فنزويلا في عشرة خرائط ومخططات تغطية تفاعلية

أعلنت الولايات المتحدة تصنيف ما يعرف بـ«كارتل سلاسل الشمس» في فنزويييلا منظمة إرهابية أجنبية، في تصعيد جديد للتوتر بين واشنطن وكاراكاس. تُحمّل الولايات المتحدة الرئيس نيكولاس مادورو زعامة هذا الكيان، وتتهمه بالانخراط في شبكات فساد واسعة وتجارة مخدرات. مادورو ينفي هذه الاتهامات، وحكومته تصف الكارتل بأنه اختراع، في وقت تتزايد المخاوف من احتمال تدخل عسكرى أميركي في المنطقة.

التصنيف الأمريكي جاء بعدما كثّفت الولايات المتحدة اعتراضات قوارب في الكاريبي والمحيط الهادئ الشرقي، وبعد وصول مجموعة حاملة الطائرات Gerald R. Ford إلى البحر الكاريبي هذا الشهر. تقول واشنطن إن التحشيد العسكري يستهدف شبكات تهريب المخدرات، بينما تتهم كاراكاس الولايات المتحدة باستخدام ذلك ذريعة لخطط «إمبريالية» للإطاحة بمادورو — موقف يتبناه بعض المحللين أيضًا.

لمحة سريعة عن فنزويلا
– عدد السكان يقارب 28.4 مليون نسمة، ما يجعلها في المرتبة 53 عالمياً من حيث الكثافة السكانية.
– نحو 85% من السكان يعيشون في المناطق الحضرية شمال البلاد، وهي منطقة ساحلية جبلية تضم أكبر المدن: كاراكاس (حوالي 3 ملايين)، ماراكايبو (2.4 مليون) وفالنسيا (2 مليون).
– متوسط العمر المتوقع حوالي 73 سنة، ومعدل الخصوبة يقارب طفلين لكل امرأة—معدل أعلى بكثير من كثير من الدول الغربية التي تقل فيها الخصوبة عن مستوى الإحلال (2.1).
– الناتج المحلي الإجمالي يقدّر بـ108.5 مليار دولار، ما يجعل اقتصادها من الأصغر في أمريكا اللاتينية رغم ثرائها الطبيعي الهائل.
– نحو 90% من السكان مسيحيون، الغالبية كاثوليك.
– نالت فنزويلا استقلالها عن إسبانيا عام 1811 واللغة الرسمية الإسبانية مع انتشار عدة لغات أصلية.

حجم البلاد وطبيعتها
– المساحة: 916,445 كم²، ما يضعها في المرتبة 32 عالمياً وسادسة في أمريكا الجنوبية؛ بحجم يقارب نيجيريا أو باكستان، وحوالي 1.5 مرة مساحة ولاية تكساس الأمريكية.
– التضاريس متنوعة: جبال الأنديز غرباً، سلاسل جبلية ساحلية شمالاً وشرقاً، غابات مطيرة (بما في ذلك أجزاء من الأمازون)، سهول وأنهار وسواحل طويلة.

يقرأ  لبنان يبدأ نزع سلاح الفصائل الفلسطينية في مخيمات اللاجئين تطورات في إطار الصراع الإسرائيلي — الفلسطيني

القيادة السياسية ومسار التحوّل
– المشهد السياسي تقلب بين حكم ديمقراطي وشخصيات شعبوية وأنظمة قاسية. بعد زوال الحكم العسكري (1958) تناوبت أحزاب تقليدية على السلطة، لكن الأزمة الاقتصادية والفساد أضعفا النظام الحزبي التقليدي في تسعينيات القرن الماضي.
– استغل هوغو تشافيز هذا السخط ليتبوأ السلطة بعد فوزه عام 1999، مطلقاً «الثورة البوليفارية» التي أعادت توجيه عائدات النفط إلى برامج اجتماعية واسعة لكنها رفعت الاعتماد على عائدات نفطية غير مستدامة.
– بعد وفاة تشافيز (2013) خلفه نيكولاس مادورو، الذي عزز نفوذ حزب الوحدة الاشتراكية إلى قوة حزبية مهيمنة.

الاقتصاد وشركاء التجارة
– تعتمد الدولة على عائدات النفط لتأمين الجزء الأكبر من موازنتها؛ عام 2024 شكلت صادرات النفط وضرائب شركة النفط المملوكة للدولة حوالي 58% من إيرادات الدولة.
– الاقتصاد تراجع بشدة خلال العقود الماضية: تقلص الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 70% بين 2014 و2024. ومع تخفيف بعض العقوبات الأمريكية على النفط والغاز في 2023 شهد الاقتصاد نمواً قرابياً نسبته 5% في 2023، وتوقعت الحكومة نمو 8% في 2024؛ وذكر مصدر Trading Economics نمو الربع الثالث 8.7% سنوياً بدافع نشاط نفطي متزايد.
– في 2023 مثل النفط الخام نصف صادرات البلد، وكانت الولايات المتحدة الشريك التجاري الأكبر، تشتري نحو نصف صادرات فنزويلا، في أغلبها نفط خام. الكوك النفطي يأتي في المرتبة الثانية بنحو 7% من الصادرات، فيما كانت الصين الشريك الثاني بحوالي 10% وإسبانيا الثالث بـ9% تقريباً.

أضخم احتياطيات نفطية مثبتة
– تمتلك فنزويلا أكبر احتياطات نفطية مثبتة في العالم، تقدر بنحو 303 مليار برميل (2023).
– مع ذلك صدّرت نحو 4.05 مليار دولار من النفط الخام فقط في 2023، رقماً شحيحاً مقارنة بمنتجين كبار مثل السعودية والولايات المتحدة وروسيا.
– تتركز الاحتياطيات في حزام الأورينوكو (حوالي 55,000 كم²)، حيث نفط ثقيل جداً عالي اللزوجة يتطلب تقنيات متقدمة وإضافات لتجهيزه للتسويق، وعادة يُباع بخصم بسبب كثافته ومحتواه الكبريتي.
– قدرات التكرير محدودة بسبب بنية تحتية متآكلة وتعقيدات فنية وعقوبات تحد من زيادة صادرات المشتقات.

يقرأ  أسعار الكاكاو تعود للانخفاض بعد الارتفاع الأخير إثر الطقس الجاف في غرب أفريقيا

أزمة الهجرة
– ازداد تدفق المغادرين من فنزويلا خلال العقد الأخير، وسجل 2018 رقماً قياسياً بمغادرة نحو 1.4 مليون شخص.
– سياسياً، ضيّق مادورو الخناق على المؤسسات الديمقراطية عبر رقابة وقيود على الإنترنت واضطهاد خصومه، ما فاقم الإحجام عن البقاء.
– مجتمعةً مع آثار العقوبات وجائحة كوفيد-19، تعمقت الأزمة الإنسانية بنقص حاد في الغذاء والماء والوقود والدواء؛ لا يزال نحو نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر رغم تحسّن طفيف منذ 2021. أما التضخم فبلغ في 2025 مستوى مُقدَّراً بحوالي 180%، مما تسبب بأزمة معيشية حادة.
– هاجر معظم الفنزويليين إلى دول أمريكا اللاتينية والكاريبي، فيما وصف مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأزمة بأنها نتاج سياسات مدمرة ونظام نهب واسع على مدار عشرين عاماً.

معدل البطالة
– بلغ معدل البطالة 5.5% في 2024، فيما كان متوسط البطالة نحو 10% بين 1999 و2024، وسجل أعلى مستوى له عند 21% في 2003.

القدرات العسكرية
– قوات فنزويلا المسلحة مكلفة بحماية الحدود والأمن الداخلي ومكافحة المخدرات، لكنها عانت تراجعاً في جهود التحديث جراء التدهور الاقتصادي.
– أُشير في 2018 إلى وجود نحو 123,000 عنصر فعّال و8,000 احتياطي.
– تحتفظ فنزويلا بعلاقات عسكرية وثيقة مع الصين وروسيا وإيران وكوبا، وتعقد تدريبات مشتركة مع بعضها، منها مشاركات في ألعاب الجيش الدولية.

هجمات الولايات المتحدة في الكاريبي
– نفذت القوات الأمريكية على الأقل 21 ضربة مميتة ضد سفن قبالة سواحل فنزويلا وفي البحر الكاريبي والمحيط الهادئ الشرقي منذ 2 سبتمبر، وهي أشرس وتيرة نشاط عسكري أمريكي في أمريكا اللاتينية منذ غزو بنما (1989). بحسب تصريحات ساسة أمريكيين، أسفرت الضربات عن مقتل 83 شخصاً على الأقل.
– معظم الهجمات وقعت قرب السواحل الفنزويلية وفي المياه الدولية، ما أثار تساؤلات قانونية حول مشروعية استخدام القوة عندما لا توجد تهديدات وشيكة واضحة.

يقرأ  نظرة على عوالم بالغة الصغر والمذهلة في الفيديوهات الفائزة بمسابقة نيكون «العالم الصغير المتحرك» — كولوسال

طرق تهريب المخدرات
– بررت واشنطن هجماتها بكونها تهدف إلى تفكيك طرق تهريب المخدرات من فنزويلا، بما في ذلك الكوكايين والفنتانيل. لكن بيانات مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تشير إلى أن غالبية الكوكايين لا تُنتج في فنزويلا، وأن دورها غالباً عبور أو مسار ترانزيت، إذ تحدها كولومبيا من الغرب—مِحْور لعدد من شحنات وعمليات تهريب.
– الإنتاج العالمي من الكوكايين يتركز أساساً في كولومبيا وبيرو وبوليفيا (نحو 99% من الإنتاج العالمي)، فيما تمر شحنات كثيرة إلى الولايات المتحدة عبر مسارات المحيط الهادئ مروراً بأمريكا الوسطى والمكسيك.

الخلاصة السريعة: فنزويلا بلد غني بموارد هائلة لكنه مثقل بعقود من سوء الإدارة الاقتصادية والفساد والتوتر السياسي وانعكاسات العقوبات، ما أدى إلى أزمة إنسانية وهجرة جماعية وتصاعد نزاعات إقليمية ودولية حول دوره في شبكات التهريب والأمن الإقليمي. امريكا وغيرها من القوى الإقليمية تراقب المشهد عن كثب فيما تتصاعد احتمالات المواجهة أو ضغوط دبلوماسية طويلة الأمد.

أضف تعليق