رئيسان سابقان يودعان السجن خلال يومين

انتُخب بيدرو كاستيو في 2021 على خلفية موجة عارمة من الاستياء تجاه الطبقة السياسية التقليدية.

حكمت عليه المحكمة العليا بالسجن 11 عاماً بتهمة محاولة حلّ الكونغرس والحكم بمراسيم استثنائية عام 2022؛ المحاولة فشلت فتمّت مساءلته وعزله واعتقل. ووجدته المحكمة مذنباً بـ«التآمر لارتكاب التمرّد» في حكم صدَر معه العقاب نفسه.

تأتي إدانة كاستيو بعد يوم واحد فقط من صدور حكم بالسجن لمدة 14 عاماً على الرئيس السابق مارتن فيزكارا بتهمة تلقّي رشاوى أثناء عمله حاكماً إقليمياً. فقد سبق أن قدّم نفسه سياسياً كمحاربٍ للفساد خلال رئاسته، لكن المحكمة وجدت أنه قبل رشاوى تفوق 600 ألف دولار من شركات إنشائية كانت تسعى للفوز بعقود مشاريع عامة؛ وهو ما ينفيه فيزكارا حتى اليوم.

وفي المقابل، برّأت المحكمة العليا كاستيو من تهمتين أخريين.

وُصِف كاستيو بأنه أول رئيس فقير لبيرو: كان معلماً قروياً ونقابياً قبل دخوله المشهد السياسي، وفاز بالسلطة في 2021 محتكياً بغضب شرائح العاملين والريفية. اعتقاله وعزله أثارا احتجاجات شعبية واسعة في 2022 بين قاعدته الشعبية، وقوبلت تلك الاحتجاجات بقمع شديد من قِبل قوات الأمن أسفر عن مقتل ما لا يقل عن خمسين شخصاً.

وردّاً على الإعلان القضائي، تجمع العشرات من مؤيدي كاستيو عند سجن احتجازه انتظاراً للحكم، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس؛ وقالت مناصرة تُدعى جوليا بوينديا إنها لا تزال تؤمن ببراءته.

يُذكر أن فيزكارا وكاستيو ينضويان ضمن سلسلة من رؤساء بيرو السابقين الذين وُضعوا خلف القضبان بتهم مختلفة. ففي وقت سابق من هذا العام حُكم على أولانتا هومالا بالسجن 15 عاماً بعد إدانته بتهم تبييض أموال، فيما صدر حكم يقضي بأكثر من عشرين عاماً ضد أليخاندرو توليدو بتهمة تلقي 35 مليون دولار رشاً من شركة إنشاءات.

يقرأ  جذب المشترين لبرمجيات نظم إدارة التعلممن خلال المحتوى

لقد شهدت بيرو سنوات متتالية من الأزمات السياسية؛ ففي أكتوبر الماضي أدت اشتباكات بين متظاهرين معارضين وقوات مكافحة الشغب في العاصمة ليما إلى سقوط قتيل وإصابة أكثر من مئة شخص. وترافقت الاحتجاجات مع تولّي خوسيه جيري الرئاسة بالوكالة بعد عزل سلفته دينا بولوارتي، التي أطيح بها البرلمان بدعوى «العجز الأخلاقي الدائم» وسط موجة ارتفاع في معدلات الجريمة. كما طالت رئاسته تحقيقات عدة، من بينها تحقيق فساد عُرف إعلامياً باسم «روليكسغيت» بشأن اتهامات بتلقي ساعات رولكس كرشاوى.

محاكمة واحتجاز قادة سابقين يعكس عمق الأزمة السياسية والجدل حول مساءلة النخبة الحاكمة ومسارات الإصلاح في بيرو. محاولات معالجة الفساد والتورط القضائي للرؤساء السابقين تركت أثراً عميقاً على المشهد العام واستمراراً لتقلبات سياسية لا تزال تُلقي بظلالها على الاستقرار الوطني.

ملاحظة: تظل تفاصيل بعض الوقائع أضحت نقاط نقاش بين معسكري العدالة والدفاع عن الحقوق، فيما تتواصل تحقيقات ومحاكمات أخرى قد تغيّر من معالم الصورة العامة في الأشهر المقبلة.

أضف تعليق