلاب من قبل القوات المسلحة»، مشيرين إلى أن البلاد كانت مستعدة لإعلان النتائج بعد عملية وصفوها بـ«المنظمة والسلمية». وأضافوا أنه من المؤسف أن يأتي هذا الإعلان حين أنهت البعثات اجتماعاتها مع المرشحين الرئيسيين الذين أكدوا استعدادهم لقبول إرادة الشعب.
دعت البرتغال، القوة الاستعمارية السابقة، إلى العودة إلى النظام الدستوري، وحثّت وزارة خارجيتها «جميع الأطراف المعنية على الامتناع عن أي عمل عنفي مؤسسي أو مدني».
كان هدف امبالو، البالغ من العمر 53 عاماً، أن يصبح أول رئيس في البلاد ينجح في الحصول على ولاية ثانية متتالية خلال ثلاثين سنة ماضية. وقد أعلن في البداية أنه لن يترشح لولاية ثانية، لكن شرعيته طُعنت قبل الانتخابات، حيث قال معارضوه إن ولايته كان يجب أن تنتهي رسمياً في فبراير 2025.
تُعدّ غينيا-بيساو من أفقر دول العالم ويقطنها أكثر من مليوني نسمة. وتوفّر سواحلها وجزرها غير المأهولة بيئة مناسبة لتهريب المخدرات، حتى أن الأمم المتحدة وصفتها بـ«دولة نركوية» لكونها نقطة عبور رئيسية لكوكاين من أمريكا اللاتينية إلى أوروبا.