الحريق في هونغ كونغ الذي أودى بحياة العشرات بات تحت السيطرة؛ المئات لا يزالون مفقودين أخبار الفقر والتنمية

يواصل رجال الإطفاء في هونغ كونغ جهودهم لليوم الثاني لإخماد حريق هائل اندلع في مجمّع سكني وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 65 شخصًا — أفظع كارثة حريق في الإقليم الصيني خلال ستين عامًا.

قالت السلطات إن النيران في أربعة مبانٍ ضمن مجمّع “وانغ فوْك كورت” بحي تاي بو قد أخمدت، وإن الحرائق في بقية أجزاء الموقع تحت السيطرة إلى حدّ كبير. ومع ذلك، لا يزال المسعفون يتسابقون للوصول إلى أشخاص يُخشَى أن يكونوا محاصرين في الطوابق العليا، حيث لا يُعرف مصير ما لا يقل عن 279 شخصًا.

أفاد أحد السكان، لورنس لي، بأنه لم يتلقَّ بعد أي خبر عن زوجته التي يعتقد أنها محاصرة داخل شقتهما. قال: «عندما اندلع الحريق ناديتها عبر الهاتف أن تخرج، لكن الممرات والسلالم امتلأت بالدخان وأصبح كل شيء مظلمًا، فلم تجد بدًّا سوى العودة إلى الشقة».

أعلنت إدارة خدمات الإطفاء في هونغ كونغ أنّ حصيلة القتلى بلغت 65 شخصًا، بينهم رجل إطفاء واحد، فيما سجّلت هيئة المستشفيات أكثر من 70 مصابًا كثيرون منهم بحروق أو اختناق بالدخان.

أخبرت كاترينا يو مراسلة الجزيرة من بكين أن سكان الصين القارية «يتابعون المأساة بذهول»، ومعظمهم يشعر بتعاطف كبير لأن مئات الملايين منهم يسكنون مناطق حضرية مكتظة في بنايات شاهقة مماثلة لتلك التي التهمها الحريق في حي تاي بو.

اعتقالات متهمين بالقتل غير العمد

بدأ الحريق بعد ظهر الأربعاء من سقالات ومظلات بناء مصنوعة من الخيزران والشبكات الإنشائية، ثم انتشر ليشمل سبعة مبانٍ في المجمع. واشتبهت السلطات في أن بعض المواد التي وُضعت على واجهات الأبنية لم تكن مطابقة لمعايير مقاومة الحرائق، ما سرّع من امتداده بشكل غير اعتيادي.

يقرأ  الإعلان عن هوية المشتبه به في إطلاق النار على الشرطة الأسترالية وسط استمرار ملاحقة مكثفة

كما أفادت الشرطة بأنها عثرت على قطع من مادة الستيروفوم شديدة الاشتعال مُلصقة بأطراف نوافذ كل طابق قرب ردهة المصاعد في برج واحد لم يتأثر بشدة.

وقد اعتُقل ثلاثة رجال من شركة مقاولات كانت تتولى أعمال صيانة في الموقع، بينهم مديران استشاري هندسي، على خلفية الاشتباه بالقتل غير العمد نتيجة «إهمال فادح»، وفق ما صرّحت به إيلين تشونغ، مُفوّضة شرطية كبيرة.

في ظل هذه المخاوف حول سلامة مواقع الإنشاء، أعلن كبير التنفيذيين في هونغ كونغ جون لي أن جميع الأحياء السكنية التي تشهد أعمال تحسينات كبرى ستخضع لتفتيش فوري، وأعلن خططًا للتخلص التدريجي من استخدام سقالات الخيزران.

قال أليكس ويب، مهندس سلامة الحرائق في CSIRO Infrastructure Technologies بأستراليا، إن الكارثة «مروعة إلى حد كبير» لأن اللوائح عادةً تشترط ترك مسافات بين المباني لمنع انتقال الحريق من مبنى إلى آخر، وبالعادة لا تمتد الحرائق إلى ما وراء المبنى الذي نشأت فيه.

«مراجعة جادّة لسلامة الحرائق»

رأى محلّلون أن الغضب الشعبي قد يتجه نحو جهات تنظيم البناء وسلامة الحرائق الحكومية. وقال تشاو سي كيت، رئيس اتحاد موظفي قطاع البناء في هونغ كونغ: «انني أعتقد أننا بحاجة إلى مراجعة جادة لسلامة الحرائق وإدارة سلامة المواقع عبر كامل القطاع، بما في ذلك رقابة الحكومة».

يضمّ المجمع السكني نحو ألفي شقة تسكنها حوالي 4800 شخص، من بينهم كثير من كبار السن الذين قد واجهوا صعوبة في الإخلاء السريع. شُيِّد المجمع في ثمانينيات القرن الماضي وكان يخضع لمشروع تجديد واسع النطاق، وهو ما دفع هيئة مكافحة الفساد في هونغ كونغ إلى فتح تحقيق في احتمال وجود فساد.

أعلن لي أن الحكومة ستُنشئ صندوقًا بقيمة 300 مليون دولار هونغ كونغي (حوالي 38.6 مليون دولار أميركي) لمساعدة السكان المتضرريين، وهو مبلغ تعهدت به العديد من الشركات والمجموعات الصينية الكبيرة — من بينها شاومي وXpeng وجيلي — فضلاً عن مؤسسة خيرية لمؤسس علي بابا، جاك ما، بتقديم تبرعات مالية للمصابين والمتضرريين.

يقرأ  مفاجأة: بايرن ميونخ يهزم باريس سان جيرمان بثنائية دياز في دوري أبطال أوروبا

زار زعيم هونغ كونغ جون لي المصابين في الحريق بمستشفى برينس أوف ويلز، وفق ما نقلته إدارة خدمات المعلومات في هونغ كونغ عبر وكالة رويترز.

أضف تعليق