شبكة أطباء السودان: استخدام المستشفى لأغراض عسكرية «انتهاك صارخ لقدسية المؤسسات الطبية»
حوّلت قوات الدعم السريع جزءاً كبيراً من مستشفى النوهد في غرب كردفان إلى مركز قيادة وثكنات عسكرية منذ سيطرتها على المدينة قبل أكثر من خمسة أشهر، وفق ما أفادت به شبكة أطباء السودان. ونوّهت المنظمة غير الحكومية يوم الجمعة إلى أن هذا التمركز العسكري أعاق قدرة المستشفى على أداء دوره الحيوي في تقديم الرعاية الصحية للسكان.
وأضاف البيان المنشور على فيسبوك أن بعض الطواقم الطبية اتُهمت بالتعاون مع القوات المسلحة قبل فرارها من المدينة، ما أسهم في نقص حاد في الكوادر الصحية، وبقيت الخدمات المتاحة محدودة للغاية وغير قادرة على تلبية احتياجات المرضى.
خلفية الصراع وآثاره الإنسانية
منذ أبريل 2023، تشهد البلاد حرباً بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لم تنجح الوساطات الإقليمية والدولية في إنهائها. وقد أودى هذا الصراع بحياة آلاف الأشخاص وشرّد ملايين آخرين، ما وصفته الأمم المتحدة بأنه أكبر كارثة إنسانية في العالم.
فرار من رعب الفاشر
قالت جماعات إنسانية إن مئات الأطفال السودانيين وصلوا إلى بلدة تاويلا في إقليم دارفور الغربي من دون ذويهم، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر الشهر الماضي. وأفاد المجلس النروجي للاجئين بأن ما لا يقل عن 400 طفل غير مصحوبين بذويهم وصلوا إلى تاويلا، فيما يُرجّح أن يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير.
استولت قوات الدعم السريع على الفاشر—عاصمة ولاية شمال دارفور—في 26 أكتوبر بعد حصار دام 18 شهراً أفقد السكان الوصول إلى الغذاء والدواء والإمدادات الأساسية. وتواجه المجموعة اتهامات بارتكاب مجازر وخطف وانتشار أعمال عنف جنسي على نطاق واسع أثناء الاستيلاء على المدينة، في حين تُوجّه اتهامات مماثلة للقوات الحكومية بارتكاب فظائع خلال مجريات الحرب.
مقترح واشنطن لوقف إطلاق النار
قدمت الولايات المتحدة مؤخراً مقترحاً لوقف إطلاق النار للأطراف المتحاربة في السودان، لكن أي طرف لم يعلن قبوله رسمياً. وأعلنت قوات الدعم السريع من جانب واحد تعليقاً للأعمال القتالية لمدة ثلاثة أشهر وفق ما تماشى مع رغبة واشنطن، بينما أفادت القوات المسلحة بأنها صدّت هجوماً استهدف قاعدة في بابنوسة بولاية غرب كردفان، الجبهة الأحدث في هذا النزاع.
دعا قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التدخّل لفرض السلام، وكتب مقالة رأي في صحيفة وول ستريت جورنال يحث فيها واشنطن على البناء على «مصداقية» الرئيس والعمل مع الأطراف الإقليمية الراغبة فعلاً في إنهاء الحرب. ومحاولات الوساطة بين البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان «حميدتي» دقلو فشلت مراراً خلال السنوات الثلاث للقتال، الذي راح ضحيته عشرات الآلاف وشرد نحو 12 مليون شخص، مسبباً أزمات جوع ونزوح تعد الأكبر عالمياً.
أبدى ترامب اهتمامه العلني بالنزاع مؤخراً بعد أن حثّه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على التدخّل.