بدائل لتصنيف بلوم — أُطر ومقارِبات تربوية مبتكرة

في نهاية المطاف، العمل التربوي يختزل نفسه في التعلّم، والتعلّم هو بحث دؤوب عن الفهمم. ومع تطوّر التكنولوجيا وظهور أدوات تقييم أكثر تنوّعاً ومرونة، يصبح تحسين فهمنا لما يعنيه «الفهم» — أثناء التعلّم المتنقل، أو التعلّم بالمشروعات، أو في الصف المعكوس — مفتاحاً ليس فقط لرفع نواتج التعلّم، بل ولتحقيق تعلم مُخصّص لكل متعلّم.

لماذا نبحث عن بدائل لتصنيف بلوم الشهير؟ لأن بلوم مفيد للغاية في توفير أفعال ومفاهيم تصنيفيّة تساعد على تخطيط الخبرات التعليمية، لكنه ليس الإطار الأوحد الذي يغطي كل جوانب التعلّم. فبعض النماذج تضع مؤشرات غابت عن بلوم، مثل معرفة الذات التي تبرز في نموذج Understanding by Design، أو مسارات الانتقال من عدم الكفاءة إلى الكفاءة كما يوضّح تصنيف SOLO.

فيما يلي ستة بدائل بارزة يمكن للمعلمين الاستفادة منها عند تصميم التعلّم والتقييم:

1) تصنيف TeachThought للتعلّم
– يقسم المهام إلى ستة مجالات تتدرّج من الأقل إلى الأكثر تعقيداً: الأجزاء (شرح أو وصف المفهوم ببساطة)، الكل (عرض المفهوم بتفاصيل دقيقة وسياق كلي)، الاعتماد المتبادل (بيان علاقة المفهوم بمفاهيم مشابهة أو مختلفة)، الوظيفة (تطبيق المفهوم في مواقف غير مألوفة)، التجريد (إظهار دقة المفهوم ببصيرة أو إبداع)، الذات (توجيه المتعلم لمواصلة اكتساب المعرفة حول المفهوم).

2) ستة أوجه للفهم في نموذج Understanding by Design (UbD)
– إطار غير هرمي مصمم لمساعدة المعلمين على تقييم الفهم. الأوجه الستة غالباً ما تُحدَّد كالتفسير، التأويل، التطبيق، المنظور، التعاطف، ومعرفة الذات—كلّ منها يقدّم زاوية مختلفة لقياس مدى اتّساع وعمق فهم الطالب.

3) تصنيف Marzano & Kendall
– ينظّم عمليات معرفية متعددة في ست فئات من الأدنى إلى الأعلى: الاسترجاع (التنفيذ، التذكر، التعرّف)، الفهم (الدمج والتمثيل الرمزي)، التحليل (المطابقة، التصنيف، التعميم، التخصيص)، توظيف المعرفة (اتخاذ القرار، حل المشكلات، التحقيق)، التنظيم المعرفي/ما وراء المعرفة (مراقبة الدقة والوضوح، وضع الأهداف، فحص الدوافع)، ونظام الذات (مراجعة المشاعر، تقييم الأهمية والكفاءة).

يقرأ  مصرع 20 شخصًا على الأقل في غرق قارب قبالة لامبيدوزا الإيطالية

4) تصنيف التعلم المهم (Dee Fink)
– يميّز بين تعلّم «ذو أثر» و«أقل أثرًا»، مركزاً على سمات التعلّم المهمة: مدى الدوام، القدرة على إحداث صدى لدى المتعلم، وإمكانية تطبيق المعرفة خارج إطار الصف. نمط تصميم التعلّم الفعّال ينشأ عند التقاء هذه الأبعاد في «النقطة الحلوة» للتصميم.

5) إطار ويب لعمق المعرفة (Webb’s Depth of Knowledge)
– يهدف إلى تعزيز الصرامة الفكرية، وينظم استراتيجيات التفكير والمهارات العليا في أربعة مستويات تتدرّج من البسيط إلى المركّب: الاستدعاء، المهارة/المفهوم، التفكير الاستراتيجي، والتفكير الممتد.

6) تصنيف SOLO (Structure of Observed Learning Outcomes)
– سُلّم يتكوّن من خمس مستويات للفهم: أحادي البُنية (نقطة واحدة أو قليلة)، متعدد البُنى (عدة جوانب غير مرتبطة)، العلاقات (دمج الجوانب إلى كلّ مترابط)، والتجريد الموسّع (تعميم الكل لتطبيقات لم تُدرَّس بعد). وفقاً لبيغز، ننتقل من التقاط جوانب قليلة إلى بناء كلّ مترابط يمكن تعميمه.

هذه البدائل لا تلغي قيمة بلوم، لكنها توسّع اطار التفكير التربوي—مما يمكّن المعلمين من تصميم تقييمات وخبرات تتلاءم أكثر مع تنوّع المتعلمين ومرونة السياقات التعليمية الحديثة.

أضف تعليق