البابا ورئيس الأرثوذكس يخلدان محطة بارزة للمسيحية خلال لقاء تاريخي في تركيا — أخبار الدين

أول بابا أمريكي يحثّ الكنيسة الكاثوليكية في توركيا على خدمة الأكثر هشاشة، بما في ذلك المهاجرون واللاجئون

نُشر في 28 نوفمبر 2025

بدأ زيارته بإسطنبول: صلاة وترحيب دافئ
انطلقت يومه في إسطنبول بمراسم صلاة في كاتدرائية الروح القدس، حيث أمضى البابا ليو الرابع عشر جزءًا من صباحه بين المؤمنين المحليين. أغلقت السلطات شريانًا رئيسيًا في أكبر مدن البلاد لتمكين موكبه من العبور، وبعد القداس كان من المقرّر أن يزور دار مسنين ويلتقي بالحاخام الأكبر في البلاد. امتلأت الكنيسة بالمؤمنين الذين حرصوا على احتلال الصفوف الأمامية، بينما ظل العشرات واقفين في الساحة انتظارًا لتمرير نظرة سريعة على رأس الكنيسة الكاثوليكية.

رسائل تسامح وخدمة للمهمّشين
وصف مشاركون الزيارة بأنها “نعمة”، مؤكدين أهمية كون أول رحلة خارجية للرأس الكنسي إلى بلد ذي أغلبية مسلمة. فيما عبّرت عاملة منزل فلبينية عن سعادتها لاختيارها بين الحضور لتحية البابا داخل الكنيسة، وذلك في حديث مع وسائل الإعلام المحلية.

ظهر البابا أثناء الاستقبال مبتسمًا وأكثر ارتياحًا من اليوم السابق، ودعا رعيته إلى عدم اليأس، مشيرًا إلى أن “منطق الصغر هو قوّة الكنيسة الحقيقية”. وأكد أن الكنيسة في تركيا صغيرة لكنها مثمرة، وحثّها على إيلاء “عناية خاصة” للاجئين والمهاجرين المقيمين في البلاد، والذين يقترب عددهم من ثلاثة ملايين غالبهم من السوريين.

محطة تاريخية في إزنيق
لاحقًا سيُحلق البابا بطائرة هليكوبتر إلى إزنيق للمشاركة في إحياء الذكرى الـ1700 لمجلس نيقية الأول، اللقاء الأسقفي الذي وضع بيانًا عقائديًا أساسيًا ما يزال محورياً للمسيحية حتى اليوم رغم الانقسام بين الكاثوليك والأرثوذكس. وقد دعاه إلى هذا التجمع بطريرك القسطنطينية بارثولوميوس الأول ليشارك في صلاة مسكونية قرب أطلال بازيليكا من القرن الرابع. وقال البطريرك إن لقائه مع البابا في زمن يعصف فيه العالم بالصراعات والانقسامات يحمل دلالة خاصة.

يقرأ  عودة معتقل فلسطيني محرّر إلى منزله ليجد عائلته على قيد الحياة

قضايا أمنية وذكريات قديمة
أفادت تقارير بأن الشرطة التركية أزالت من إزنيق، الخميس، الشخص الذي أطلق النار على البابا يوحنا بولس الثاني في روما عام 1981، محمد علي أقجا، والذي أطلق سراحه عام 2010 وكان قد أعرب عن رغبته في لقاء البابا ليو، قائلاً إنه يأمل الجلوس معه لبضع دقائق.

استمرارية زيارات سابقة
يُعَدّ ليو الرابع عشر بذلك البابا الخامس الذي يزور تركيا بعد بوال السادس (1967) ويوحنا بولس الثاني (1979) وبنديكتوس السادس عشر (2006) وفرانسيس (2014)، في محاولة واضحة لتعزيز جسور الحوار والوفاق بين الأديان ولتأكيد رسالة السلام في ظل نزاعات عالمية محتدمة.

أضف تعليق