إطلاق نار في واشنطن العاصمة هل تصنّف الولايات المتحدة ٧٧٬٠٠٠ أفغاني كتهديد محتمل؟ أخبار الجريمة

اثنان من أفراد الحرس الوطني الأميركي من ولاية فيرجينيا الغربية أُطلق عليهما النار أثناء تأديتهما الخدمة قرب البيت الأبيض في واشنطن، دي.سي. وأعلنت السلطات أن الجريحين في حالة حرجة بعد إصابتهما بجروح خطيرة.

من هو المشتبه به؟
وسُمّي المشتبه به في وسائل الإعلام رحمن الله لاكانوال، أفغاني يبلغ من العمر 29 عاماً. أكدت وزارة الأمن الداخلي الأميركية هويته لكنها كتبت لقبه بصورة مختلفة (لاكامال). وأصيب المشتبه به أيضاً برصاص عناصر إنفاذ القانون الذين استجابوا للهجوم، ووُصفت إصاباته بأنها ليست مهددة للحياة بحسب وكالة الأسوشيتد برس ونقلاً عن مسؤول لم يُصرَّح له بالحديث علناً.

كيف وصل المشتبه به إلى الولايات المتحدة؟
قالت وزارة الأمن الداخلي إن المشتبه به دخل البلاد في 2021 ضمن برنامج إدارة بايدن الذي يُعرف بـ”Operation Allies Welcome” لاستقبال الأفغان الضعفاء عقب سيطرة طالبان على أفغانستان في أغسطس 2021. وقدرت خدمة أبحاث الكونغرس أن نحو 77 ألف أفغاني دخلوا البلاد عبر البرنامج قبل الانتقال لاحقاً إلى خطة إعادة توطين أطول أُطلق عليها “Operation Enduring Welcome”.

ماذا حدث في موقع الحادث؟
وقع إطلاق النار بعد ظهر يوم الأربعاء، قبل عيد الشكر بيوم، على بعد بضعة مبانٍ من البيت الأبيض. نُقل الجنديان المصابان إلى المستشفى ولا يزالان في حالة حرجة، بحسب ما أعلنه مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كاش باتيل وعمدة واشنطن ميريل باوزر.

ردود فعل الحكومة الأميركية
في كلمة مصورة من منتجع مار-آ-لاجو في فلوريدا وصف الرئيس دونالد ترامب الحادث بأنه “هجوم كميني وحشي” و”عمل شر وكراهية وإرهاب”. وأضاف أنه عازم على أن يدفع مرتكب هذا الفعل “الثمن الأعلى”. وادعى ترامب أن المشتبه به أجنبي أُدخل إلى الولايات المتحدة من أفغانستان في سبتمبر 2021 بموجب سياسات إدارة بايدن، وأن على إدارته إعادة فحص جميع المهاجرين الذين دخلوا من أفغانستان خلال تلك الفترة. واصفاً الوضع بأنه “أكبر تهديد للأمن القومي”.

يقرأ  رئيس الحكومة الفرنسية يدعم تعليق قانون إصلاح التقاعد غير الشعبي

من جانبه وصف كاش باتيل إطلاق النار بأنه مسألة أمن وطني، وقال إن السلطات الاتحادية والولائية والمحلية تجمّعت لتوظيف كل الموارد الممكنة للقبض على المسؤولين عن هذا الفعل الشنيع. وقدّمت البيت الأبيض طلباً طارئاً أمام محكمة فدرالية في مقاطعة كولومبيا لوقف حكم سابق كان سيؤدي إلى سحب الحرس الوطني من واشنطن.

ادعاءات ونزاعات بشأن الفحص الأمني
اتهمت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نوهوم عبر حسابها على منصة X بأن البرنامج سمح بدخول آلاف الأفغان “غير المفحوصين” بما في ذلك عناصر إرهابية محتملة، ووصفت دخولهم بأنه كارثة أمنيّة. من جهة أخرى، كانت صفحات وزارة الأمن الداخلي في وقتها تؤكد أن الحكومة الأميركية تعمل على مدار الساعة لإجراء فحوصات أمنية متعددة المستويات قبل السماح بدخول الأفغان، وأن فرقاً من وكالات عدّة—من بينها الجمارك وحماية الحدود، والهجرة وإنفاذ الجمارك، وإدارة أمن النقل، ووزارة الدفاع، ومكتب التحقيقات الفدرالي—شاركت في عمليات الفحص والقياس الحيوي والمقابلات.

من جاء إلى الولايات المتحدة ضمن “Operation Allies Welcome”؟
أفاد موقع وزارة الأمن الداخلي أن أكثر من 40% من القادمين عبر البرنامج كانوا مؤهلين للحصول على تأشيرات المهاجرين الخاصة (SIVs) تلك المخصصة للأفغان الذين تعاونوا مع القوات الأميركية في مهام متعددة—مترجمين، مرشدين، سائقين، مهندسين ومسعفين—والذين تعرّض بعضهم للخطر المباشر بسبب تصنيفهم شركاء للولايات المتحدة.

قضايا تأشيرات وحظر سفر
في يونيو وقع الرئيس ترامب مرسوماً رئاسياً حظر دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة، وشمل الحظر أفغانستان وميانمار وتشاد وجمهورية الكونغو وغينيا الاستوائية وإريتريا، وتشيليـ… (قائمة كاملة). وأُعلن لاحقاً عن نية إضافة 36 دولة أخرى إلى القائمة، منها 26 دولة إفريقية على ما ذكر الإعلام الأميركي، لكن القائمة لم تطرح رسمياً للتوسيع بعد. يُستثنى من الحظر حاملو التأشيرات القائمة والمقيمون الدائمون وقيم حاملي تأشيرات SIV الأفغانية.

يقرأ  قصص نجاح تُثبت أثر التدريب الافتراضي

كما فرضت الإدارة قيوداً جزئية على مواطني دول أخرى، ما منعهم من التقدم لبعض أنواع التأشيرات المهاجرة وغير المهاجرة، مع السماح ببعض التأشيرات المؤقتة الأخرى.

سياسات لجوء وحدود للاجئين وتغييرات أخرى
أعلن ترامب سقفاً جديداً للاجئين للسنة المالية 2026 مقداره 7,500 شخص، مع إعطاء أولوية—بحسب إعلانه—لذوي الأصول البيضاء من جنوب أفريقيا، في مقاربة قابلة للجدل. وفي تطور آخر أبلغت إدارة ترامب عن إلغاء الحماية المؤقتة (TPS) وعدداً من الأوضاع المؤقتة لمواطني ميانمار المقيمين في الولايات المتحدة، حيث يحمل نحو 3,969 مواطناً من ميانمار هذه الحماية، في بلد شهد انقلاباً عسكرياً وحرباً أهلية منذ 2021.

ملاحظات أخيرة
أوردت تقارير إعلامية نقلاً عن مسؤولين لم يُكشف عن هوياتهم أن المشتبه به قدّم طلب لجوء في 2024 ومنح الحماية في 2025 أثناء إدارة ترامب، وهو ما أثار مزيداً من الخلافات السياسية حول سياسات الهجرة والفحص الأمني. الحادثة أثارت نقاشاً حاداً على المستويين الأمني والسياسي بشأن كيفية موازنة القلق الأمني مع الالتزامات الإنسانية والتعامل مع أفغانٍ فرّوا من خطر حقيقي بعد انهيار دولتهم.

أضف تعليق